إستمراراً لسلسلة المفاجآت المميزة فى قصة حياة الشيخ الجليل عبد العاطى على عبد الجليل أقدم محفظ للقرآن الكريم بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، والذى توفى صباح أمس الأحد، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا داخل منزله، وكان يتلو آيات من الذكر الحكيم قبل وفاته بلحظات، نشر أحد شباب المدينة فيديو جديد للشيخ خلال جلسة "نحو وإعراب" داخل منزله قبل فترة من إصابته بفيروس كورونا. وقال الشاب جابر الغزالى خريج كلية الدراسات الإسلامية بأسوان وإبن مدينة إسنا، أنه قرر نشر هذا الفيديو خلال جلسة نحو مع الشيخ عبد العاطى على عبد الجليل، ليعلم الجميع أنه لم يكن حافظاً ومحفظاً للقرآن فقط، ولكنه كان حافظاً لمتون اللغة العربية والتجويد وغير ذلك، وكان يحفظ ألفية إبن مالك في النحو، ويحفظ متن الآجرومية في النحو، حيث أكد الشباب أن الفيديو الذى نشره يوضح "قراءة من شرح الشيخ حسن الكفراوي على متن الآجرومية باب ( الإعراب والبناء )".
وأضاف الشاب جابر الغزالى إبن مدينة إسنا، أن كافة الشباب الذين حفظوا القرآن على يد الشيخ عبد العاطى، قرروا تنظيم ختمة قرآنية لروح الشيخ عبد العاطي عبد الجليل رحمه الله، قائلاً: "فضيلة مولانا الشيخ عبد العاطي له الفضل على حافظي ومُحفّظي القرآن في إسنا، وقد أهدى القرآن الكريم لنا جميعاً بأن علّمنا وحفّظنا وأقرأنا وصحّح لنا، وجاء الوقت أن نهديه ثواب القرآن ونشكره على ما قدّمه لأهله وأحبابه وتلاميذه، اليوم بإذن الله تعالى نقرأ ختمة قرآنية ونهدي مثل ثوابها لروحه الطيّبة، وكل واحد منا إختار جزءاً على أن ينتهي منه قبل نهاية اليوم الثلاثاء، ويعلّق بأنه قرأ الجزء حتى نعرف بتمام الختمة".
فيما قال الشاب عمرو حمادة إبن مدينة إسنا، أن جميع الشباب والكبار فى قرى ونجوع إسنا يعرفون جيداً تاريخ وحياة الشيخ عبد العاطى عبد الجليل، والذى كان علماً من أعلام القرآن الكريم، وكان مكتبة دينية حقيقية متنقلة حيث أن الشيخ الجليل عبد العاطي لم يكن حافظاً للقرآن فحسب، بل كان حافظاً لمتون اللغة العربية والتجويد وغير ذلك، فكان يحفظ ألفية إبن مالك في النحو، ويحفظ متن الآجرومية في النحو، قائلاً: "أحبّك أهل إسنا وقدّروك وأجلّوك.. يا شيخنا، أعزّك الله بكتابه وشرّفك به ورفع قدرك بين الناس.. ارقد في قبرك مطمئناً يا صاحب القرآن.. ارقد فلا خوف ولا حزن ؛ فأنت من أهل القرآن.. اقرأ وارتقِ ورتّل كما كنتَ ترتل في الدنيا.. ( أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) إنا لله وإنا إليه راجعون".
وفى نفس السياق كان قد صرح محمد عبد العاطى نجل الشيخ عبد العاطى على عبد الجليل أقدم وأشهر محفظ للقرآن الكريم بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، بأن والده شعر بتدهور فى حالته الصحية وظهرت عليه بعض الأعراض خلال الأيام الماضية، وتم التواصل مع أهل الخير وقيادات الصحة بإسنا من محبى وتلاميذ الشيخ، والذين قاموا بتوفير اللازم وتم عمل مسحة له مؤخراً وظهرت نتيجتها فجر اليوم الإثنين، بالنتيجة الإيجابية وتقرر له النقل لمستشفى إسنا للعزل الصحى فى تمام الثامنة صباحاً، وكانت الأسرة تنتظر وصول سيارة الإسعاف صباحاً لنقله لمستشفى العزل، ولكن قضاء الله كان أسبق وتوفى والده فى السادسة صباحاً.
وأضاف نجل الشيخ الجليل عبد العاطى محمد عبد الجليل فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن والده شهيد كورونا من مواليد عام 1934 من منطقة الحجز بحرى بمدينة إدفو، وحصل على الثانوية الأزهرية من محافظة قنا، حيث حفظ القرآن فى طفولته قبل أن يبلغ من العمر 10 سنوات، وتم تعيين مقيماً للشعائر الدينية بمدينة إسنا، وظل يحفظ أهالى المدينة القرآن الكريم منذ أكثر من 60 سنة، حيث أنه ممن حفظوا القرآن على يديه موظفين بالمعاش حالياً، وقد وافته المنية وهو يبلغ من العمر 86 سنة.
وعن فترة عمل والده بالأوقاف مقيماً للشعائر، أكد نجل الشيخ عبد العاطى عبد الجليل، أن والده عمل لعدة سنوات مقيم شعائر فى مسجد الضوى وكذلك المسجد الكبير بمدينة إسنا، وتم خلال فترة عمله وتحفيظه للقرآن الكريم، دعمه من الوازرة وكبار رجال الأعمال وتكريمه بمئات شهادات التقدير وكذلك قدم له رجل أعمال شهير بالقاهرة رحلة عمرة فى مسابقة دينية لدوره فى خدمة كتاب الله وأهل المدينة وتحفيظهم القرآن حيث أدى مناسك العمرة فى عام 2009.
وعن تفاصيل الإصابة بكورونا للشيخ عبد العاطى أقدم محفظ قرآن بمدينة إسنا، يقول نجله لـ"اليوم السابع"، أنه بدأت ظهور أعراض بسيطة على والده منها فقدان حاسة الشم والسخونة والكحة، وقام على الفور بالتواصل مع مسئولى مديرية الصحة والإدارة الصحية بإسنا، وتم عمل مسحة لوالده ولكن حالته الصحية تدهورت فى ساعات قليلة، وأبلغه أحد الأطباء فجراً بإيجابية حالة والده، وأن الصحة قررت نقله لمستشفى العزل وسيارة الإسعاف ستصل لمنزلهم فى الثامنة صباحاً، قائلاً: "أبلغت والدتى بالأمر وجهزنا كل المطلوب وجلست بجوار والدى الذى كان طوال تواجده على جهاز التنفس الصناعى يتلو آيات من الذكر الحكيم، وقررت تسجيل مقطع له للذكرى ونشره على مواقع التواصل بعد شفاؤه، ولكن الله أراد أن ينتقل للرفيق الأعلى قبل نقله للمستشفى بساعتين فى السادسة صباحاً، وقمنا بدفنه فى مسقط رأسه بمدينة أدفو فى محافظة أسوان بمقابر العائلة، وقررنا عدم إقامة عزاء لمنع التجمعات وحماية الأهالى للإشتباه فى إصابتى ووالدتى بالفيروس لكوننا مخالطين لوالدى رحمه الله".
وأكد محمد عبد العاطى نجل الشيخ عبد العاطى على عبد الجليل أقدم وأشهر محفظ للقرآن الكريم بمدينة إسنا، على أنه قرر نشر المقطع لوالدته على صفحته بـ"فيس بوك" لحث الأهالى على الدعاء له بالرحمة لكون الجميع كان يعشقه ويحبونه طوال حياته فى مدينة إسنا، وعن حالته الصحية ووالدته أكد نجل الشيخ المتوفى، أنه يعانى من أعراض بسيطة جداً هو ووالدته وهى عبارة عن فقدان حاسة الشم، ويحتاجون لمسحة سريعة والأهم عنده والدته لحمايتها من الإصابة وتدهور حالتها الصحية لكونها كبيرة فى السن وتحتاج للدعم الصحى بمستشفى وليس بالمنزل.
ورصد "اليوم السابع" فى مشهد رائع لحسن الخاتمة بعد الإصابة بفيروس كورونا لأحد أشهر محفظى القرآن الكريم بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، نشر نجل الشيخ الجليل عبد العاطى على عبد الجليل أحد أقدم وأشهر محفظى للقرآن الكريم بقرى ونجوع مدينة إسنا، فيديو على موقع التواصل الإجتماعى لوالده فى لحظاته الأخيرة وهو يقرأ آيات من القرآن الكريم. وتفاعل الآلاف من أبناء مدينة إسنا مع الفيديو الذى نشره محمد عبد العاطى، وكتب عليه: " اللهم احسبه من الشهداء يارب.. عليك رحمه الله يا ابي"، حيث تلى المرحوم الشيخ عبد العاطى على عبد الجليل، عدد من آيات القرآن الكريم وهو على جهاز التنفس الصناعى، وتداول العشرات من أبناء المدينة مقطع الفيديو وهم يترحمون على أقدم مشايخ تحفيظ القرآن الكريم.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
محافظ الأقصر يسلم 4 شيكات للعرائس اليتيمات المقبلات على الزواج
محافظ الاقصر يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 99.32%
أرسل تعليقك