«قالولى بنتك ماتت مشنوقة.. ولم أصدق.. ابنتى صاحبة الـ3 سنوات ويومين لم تختفِ عن نظرى سوى ثوانٍ في لمح البصر لأجد جثتها معلقة من رقبتها بصندوق حديدى أسفل عقار.. كلام لم يصدقه عقلى ولا قلبى».. وقفت هند حسن، السيدة الثلاثينية، أمام منزلها الملاصق لمحل الجريمة في منطقة بشتيل بأوسيم في الجيزة، تُعبّر عن مأساتها راسمةً صورة صعبة لحياتها بعد مقتل ابنتها الأصغر من بين أشقائها «هايدى».
الأم المكلومة تذكرت يوم الجريمة بمزيد من الحزن: «ابنتى أيقظتنى في الـ9 صباحًا، طلبت منىّ أشغل لها كارتون ورقصت على الأغانى التي ترددها، وطبعت قُبلة على وشّى، وانطلقنا إلى الشارع لإحضار الإفطار لباقى أفراد الأسرة».
نزلت «هند» في اتجاه فرن العيش، لكن الزحام جعلها تتجه أولًا إلى محل الفول والفلافل، وهناك طلبت «هايدى» من أمها: «عاوزة اشترى عصير قصب»، تحكى الأم لـ«المصرى اليوم»، توجّهت الطفلة لشراء العصير، وعادت ثانيةً لشراء العيش «فى ثوانٍ ابنتى اختفت ولم أعثر عليها».
توجست الأم حين عادت لمنزلها وسألت: «هىّ هايدى جت؟»، فأجابها الجميع في نفس واحد: «لم تأتِ»، هرولت إلى الشارع تصرخ وتضرب بيديها صدرها: «بنتى تاهت يا ناس».
لم تحتر والدة الطفلة كثيرًا، فعرفت مصير ابنتها المأساوى، إذ باغتتها جارتها «أم جنى»: «بنتك لقيناها مشنوقة أسفل السلم»، وأخذت الأم تردد في هلع: «اتشنقت إزاى، كانت معايا، مين شنقها.. بنتى لم تمت»، حتى حملها الناس إلى شقتها بعد أن أغمى عليها لوقت طويل، ولم تفق سوى بعد وصول الشرطة والنيابة العامة.
«عاوزة أشوف بنتى.. هىّ فين».. رددت الأم، محاولةً اختراق الحراسات الأمنية الواقفة أمام المنزل محل الجريمة، فيما يهيل والد الطفلة هايدى التُراب على وجهه ويشق جلبابه، ويتشاجر مع والدة الطفلة «طليقته»: «إنت اللى مهملة»، وشقيق الطفلة «محمد» ذو الـ10 سنوات ينهار على أخته: «عاوز أموّت اللى شنق أختى».
وكيل النيابة يُحاول تهدئة أفراد الأسرة، يقول للأم: «والله ما هسيب حقها.. عوضك على الله»، يستجوبها: «هل لكِ أعداء؟».. تقف السيدة وسط الشارع، صائحة وهى تزيح أكوام من الزلط بقدميها «طوب الأرض بيحبنى وعيالى.. هايدى بنتى كانت ابنة للشارع كله».
يبكى النّاس وجثة المجنى عليها تحملها سيارة إسعاف إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة، كل ذلك والأم تسأل: «مين اللى عمل كده»، ولم تعرف إجابة سؤالها سوى بعد أن قال لها وكيل النيابة في أثناء استكمال استجوابها: «روحى علشان بنتك اتدفنت»، مضيفًا: «عيلة صغيرة شنقت بنتك تقليدًا لمشاهد شافتها على اليوتيوب»، وتابع وهو يواسى الأم: «الطفلة المتهمة لم تقصد استهداف ابنتك».
أصابت كلمات وكيل النيابة، الأم، بصدمة، تلعثم لسانها معها: «معقول دا يحصل»، ثم أفاقت على صور ابنتها «مشنوقة»، صرخت «إزاى عيّلة صغيرة تشيل بنتى وتشنقها وتربطها بسلك كهربائى بصندوق حديدى؟»، لتطالب النائب العام بإجراء تحقيقات من جديد، ولا سيما أنها شاهدت بكاميرات المراقبة شخصا آخر دخل العقار محل الجريمة مع الطفلة المتهمة «حنين»: «عاوزين نعرف الشخص دا».
تستدل والدة «هايدى» على الاشتباه في آخرين: «البنت المتهمة خرجت من العمارة في أقل من نصف دقيقة، معقولة تشنق فيها بنتى؟».
استقبلت والدة المجنى عليها خبر تسليم النيابة الطفلة المتهمة لعمتها لأن «القانون لا يُعاقب الطفل دون الـ12 عامًا على الجرائم بحبسه أو إيداعه إحدى دور الرعاية» بمشاعر حزن وغضب: «حق بنتى كده هيروح في الآخر»، تردد: «حتة من قلبى- آخر العنقود راحت بلا ثمن.. ودعتنى بنتى ورقصت على الأغانى وقبلتنى».
الأهالى وتحقيقات النيابة أكدوا أن المتهمة «حنين» تقطن بذات المنطقة وتعيش مع عمتها، لانفصال والديها بالطلاق: «البنت مضطربة نفسيًا، وبتقلد ما تراه على الإنترنت».
كان خال الطفلة هايدى قد أبلغ الشرطة بالعثور على جثة المجنى عليها مُعلقة من رقبتها بسلك كهرباء مربوط بصندوق حديدى، ووجود حز حول الرقبة، وما قررته والدتها أن ابنتها كانت بصحبتها أثناء عودتهما للمنزل، ثم اختفت عن أنظارها وعلمت من الأهالى بالواقعة.
ودلت التحريات على أن مرتكبة الواقعة طفلة- 11 سنة- طالبة مقيمة لدى عمتها، تم ضبطها، وبمواجهتها بالتحريات أقرت بها واعترفت بارتكابها الواقعة تقليدًا لأحد مقاطع الفيديو «حول الشنق» على موقع اليوتيوب والتى اعتادت مشاهدته وتأثرت به.
وأضافت الطفلة المتهمة أنه في أثناء سيرها بالشارع شاهدت المجنى عليها تسير بمفردها، فاعتزمت تنفيذ مقطع الفيديو، ولدى اقترابها منها طلبت منها الأخيرة توصيلها لوالدتها، فاصطحبتها إلى العقار محل الجريمة، وفى أثناء سيرهما عثرت على سلك «المستخدم في شنق المجنى عليها»، وما إن وصلتا إلى المنور وضعت يدها على فم المجنى عليها لبكائها، ثم أعدت السلك على هيئة طوق «مشنقة» وربطت أحد طرفيه بالقفص الحديدى الخاص بموتور المياه، وأحضرت الطفلة وأوقفتها على قدميها ووضعت رأسها داخل الطوق، ثم سحبت قدمها فسقطت المجنى عليها في وضع الشنق وتركتها وانصرفت.
قد يهمك أيضـــــــًا :
حبس المتهميَن باغتصاب وقتل طفلة فيصل انتقامًا من والدتها
أب يقتل طفلته ضربا بالحزام بعد رفعها صوتها أثناء التحدث إليه
أرسل تعليقك