c تعرف على قصة فنار الإسكندرية الأقدم في البحر المتوسط - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 10:19:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تشير الأدلة إلى أن طوله كان يصل إلى 130 مترًا

تعرف على قصة فنار الإسكندرية الأقدم في البحر المتوسط

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تعرف على قصة فنار الإسكندرية الأقدم في البحر المتوسط

فنار الإسكندرية
الإسكندرية ـ مصر اليوم

صُنف كواحد من عجائب الدنيا السبع القديمة، وهو أول فنار شهده البحر المتوسط، فنار "فاروس" بالإسكندرية في العصر الهلنستي، وفي هذا الصدد أوضح الدكتور محمد إبراهيم عبد العال، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة عين شمس المصرية، أن فنار "فاروس" بالإسكندرية هو أول فنار ظهر في البحر المتوسط في العصر الهلنستي، وكانت الوظيفة الأساسية للفنارات هي إرشاد السفن وتوجيهها ناحية الموانئ المختلفة، وهي تختلف عن وظيفة الفنارات الحالية حيث كانت تعمل على تنبيه السفن ألا تصطدم بالمناطق الملاحية الخطرة، مثل الصخور المغمورة تحت سطح البحر أو الأرصفة البحرية، وقد تم إنشاء الفنار حوالي عام 280 ق.م.

وأضاف أن الأدلة التاريخية تشير إلى أن طوله كان يصل إلى حوالي 130 مترا، وقد أقيم هذا الفنار عند مدخل الميناء الشرقي، الناحية الغربية لإرشاد السفن القادمة إلى مصر باتجاه الإسكندرية، حيث كانت الموانئ المصرية البحرية مقامة على مصبات أفرع النيل، قبل إنشاء الإسكندرية في نهاية القرن الرابع قبل الميلاد، خاصة الفرع الكانوبي، وهو أكبر فروع النيل القديمة، فكانت السفن تتجه إلى هذه الموانئ مباشرة.

ولكن بعد إنشاء الإسكندرية وحتى يستطيع البحارة القادمون تمييز هذا الميناء الجديد والوصول إليه بسهولة، فقد أقيم فنار الإسكندرية بهذا الارتفاع الكبير وتلك الضخامة، حتى تتمكن السفن أن تراه من على مسافة كبيرة بلغ قدرها حوالي 50 كم، وكانت فكرة هذا الفنار بداية لإنشاء عدد من الفنارات الأخرى في البحر المتوسط، مثل ميناء "بورتوس" فى إيطاليا ولاكورونيا فى إسبانيا.

وتابع أن بناء هذا الفنار يرجع إلى حكم بطليموس الأول الذي بدأ العمل فيه، وبوفاته تولى الحكم بطليموس الثاني الذي أكمل بناء الفنار. وكان المهندس المسؤول عن بنائه هو المهندس الإغريقي سوستراتوس. وترجع بعض الآراء اسم الفنار تحريكاً لكلمة "فاروس" وهي الجزيرة التي أنشئ عليها، وهو أول فنار في العالم القديم.
وصُنف كواحد من عجائب الدنيا السبع القديمة لعدة أسباب، أولها الارتفاع الضخم الذي وصل إلى حوالي 130م، وهذا البناء بالنسبة للعالم القديم يعتبر مهول الحجم، وكذلك شكل الفنار، فيقال إنه كان مقسما إلى 3 أقسام، قسم مخصص للإدارة والإسطبلات، وقسم كان مخصصا كشرفة، وقسم علوي أسطواني الشكل كان يتم إيقاد النار فيه ليلاً لإرشاد السفن إلى المكان، إضافة إلى وجود مرايا عاكسة للضوء في النهار، وكان يتوج الفنار تمثالا لإله البحرعند اليونانيين.
وأضاف عبدالعال أن هناك الكثير من الروايات حول فنار الإسكندرية، عن طريق مؤرخين ورحالة زاروه من عصور قديمة، أشهرهم المسعودي الذي وصف الفنار وصفاً دقيقاً وقدر ارتفاعه بحوالي 230 ذراعاً، وابن بطوطة الذي زار الفنار وقال عنه: "قصدت المنارة، عند عودتي إلى بلاد المغرب، فوجدتها قد استولى عليها الخراب، بحيث لا يمكن دخولها ولا الصعود إليها".

وقد تعرضت المنارة لأكثر من زلزال إلا أن الزلزال الذي دمرها تماماً هو الزلزال الشهير الذي تعرضت له مصر عام 1303م الذي أصاب أكثر أبنية مصر بالدمار، وكان من ضمن هذه الأبنية فنار الإسكندرية، وقد تمت بعض المحاولات لإصلاح الفنار بعد هذا الزلزال على يد الأمير ركن الدين بيبرس عام 1304م، وفي نهاية العصر المملوكي الجركسي وتحديداً في عهد السلطان الأشرف قايتباي، الذي زار مدينة الإسكندرية في ذلك الوقت، وأمر أن يبنى مكان الفنار القديم برج جديد وهو ما يعرف الآن بقلعة السلطان قايتباي.
وتم ترميم الفنار في عهد أحمد بن طولون عام 880م وفي عام 980م، وعام 1100م سقط الشكل الثماني بسبب حدوث هزة أرضية، وأصبح الطابق السفلي المربع فقط كمجرد برج للمراقبة، وشُيد مسجد صغير فوقه، إلى أن جاء زلزال عام 1303م فدمر الفنار نهائياً واستمرت على هذا الحال إلى أن تحولت إلى قلعة قايتباي عام 1480م ويقال إن هناك أحجارا كثيرة من الفنار القديم استخدمت في بناء قلعة قايتباي.

وأحدث ما تم من الاكتشافات الأثرية الحديثة في علم الآثار الغارقة، أنه قامت مجموعة من البعثات الأثرية التي تكشف الآثار الغارقة في الميناء القديم والميناء الشرقي وحول قلعة قايتباي، وقد تم الكشف عن أجزاء كبيرة جداً من الفنار القديم وتمت دراسات أثرية تخيلية ساهمت في إعادة تصور شكل الفنار القديم والتماثيل التي كان تتقدم أبوابه، وكذلك الأحجار التي استخدمت في بنائه، وهي من أهم الاكتشافات التي تمت في العصر الحديث.

قد يهمك أيضاً :

"الأعلى للثقافة" يعلن فتح باب التقدم لجوائز الدولة لعام 2019

المجلس الأعلى للثقافة يكرم الدكتور أحمد مرسي الإثنين​

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف على قصة فنار الإسكندرية الأقدم في البحر المتوسط تعرف على قصة فنار الإسكندرية الأقدم في البحر المتوسط



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:27 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني
  مصر اليوم - ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني

GMT 00:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025
  مصر اليوم - محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025

GMT 06:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
  مصر اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 10:39 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

إطلالات شرقية لرمضان من وحي فاطمة المؤمن

GMT 17:26 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

بايرن ميونخ يصف محمد صلاح بأنه "ميسي أفريقيا"

GMT 12:11 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ميلان يعلن إعارة كولومبو لـ كريمونيزي الأمريكى كولومبو

GMT 03:17 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيديو تفاعلي يتكيف مع حركة الجسم أثناء التمارين

GMT 16:43 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أخطاء تفعلها عند ارتداء الكمامات

GMT 03:12 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

المعهد الأميركي يكشف السيناريو المرعب لـ"كورونا"

GMT 07:29 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

صلاح مع قطة تحصد نصف مليون إعجاب في ساعات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon