توقيت القاهرة المحلي 05:17:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكّدت أنه يمهّد الأرض لاستيلاء إسرائيل على فلسطين

هبة جمال الدين تحذّر من الدعوة لقيام الدين الإبراهيمي العالمي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - هبة جمال الدين تحذّر من الدعوة لقيام الدين الإبراهيمي العالمي

القدس
القاهرة - مصر اليوم

قالت الدكتورة هبة جمال الدين، مدرس النظم السياسية بمعهد التخطيط القومي وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية إن الدبلوماسية الروحية، التى نشطت منذ مطلع الألفية من خلال مراكز متخصّصة، فى جوهرها، هى محو للفواصل بين الأديان، ودعوة لقيام الدين الإبراهيمي العالمى، مما يمهد الأرض عملياً لاستيلاء إسرائيل على الأراضي الفلسطينية. وأضافت هبة،

أن “المخطط الذى تدعمه دول غربية لتصفية الصراع العربي – الإسرائيلي خطير ولا يمكن الاستخفاف به”، مؤكدة أن المراكز الإبراهيمية تُعد لـ”كتاب مقدس” جديد مأخوذ من نصوص من الكتب السماوية، لكنها ليست محل خلاف بين أتباع الديانات الثلاث، موضحة أن الصراعين “العربي – الإسرائيلي” و”السنى – الشيعى” على قمة أجندات هذه المراكز، لأن الهدف النهائى تهويد القدس وتمكين إسرائيل من السطو على المقدّسات الإسلامية والمسيحية، مشيرة إلى أن الديمقراطيين فى الولايات المتحدة لجأوا إلى هذه المخططات بعد فشل مساعيهم فى تمكين الإسلاميين بعد ثورة 30 يونيو.

جاء ذلك خلال ندوة بعنوان “المشترك الابراهيمي وانعكاساته على الشرق الاوسط” والذي أقامها حزب التجمع السبت الماضي، بالمقر الرئيسي بوسط البلدوأضافت “جمال الدين” أنها قابلت في أحد المؤتمرات العلمية، باحثاً مغربياً حدّثها عن وجود اهتمام دولى متزايد ليس فقط بالدراسات المستقبلية، لكن بالدراسات المستقبلية الدينية على وجه الخصوص، وأن الاتحاد الأوروبى يمول مراكز متخصّصة فى “الدبلوماسية الروحية”، وكان هو من أخبرها عن وجود إدارة خاصة داخل وزارة الخارجية الأمريكية، وأحد محاور اهتمامها هو دعم الدبلوماسية الروحية، وعلمت أنه كان هناك مؤتمر كبير عُقد فى الشهر نفسه عن الدبلوماسية الروحية وقدرتها على المساهمة فى التنمية ودورها السياسى فى حل النزاعات، وأن رجال دين مصريين شاركوا فى المؤتمر، وأجندة المؤتمر تناولت قضايا شديدة الحساسية.

وتابعت الباحثة ان مصطلح الديانات الإبراهيمية أو الإيمان الإبراهيمي، نسبة إلى النبي إبراهيم، عليه السلام، “أبو الأنبياء”، والمقصود به القواسم المشتركة والتشابهات بين الأديان الثلاثة، والاستفادة منها من أجل تحقيق سلام دينى عالمى قائم على الضمير الجمعي العالمي، ويرى أصحاب هذا الطرح وجود اختلافات جوهرية بين الأديان الثلاثة إلا أن الديانات الإبراهيمية، تؤكد الأسس المشتركة بين الأديان الثلاثة، ومنها عقيدة التوحيد، والقيم المشتركة كالمحبة والإخاء والتسامح، والمقدّسات المشتركة، خصوصاً مدينة القدس، وطبعاً أهمية النبى إبراهيم داخل الأديان الثلاثة كمرجعية روحية، ودعاة هذا الفكر يرفعون شعارات مقبولة، لكنهم فى الحقيقة يسعون لتشويه حقيقة الإيمان وتغليب مصلحة إسرائيل على مصلحة أتباع الدينين الإسلامى والمسيحى،

 والدين العالمى الموحّد طرح آخر، ومفهوم آخر للديانة الإبراهيمية، ويشير إلى دين عالمى واحد يجمع القيم المشتركة بين الأديان، التى لا يوجد عليها خلاف، ويعد هذا الطرح الأقل قبولاً من الطوائف الدينية المختلفة بمختلف الأديان السماوية، لأنه يُفرغ جوهر الأديان ويمحو وجودها. وقد أشار أيضاً إلى الدين الإبراهيمى الواحد الرئيس الأمريكى باراك أوباما؛ خلال تقرير الدين والدبلوماسية الصادر عن معهد بروكينجز الدوحة 2013، ولاحظ أن المراكز المروجة لهذا الفكر أخذت خطوة أكثر تطرفاً وبدأت تُعد لـ”كتاب مقدس” جديد يتكون من القيم الإنسانية العامة محل اتفاق أتباع الأديان الثلاثة، لتحل محل التوراة والإنجيل والقرآن وتصبح هذه المراكز نفسها أماكن مقدسة بدلاً من المساجد والكنائس والمعابد، وهذا هو الخطر الذى نرفضه جميعاً ونحذّر منه.

وأشارت إلى أن الإدارة التى تأسست فى عهد الرئيس باراك أوباما رئيساً، وهيلارى كلينتون وزيرة للخارجية، ما زالت نشطة، ونصف أعضائها من رجال الدين المنتمين إلى الأديان الثلاثة، والإدارة ليست سرية، فقد نشرت كل تفاصيلها فى تقرير معهد “بروكينجز الدوحة” في عام 2013، الذي حمل عنوان “الدين والدبلوماسية”، وشارك فيه الرئيس أوباما بنفسه، وهو أيضاً من تحدث عن الحوار الخدمى،

 ويعتقد أصحاب هذا المخطط أن حوار الأديان الذى بدأ كآلية للتقريب بين الأديان أثناء الحرب الباردة، نشاط نخبوي لم يُحقّق المرجو منه، ويقترحون “الحوار الخدمى التنموى” بديلاً عنه كدعم لفكرة الدين الواحد، فبعد الاتفاق على قيم مشتركة بين الأديان الثلاثة تقوم المراكز المروّجة للدين الجديد بتقديم خدمات مباشرة للشعوب، كحملات مكافحة الملاريا بأفريقيا، وشن حملات إغاثية عقب الكوارث الطبيعية للبشر المتضرّرين فى أماكن الصراع، أى تتحول الدبلوماسية الروحية إلى خدمات ملموسة يشعر بها المواطن، وتجعل ولاءه للطرح الجديد للديانة الإبراهيمية.

وأشارت “جمال الدين” إلى أن أحد أهم محاور اهتمام هذا الفكر هو الصراع العربي – الإسرائيلي والصراع السنى – الشيعى، وبالتالي الحديث بكثافة عن القدس والاهتمام الكبير باحتواء إيران فى العلن وتأجيج الوضع فى الخفاء، ومن بين المؤسسات المعنية بالدبلوماسية الروحية: “أبناء إبراهيم”، تحدّثت عن وجوب إعطاء الحق لأصحابه، دون أن تُحدّد من هم أصحاب الحق فى القدس.. لكن إذا نظرنا إلى الصورة الكبيرة سنجد أن أصحاب الحق الذين يحاولون الترويج لهم هم إسرائيل فى إطار موجات التزييف التى يطبقونها فى التاريخ،

 وهناك قس كورى من معتنقى هذا الفكر ألف كتاباً حديثاً يحمل عنوان “القدس الجديد” دعا فيه إلى ضرورة قيام دين عالمى وتحدّث عن واقع جديد تماماً للقدس، إذ يعتبرها مدينة إبراهيمية، هذا الرجل يأتى إلى مصر، ويقابل جماعات من النخبة المصرية، وبعد أول زيارة لرئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حاولت “الأونروا”، التى تشرف على مدارس اللاجئين، تغيير اسم القدس فى مناهج الأطفال من الصف الأول إلى الصف الرابع الابتدائى، ليحل محله “المدينة الإبراهيمية”، وهذه المحاولة تصدى لها أولياء الأمور والمدرسون.

وأكدت استاذة النظم السياسية بمعهد التخطيط القومي على ضرورة الانتباه واليقظة لخطورة مخطط الدين الإبراهيمي والتمييز بين بعض الأهداف المعلنة النبيلة والأهداف الخفية الخبيثة، ويمكن الاستفادة من التكتيكات التى يستخدمها للتأهب والاستعداد ونشر الوعى المجتمعى، معبرة عن خوفها من أن يتم فى المستقبل قياس مؤشرات تحقيق التنمية المستدامة بمراعاة المبادرات المصاحبة للدبلوماسية الروحية،

 بل وقياس التماسك الاجتماعى من هذا المنطلق؛ لذا من الضروري صياغة نموذج خاص يعكس التماسك الاجتماعي الجاد بالمنظور المصرى السمح والاستفادة من التكتيكات المصاحبة للفكر، مثل أهمية دبلوماسية المسار الثانى لحل النزاعات، والحوار الخدمى مدخل مهم للاحتواء وإشاعة الحب والتفاهم، وكذلك ممارسات السلام مفهوم مهم يجب الترويج له خلال التواصل مجتمعياً بشكل قاعدى، والاهتمام بالطلاب في المدارس ككوادر للمستقبل، وتكوين لجان مشتركة بين الدبلوماسيين ورجال الدين لمتابعة هذه الحركة والتسلح لها.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

تعرف على أهم ما حدث في اليوم السادس من شهر رمضان

كتاب "تفسير التوراة بالعربية" يتصدر قائمة الكتب الاكثر مبيعاً

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هبة جمال الدين تحذّر من الدعوة لقيام الدين الإبراهيمي العالمي هبة جمال الدين تحذّر من الدعوة لقيام الدين الإبراهيمي العالمي



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon