توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فك شيفرة تحنيط المومياوات في مصر القديمة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - فك شيفرة تحنيط المومياوات في مصر القديمة

فك شيفرة تحنيط المومياوات
القاهرة ـ مصر اليوم

كشف تحليل جديد لحاويات عثر عليها في ورشة للتحنيط يتخطى عمرها 2500 عام أن المصريين القدماء استخدموا مجموعة من المكونات الغريبة بعضها مستورد من أماكن بعيدة مثل جنوب شرق آسيا لتحنيط موتاهم.

وكشف الباحثون الأربعاء عن نتائج فحوص كيميائية حيوية لواحد وثلاثين إناء من الخزف كانت تحوي مواد تحنيط في موقع سقارة الغني بالآثار بالقرب من القاهرة ليفكوا بذلك شفرة كيمياء ممارسة التحنيط المستخدم لتجهيز موتى المصريين للعالم الآخر.

واعتبر المصريون القدماء حفظ الجسد بعد الموت أمرا ضروريا ليعبر إلى العالم الآخر.

وقبل تكفين الجسد، كانت توضع مواد عديدة، من بينها 12 مادة تقريبا توصلت إليها هذه الدراسة، لحفظ أنسجة الجسد ومنع الرائحة الكريهة الناجمة عن تحلله وذلك قبل وقت طويل من أي فهم لعلم الأحياء الدقيقة.

ولم يتمكن العلم خلال القرنين المنصرمين إلا من التكهن بشأن مكونات تحنيط معينة مذكورة في نصوص عتيقة.

ولكن هذه الورشة، التي اكتشفها العالم المصري الراحل رمضان حسين عام 2016 بالقرب من أطلال هرم أوناس وهرم زوسر المدرج، حوت مجموعة من الأواني نقشت عليها أسماء عتيقة للمحتويات وأحيانا ما تضمنت تعليمات مثل "للوضع على رأسه".

وقال عالم الآثار فيليب ستوكهامر من جامعة لودويج ماكسيميليان بميونيخ في ألمانيا "أغلب المواد كانت من خارج مصر".

أسرار التحنيط

    جاء الكثير من المواد من منطقة شرق البحر المتوسط ومنها زيت الأَرْز وزيت وقطران العرعر والسرو والقار وزيت الزيتون.
    المفاجأة الحقيقية هي وجود مواد مصدرها على ما يبدو غابات في جنوب شرق آسيا على بعد آلاف الأميال عن مصر.
    وُجد صمغ من شجرة الدَمَّر، التي تنمو فقط بالمنطقة الاستوائية في جنوب شرق آسيا، وصمغ من شجرة إيليمي التي مصدرها إما جنوب شرق آسيا أو إفريقيا الاستوائية.
    وفق ستوكهامر "يشير هذا إلى حقيقة أن هذه الصموغ كان يُتاجر بها عبر مسافات هائلة وأن التحنيط المصري كان، بطريقة ما، محفزا لعولمة وتجارة عالمية مبكرتين".
    بحسب محمود بهجت، وهو عالم في الكيمياء الحيوية من المركز القومي للبحوث في القاهرة وشارك في إعداد الدراسة، فإن التحنيط كان يُنفذ بطريقة جيدة التنظيم ومؤسسية.
    كان الوصول إلى ورشة التحنيط الموجودة تحت الأرض متاحا من خلال فتحة بعمق 12 مترا، ويعود تاريخها إلى الأسرة السادسة والعشرين المصرية، أو العصر الصاوي، من عام 664 إلى 525 قبل الميلاد في وقت النفوذ الأشوري والفارسي وضعف النفوذ المصري.
    كان هذا بعد ألفي عام من بناء أهرامات الجيزة خلال حقبة المملكة القديمة وبعد ستة قرون من حكم الفرعون توت عنخ آمون، الذي عُثر على موميائه وأغراضه الجنائزية الرائعة عام 1922، والذي حكم خلال حقبة المملكة الحديثة.
    ماكسيم راجيوت متخصص في علم آثار الجزيئات الحيوية بجامعة توبنغن في ألمانيا وشارك في إعداد الدراسة قال "أجريت دراسات لا تُحصى عن التحنيط المصري، ولكن افتقارنا إلى معرفة المواد وراء الأسماء المختلفة والافتقار إلى أي توصيفات عملية عرقل أي إلمام أكبر بالأمر... الآن يمكننا تقديم إجابات".
    أحد مكونات التحنيط المُسمى أنتيو كان في النصوص العتيقة يُترجم إلى صمغ اللبان أو المر، لكن هذه الدراسة كشفت أنه خليط من زيت الأُرْز وزيت العرعر والسرو والدهون الحيوانية.
    جرى التعرف على ثلاث وصفات، بها مكونات مثل صمغ إيليمي وصمغ شجرة الفستق ومنتجات ثانوية من العرعر أو السرو وشمع العسل، كانت تُستخدم في تحنيط الرأس، بينما كانت تُستخدم وصفات أخرى لتنعيم البشرة أو تنظيف الجسد.
    سوزان بيك عالمة المصريات بجامعة توبنغن والمشاركة في الدراسة علقت قائلة: "لا تزال هناك أسرار لتُكشف. وبفضل الأساليب الحديثة، من الممكن تسليط ضوء جديد على جوانب معينة، ليس باستخدام الاكتشافات الجديدة مثل الآنية القادمة من سقارة فحسب، ولكن أيضا بأدوات مخزنة في المتاحف والمجموعات الأثرية".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

إجراء جديد من الآثار خاص في "قاعة المومياوات الملكية" في متحف الحضارة

الموافقة على تشغيل نظام شرح المرشدين السياحيين بالسماعات داخل متحف الحضارة

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فك شيفرة تحنيط المومياوات في مصر القديمة فك شيفرة تحنيط المومياوات في مصر القديمة



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon