مالانغ - مصر اليوم
يحمل محمود معه باستمرار اكياس نفايات الى العيادة الصغيرة في بومي ايو بجزيرة جاوة الاكبر في اندونيسيا لناحية التعداد السكاني، ليحصل في المقابل على عناية طبية بفضل نظام يسمح للفقراء بالحصول على علاجات طبية.
ويروي محمود المصاب بالتهاب المفاصل "هنا، اعرف انني استطيع الحصول على خدمات بالاستعانة بالنفايات، لذا اضعها جانيا. قبل ذلك، كنت ارمي كل شيء على الطريق، لكنني بدأت القول ان النفايات مفيدة".
وشأنه في ذلك شأن اعداد كبيرة من الفقراء الذين لا يملكون ثمن الاستشفاء في اندونيسيا، يزور محمود كما الكثير من المرضى هذه العيادة في مالانغ حيث يمكن تبديل النفايات المنزلية وانواع اخرى من القمامة بخدمات استشفائية.
وفي مدينة مالانغ التي تعد 800 الف نسمة، خمس عيادات مسماة "نفايات لضمان الاستشفاء" اسسها جمال البن سعيد. وهذا الشاب البالغ 24 عاما سمح للاشخاص الاشد فقرا بالحصول على عناية طبية في بلد يعيش نصف سكانه بأقل من دولارين في اليوم ويفتقر بشكل كبير للطواقم الطبية المدربة.
وعلى السكان الراغبين في تلقي العلاج في اي من هذه العيادات جلب نفايات مرة اسبوعيا يوم السبت. كما عليهم جمع نفايات بقيمة 10 الف روبية اندونيسية (0.83 دولار) شهريا للاستفادة من هذا النظام الذي يتيح الحصول على استشارتين في الشهر.
ويوضح البن سعيد ان القيمة السوقية للنفايات تختلف بحسب نوعها. فبالامكان تحويل النفايات العضوية الى اسمدة وبيعها للمزارعين، في حين يتم شراء مواد اخرى مثل البلاستيك او المعادن من جانب شركات تقوم بمعالجتها ثم بيعها.
وبالاضافة الى الحصول على هذه العلاجات الطبية، كان لهذه المبادرة اثار ايجابية على البيئة: فقد بدأ اشخاص كثيرون بجمع النفايات من شوارع مالانغ التي تواجه كغيرها من المدن مشاكل تتعلق بالنظافة في هذا البلد ذات النمو السكاني الكبير.
وكان البن سعيد قرر في 2010 فتح اول عيادة من هذا النوع بعدما تلقى نبأ عن وفاة ابنة احد جامعي النفايات جراء اصابتها بالاسهال وعدم امتلاك عائلتها المال لدفع تكاليف علاجها. لكن الاموال اللازمة للبدء بالمشروع لم تتوفر سوى في 2013. واليوم، يدير البن سعيد خمس عيادات طبية يقول انها تحقق نجاحا.
وتفتح عيادة بومي ايو التي تضم طبيبين وممرضة وصيدليين اثنين ابوابها يوميا. وغالبية المرضى هم مزارعون يعملون في حقول الارز المحيطة بمالانغ في شرق جزيرة جاوة. ويمثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والتهاب المعدة والامعاء من اكثر المشاكل الصحية التي يعاني منها المرضى الذين يزورون العيادة، بحسب الطبيب افريكو سيبتاناندا.
وغالبية المرضى الذين يتقاضون ما بين 500 الف ومليون روبية شهريا (42 الى 84 دولارا)، يجدون صعوبة في تلقي العلاج المناسب في حال لم تسمح لهم العيادة بتلقي العناية الطبية اللازمة مقابل النفايات التي يجلبونها، وفق سيبتاناندا.
ويؤكد البن سعيد ان نظام "نفايات لضمان الاستشفاء" يلاقي نجاحا. ويشير الى ان 10 الى 15 % فقط من الاشخاص الذين يجلبون نفايات معهم ايام السبت الى العيادة يحتاجون الى علاجات، اما الاخرون فيقومون بذلك عند الحاجة. ويسمح هذا الامر بجمع اموال كافية لتشغيل العيادة وتأمين تطويرها.
وبعد مالانغ، يسعى البن سعيد الى تطوير مشروعه ليشمل فتح عيادات في ثلاث مدن اخرى في اندونيسيا.
أ ف ب
أرسل تعليقك