كشفت مصممة الأزياء المغربية الزوهرة رباشي، في حديث خاص لـ"مصراليوم"، أنَّ القفطان المغربي لم يعد يقتصر فقط على قطعة واحدة، إنما أصبح يتكون من قطعتين وثلاث، إلى أربعة أحيانًا، وذلك لما له من تميّز ورونق ساحر على هذه القطعة التقليدية المغربية، التي لم تعد تحتجز داخل الحدود المغربية، وتعدت لتكون سفيرة في كل بلدان العالم.
وأبرزت رباشي أنَّ "القفطان يعبّر عن الثقافة المغربية، والتقاليد والعادات التي يتوارثها المغاربة من جيل لجيل"، مضيفة أنه "على الرغم من أنّ القفطان المغربي كان في الأصل للرجل، إلا أنه بفضل التطوّر، والابتكارات وإبداعات المصممين، أصبح القفطان قطعة ملكية فاخرة، تمتلكها المرأة وتستمتع بارتدائها، وتفرح لحصولها على إحداها".
وأوضحت المصممة أن "ارتباطي بتصميم الأزياء، لاسيما التقليدية، بدأ منذ الصغر. كنت اعشق هذه القطعة، لاسيما إذا رأيتها على عروس مغربية، ما يجعلني لا أبارح مكاني، ولا أزيل نظراتي من عليها، أدقق في كل التفاصيل التي ترتديها من لباس وإكسسوارات".
وأضافت "كنت أرغب من كل قلبي في الحصول على تلك القطع الفنية، وكبرت وكبر شغفي بالألوان والتصاميم، إذ أصبحت برامجي المفضلة هي كل ما يتلق بتصميم الأزياء والابتكار والتخيل. وجدت نفسي مصممة أزياء بتشجيع من أسرتي، فدخلت هذا المجال الذي دفنت فيه نفسي، ووجدت فيه إلهامي وحياتي".
وأشارت إلى أنّها "صمّمت العديد من القطع التقليدية من القفاطين والتكشيطة المغربية والجلابة النسائية التقليدية وحتى العصرية"، مبيّنة أنها "تواكب الموضة من جميع الجوانب، انطلاقًا من الألوان والأقمشة والتصاميم والإضافات والخامات، وكل الابتكارات التي تساهم في جعل القفطان المغربي مميزًا ومرغوبًا فيه من كل الأجناس ومن مختلف الأعمار".
وأبرزت المصممة أنّ "عالم الأزياء ليس سهلاً، فهو كباقي المجالات الأخرى. وجدت الكثير من الصعوبات والعراقيل، ابتداء من فترة الدراسة في معهد تصميم الأزياء، ليس فقط على مستوى المنافسة، وإنما على جميع المستويات".
وتابعت "تصادفني مشاكل عدة، لاسيما عندما أرغب في عرض مجموعة جديدة، إلا أنني أتغلب عليها بمساعدة فريق عملي، الذي دائمًا ما يساندني ويمدني بالدم المعنوي والتشجيع، فضلاً عن أسرتي، التي تمثل أكبر حافز يقودني إلى التغلب على كل شيء، بغية الوصول إلى ما أرغب فيه".
وأردفت الزوهرة "طموحي كبير جدًا، وأرغب في تقديم المزيد من القفاطين والتصاميم المميزة. أسعى جاهدة دومًا لتقديم أربعة عروض على مدار العام، إذ أخصص كل مجموعة لفصل معين، وأقدم للمرأة، لاسيما المغربية، فرصة لارتداء ما ترغب فيه في كل مناسبة، وفي كل فصل على حدة".
واستطردت "أسعى جاهدة دائمًا إلى تجديد التصاميم، والإبداع والابتكار، لتقديم الجديد ومسايرة الموضة وإرضاء مختلف الأذواق، دون التخلي أو الابتعاد عن اللمسة التقليدية التي تميز القفطان المغربي، وتجعله تلك التحفة الفنية الراقية والفاخرة، لاسيما عند استخدام الإضافات التقليدية، كالتطريز الفاسي".
وبيّنت المصمّمة أنَّ "التطريز الفاسيّ من الأنواع التي تبقى خالدة ولا تموت، والذي لا يمكن لأي مصمم مغربي أن يتخلى عنه، أو يستبدله بآخر"، مشيرة إلى أنّه "يأت فضلاً عن العديد من الخامات والتفاصيل، التي تجعل القفطان يبدو مميزًا بمجرد النظر إليه".
ولفتت الزهورة إلى أنَّ "العروض التي أقدمها غالبًا ما تكون خارج المغرب، لأني أود أن أجعل القفطان المغربي يخترق الحدود، ويصبح عالميًا، وأكثر شهرة، وقد عرضت مجموعتي الأخيرة لفصل الربيع في العاصمة باريس، حيث حضر العرض نخبة مهمة من المصممين العالميين والمهتمين بمجال الموضة وعشاق القفطان المغربي، الذين عبروا عن إعجابهم بمجموعتي الجديدة".
وكشفت المصمّمة المبتكرة أنها "استخدمت في مجموعة الربيع قماش (الموبرة المغربية) كونها من الصيحات الرائجة، التي عادت بقوة إلى الساحة، وحققت نسبة إقبال كبيرة من طرف النساء والرجال، على حد سواء، لاسيما أنها من الأقمشة التي تناسب فصل الربيع".
وأضافت "اعتمدت في مجموعتي الجديدة كذلك لمسة التطريز الرباطي على الصدر والفاسي في أسفل القفطان، إضافة إلى المزج بين الألوان، كون فصل الربيع يشهد تنوعًا في الألوان التي تبعث على البهجة والسرور".
وأكّدت المصمّمة المغربية زهورة رباشي أنَّ "هدفي هو جعل المرأة المغربية متعلقة بالقفطان المغربي، الذي يعد من القطع التقليدية المميزة، التي يجب أن نفتخر ونعتز بها، لاسيما أنها تحتوي على مجموعة من التفاصيل النادرة، التي يصعب على الجميع تطبيقها"، مبيّنة أنها "أرغب ومن كل قلبي أن يصبح القفطان المغربي داخل كل بيت في كل أنحاء العالم، ويصبح من بين القطع التي تقبل عليها النساء، لارتدائها أثناء الحفلات والسهرات، ويشار إليه على أنه قطعة مغربية، ومن تصميم مغربي، مع الحفاظ على أصالته العريقة، دون تحريفه أو تغيير ملامحه، أو الخروج عن جماليته التقليدية المحتشمة، التي تجعله دومًا مميزًا".
أرسل تعليقك