أكد السفير أسامة عبد الخالق سفير مصر في إثيوبيا والمندوب الدائم لدى الاتحاد الإفريقي، أن النشاط الذي شهدته فترة رئاسة مصر لمجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي خلال ديسمبر/ كانون الأول كان محل إشادة أعضاء المجلس.
وقال عبد الخالق - في بيان اليوم الثلاثاء بمناسبة انتهاء فترة الرئاسة المصرية والتي بدأت مطلع ديسمبر المنصرم - إنه خلال رئاسة المجلس تم التأكيد على الأهمية التي توليها مصر لتناول قضايا القارة الإفريقية, والحفاظ على مصالح الأشقاء; وخاصة في مجال السلم والأمن الذي يمثل أولوية متقدمة للاتحاد.
وأضاف أن الرئاسة المصرية النشطة للمجلس تأتي في إطار الجهود التي تعتزم مصر القيام بها داخل أروقة الاتحاد الإفريقي خلال الرئاسة المصرية المرتقبة له، والتي سيتسلمها رئيس الجمهورية يوم 10 فبراير/ شباط المقبل من نظيره الرواندي بول كاجامي.
وأشار عبد الخالق إلى أن الاهتمام الكبير الذي توليه مصر لمكافحة الإرهاب وطنيا وإقليميا ودوليا انعكس على برنامج رئاستها لمجلس السلم والأمن, وظهر بقوة خلال الجلسات التي عقدها المجلس حول الأوضاع في كل من منطقة الساحل الإفريقي, والصومال, وحوض بحيرة تشاد; حيث أكد المجلس الإدانة التامة للجرائم الإرهابية التي تقترفها جماعات "بوكو حرام" و"الشباب" وغيرها من التنظيمات الإرهابية في هذه المناطق من القارة السمراء.
كما تم التأكيد على أهمية التصدي بشكل فعال لتمويل الإرهاب وتجفيف منابع تجنيده وتسليحه ودعمه واحتضانه سياسيا, فضلا عن ضرورة دعم الدول الإفريقية الشقيقة التي تواجه الإرهاب ومساندتها في مساعيها للقضاء عليه, والتضامن معها ومع شعوبها فيما فقدته من ضحايا من قوات إنفاذ القانون والمدنيين.
وأوضح السفير أن الدول الأعضاء أجمعت على أهمية تبني منظور شامل في مكافحة الإرهاب يشمل المعالجة الفعالة للأسباب الجذرية للإرهاب والفكر المتطرف, من خلال التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ونوه سفير مصر لدى الاتحاد الإفريقي بأن المجلس حرص على الإطلاع على مستجدات الموقف في عدد من أركان القارة التي تواجه تحديات أمنية خطيرة, وخاصة في الساحل والقرن الإفريقي وغرب إفريقيا, سواء على صعيد الإرهاب أو الجريمة المنظمة عبر الحدودية.
اقرأ أيضًا:
الرئيس السيسي يُهنئ الشعب المصري بالعام الجديد
وأوضح عبد الخالق, أن مصر استعرضت خلال هذه الجلسات الجهود التي تسهم بها من أجل استعادة الأمن والاستقرار في هذه الأقاليم بالتعاون مع دولها; وخاصة في مجال بناء القدرات, بما في ذلك قوات إنفاذ القانون ومكافحة الإرهاب التي تتلقى تدريبات دورية في مصر, وكذلك أنشطة مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ السلام وآخرها دورة تدريبية لرجال الدين والقيادات المجتمعية حول مواجهة الفكر المتطرف والخطاب التحريضي, فضلا عن الجهود التنموية التي تضطلع بها من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
كما شهدت هذه الجلسات اهتماما بإسهام مركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد الصراعات, والذي سيبدأ مزاولة أعماله في مصر العام المقبل من أجل دعم الدول التي تواجه هذه التحديات لتجاوزها واستعادة الأمن والاستقرار.
وأضاف السفير المصري أن المجلس أولى اهتماما خاصا لمتابعة نتائج زيارته الأخيرة للصومال في مرحلة إعدادها للانتخابات الإقليمية, مؤكدا دعمه لجهود حكومة الصومال في فرض الأمن واستعادة الاستقرار والحفاظ على وحدة الأراضي الصومالية بدعم من قوات "الأميصوم" التي يقودها الاتحاد الإفريقي, وأبرز كذلك النقاش الذي عقده المجلس خلال الرئاسة المصرية حول التطورات في جنوب السودان, وأهمية دعم جهود إحلال السلام به بعد إبرام اتفاق السلام المنشط في 12 سبتمبر/ أيلول الماضي، مناشدا المجتمع الدولي للوفاء بتعهداته تجاه جنوب السودان, فضلا عن ضرورة توفير الدعم له في طريقه نحو تحقيق المصالحة وبناء الدولة.
وأوضح السفير أسامة عبد الخالق، أن مجلس السلم والأمن الإفريقي، وانطلاقا من إدراكه للعلاقة الوثيقة بين السلم والأمن من ناحية والحكم الرشيد والديمقراطية من ناحية أخرى، عقد جلسة حول العمليات الانتخابية التي عقدتها الدول الإفريقية خلال العام الجاري, ومن بينها مصر, حيث استعرض الوفد المصري أبرز ملامح عملية الانتخابات الرئاسية الأخيرة وانعقادها في إطار من الشفافية والنزاهة وسيادة القانون, وبوجود متابعين من الاتحاد الإفريقي والكوميسا وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية, إلى جانب استماع المجلس لإحاطة حول الدول التي قدمت تقاريرها لآلية مراجعة النظراء وتشجيعه للجهود التي تبذلها على صعيد تعزيز الحكم الرشيد والتنمية الاقتصادية والبشرية.
وأشار المندوب الدائم المصري لدى الاتحاد الإفريقي إلى حرص المجلس على الاستمرار في تطوير الجهود الإفريقية في مجال بنية السلم والأمن, حيث خصص جلسة للنظر في العلاقة بين القوة الإفريقية الجاهزة وقوة التدخل السريع التابعة للاتحاد وسبل تنسيق جهودهما, كما حرص المجلس على الانعقاد لتوجيه رسالة قوية وحازمة في دعم جهود الدول الإفريقية الأعضاء الحاليين في مجلس الأمن اتصالا بتقديمهم لمشروع قرار حول تعزيز استدامة التمويل الأممي المتاح لبعثات دعم السلام الإفريقية.
وتضمنت فترة الرئاسة المصرية انعقاد المنتدى رفيع المستوى للسلم والأمن في نيروبي يومي 13 و14 ديسمبر/ كانون الأول، والذي تم تخصيصه لتعزيز التعاون بين مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن بالأمم المتحدة, وسبل تعزيز الدفاع عن المواقف والقضايا الإفريقية على الساحة الدولية.
وانتهت الرئاسة المصرية لمجلس السلم والأمن الإفريقي رسميا يوم 31 ديسمبر 2018, وستتولى غينيا الاستوائية مهام رئاسة المجلس خلفا لمصر, على أن تستمر مصر في عضوية مجلس السلم والأمن حتى مارس المقبل.
قد يهمك أيضًا:
السيسي وترامب يبحثان تعزيز التعاون ومكافحة الإرهاب
أسامة المحجوب يكشف عن خطة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين القاهرة وبكين
أرسل تعليقك