c رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني

الشاعر السوداني هاشم صديق
الخرطوم -مصر اليوم

رحل عن عالمنا الشاعر السوداني هاشم صديق، الذي كان رمزًا للإبداع، إذا قفز من خلال كلماته وأسطره ليجسد أروع تجليات الثقافة السودانية، ويخترق قلوب الناس بأعماله التي حملت توقيع النضال والجمال.فقد كان هاشم صديق، الملقب بـ "شاعر الملحمة"، أحد أبرز المبدعين الذين ربطوا بين الشعر والمسرح والغناء، فترك بصمات لا تُنسى في الذاكرة الثقافية السودانية.

ومن أوبريت "قصة ثورة" التي أصبحت جزءًا من التراث الوطني إلى أعماله المسرحية التي جسدت آلام الوطن وآماله، ظل هاشم صديق صوتًا جريئًا يتحدى القمع ويعلن أن الإبداع لا يموت مهما كانت التحديات.

كما كان الراحل أحد أبرز الشعراء الذين ارتبطوا بجمال الأدب وفن المسرح، وقدم العديد من الأعمال التي أثرت الثقافة السودانية وذاع صيتها في العالم العربي.

ومن أبرز أعماله "قصة ثورة" أو " الملحمة"، الأوبريت الأكثر شهرة في تاريخ السودان، الذي لحنه الفنان، الموسيقار محمد الأمين، وأصبح علامة فارقة في تاريخ الفن السوداني، ليشكل أول تجربة ناجحة في فن الغناء الموسيقي الكورالي في السودان.

كذلك ترك صديق بصمات واضحة أيضًا في مجالات الأدب والصحافة والنقد الأكاديمي، حيث أبدع في التأليف الدرامي وصار له دور كبير في إثراء الثقافة السودانية. من أشهر أعماله المسرحية مسرحية "أحلام الزمان" التي حازت جائزة الدولة لأفضل نص مسرحي عام 1973، وكذلك "نبتة حبيبتي" التي نالت جائزة النص الأدبي عام 1974. كما قدم العديد من المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية التي كانت تحاكي هموم المجتمع السوداني وتطرح قضاياه.

وقد كان لشعر هاشم تأثير كبير على الفنانين السودانيين، حيث غنى له كبار الفنانين مثل محمد الأمين ومصطفى سيد أحمد وأبو عركي البخيت وسيد خليفة، تغنى للحبيبة والوطن معًا، فكانت أغنياته تمزج بين عشق الأرض وتطلعات الشعب السوداني في الحرية والعدالة، مما جعل صوته يشدو بآمال الأمة وأحاسيسه تجاه الحبيبة في تناغم لا يُنسى.

ورغم معاناته في آخر أيامه، حيث تم نقله إلى ضاحية الثورة بأم درمان بعربة "كارو" بعد تعذر إيجاد وسيلة نقل أخرى أثناء الحرب المحتدمة في السودان، ظل هاشم رمزًا للإبداع والمقاومة. هذا التناقض بين مكانته الفنية الكبيرة والظروف القاسية التي عاشها في آخر أيامه يبرز مدى تحدي الإبداع للفقر والموت والدمار.

يشار إلى أن الراحل وُلد في عام 1957 في حي شرق أم درمان، وبدأ دراسته في أم درمان ثم انتقل إلى المعهد العالي للموسيقى والمسرح، حيث حصل على درجة البكالوريوس في النقد المسرحي بتقدير ممتاز عام 1974.

لاحقًا، سافر إلى المملكة المتحدة لدراسة التمثيل والإخراج في مدرسة التمثيل "إيست 15"، ليعود محملاً بالمعرفة والتجربة التي أضافت الكثير إلى مسيرته الفنية.

وعمل هاشم أستاذًا في المعهد العالي للموسيقى والمسرح حتى عام 1995، وأسس مكتبة المسرح السوداني التي ضمت أرشيفًا غنيًا من الأعمال الأدبية والفنية التي تُعد مرجعية للأجيال القادمة.

ورغم النجاح الأكاديمي والفني الذي حققه، تعرض هاشم للرقابة والضغوط من الأنظمة الحاكمة بسبب أعماله الجريئة. فبعد أن توقف مسلسله "الحراز والمطر" عام 1979، تعرض "الحاجز" للقطع في عام 1984، وتم إيقاف برنامجه "دراما 90" في عام 1993.

وفي ظل هذه التحديات، ظل هاشم صديق رمزًا للمقاومة الفنية، ثابتًا في إبداعه. فقد ظل يؤمن أن الإبداع لا يمكن قمعه مهما كانت الظروف، وأن الفنان يجب أن يظل صامدًا في وجه القمع والإقصاء.

يذكر أن هاشم صديق رحل السبت، لكن أعماله ستظل حية في ذاكرة الأجيال القادمة، ويستمر تأثيره الفني والإبداعي في تحفيز الأجيال الجديدة من المبدعين، وفق لكل محبيه الذي نعوه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

قد يهمك ايضاً :

ندوة عن "التسامُح بين الثقافات" في مؤسسة سلطان العويس الأربعاء

دار الشعر في تطوان تفتتح ليالي الشعر بـ"المعرض الدولي للنشر والكتاب"

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon