الجزائر ـ ربيعة خريس
اكتشف الموسيقار الجزائري والفنان التشكيلي ومصمم ديكور البرامج التلفزيونية، عمر خيثر، آلة السكسوفون عن طريق العازف الإيطالي "فستو بابيتي"، والعازف المصري سمير سرور، وقرر مباشرة تعلم العزف على آلة السكسوفون، لكن الأمر كان شبه مستحيل، لأن ثمن الآلة باهظ، وليست في متناول الجميع والتحق بالفرقة النحاسية التابعة لدار الشباب في محافظة قسنطينة شرق الجزائر والملقبة بعاصمة الجسور المعلقة عام 1986، واشترط عليه في البداية التعلم أولًا على آلة "الكلارينات" قبل الساكسوفون، التي تعتبر آلته المفضلة، مؤكدًا أنه شارك في الكثير من المهرجانات الموسيقية في داخل الجزائر.
وأضاف خيثر في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم"، "أنا كأي فنان شخصيته وهويته تظهر أثناء عزفه، فأنا أحاول وأعمل على ترجمة أحاسيس عربية الأصل، فلدينا أرث ثقافي لا يفنى، ففي الجزائر فقط لدينا الكثير من الطبوع المختلفة، في مساحة وطننا الشاسعة وهذا ظاهر كذلك في اللوحات التشكيلية". وفي رده عن سؤال بخصوص مشاريعه المستقبلية، قال "أكيد لدي مشاريع في مجال الموسيقى متمثلة في تسجيل البوم للموسيقى الجزائرية والعربية، واتمنى أن يجول هذا الألبوم العالم الغربي والأوروبي، وكي يكون سفيرًا لهويتنا العربية وأخلد بطريقتي الأرث الفني الثقافي للفنانين الجزائريين المبدعين اللذين رحلوا عنا، تاركين بصمات الهوية الوطنية والعربية".
وتابع " أن الفن جيد خاصة في مجال الموسيقى والعزف، على هذه الألة بالرغم أن العازفين عليها يعدون على الأصابع، لكن الكثير منهم ينسبون هذه الألة إلى موسيقى الجاز، وبالتالي يهملون قليلًا هويتنا العربية لكن في الآونة الأخيرة، بدأت الألة تدمج في الفرق الموسيقية الجزائرية والعربية بالعلم أن أول من عزف على آلة الساكسوفون في العالم العربي، ورافق الراحل عبد الحليم حافظ، العازف المصري الراحل سمير سرور، والكثير لا يعلم أن هذه الألة اخترعت في بلجيكا ومخترعها العازف "ادولف ساكس"، ولهذا سميت بالساكسوفون.
وروى من جهة أخرى، عمر خيثر حكايته مع الفن التشكيلي، قائلًا إنه قصته مع الفن التشكيلي تعود إلى أيام الطفولة حيث كان يرسم دون انقطاع ككل الصغار، وبدايته كانت برسم أبطال الرسوم المتحركة، وتطورت مواهبه كلما كان يتقدم في السن. وكان أول معرض شخصي قام به عام 1991، في رواق محمد راسم في المركب الثقافي محمد العيد ال خليفة بقسنطينة، عرض فيه لوحات عديدة ومتنوعة التقنيات والمدارس الفنية والمواضيع.
وأكد المتحدث أن هذا المعرض الذي يعدّ الأول بالنسبة له كان محطة اكتشف من خلالها نقطة قوته في التعبير التي تتمثل في الخط العربي، وبدأ البحث في هذا المجال مستفيدًا من الأخطاء والنقد البناء من المختصين والفنانين التي لهم تجربة طويلة في هذا المجال، قائلًا إنه شارك في الكثير من المعارض الوطنية والدولية والصالونات والمهرجات والملتقيات، وتحصل على جوائز وطنية معتبرة.
وعن التقنيات التي يستعملها في لواحاته، قال إنه يحاول التعامل مع الحرف العربي في شكل تجريدي وتجسيد معنى الهوية العربية، والأمازيغية بحروف ورموز بربرية، اخذا من الشعر مرجعيتي، وأجسد معنى القصيدة الشعرية واكتبها في اللوحة غالبًا بالخط المغربي القديم، وكل لوحاته فيها نقطة مرسومة، فهي باعتبارها العمود الفقري للخط العربي فالنقطة هي وحدة القياس لضبط الكتابة.
الموسيقار الجزائري عمر خيتر، المولود في عام 1968 في معسكر غرب الجزائر، الملقبة بمدينة "الأمير عبد القادر " من كبار رجال الدولة الجزائرية في التاريخ المعاصر، رحلته مع الموسيقى بدأت منذ نعومة أظافره، كان من عشاق الموسيقى الراقية، يختار لأذنيه أروع المقاطع والأغنيات.
أرسل تعليقك