c مسّنة هولندية تطارد تحفتها المفقودة بعد 70 عامًا من نهب - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 17:52:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كان هتلر ينظر إلى الفن اليهودي بوصفه "منحطًا"

مسّنة هولندية تطارد تحفتها المفقودة بعد 70 عامًا من نهب النازيين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مسّنة هولندية تطارد تحفتها المفقودة بعد 70 عامًا من نهب النازيين

لوحة The Oyster Meal
لندن ـ سليم كرم

اجتمعت مجموعة صغيرة في مانسيون هاوس، لندن، في أيلول / سبتمبر 2015، للقيام بجولة خاصة في المجموعة الشهيرة على مستوى العالم من اللوحات الهولندية والفلمنكية, وكان من بين المجموعة امرأة هولندية تبلغ من العمر 94 عامًا، هي شارلوت بيشوف فان هيمسكريك، إلى جانب أفراد عائلتها وآن ويبر، الرئيس المشارك للجنة الفن المنهوب في أوروبا، وهي المنظمة المسؤولة عن تحديد مكان واسترجاع الأعمال الفنية المسروقة من قبل النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.

وكان هناك عملا واحدا على وجه الخصوص ذو أهمية شخصية عميقة لدرجة أن بيشوف فان هيمسكيرك - المعروفة لدى أسرتها وأصدقائها بـ"هيتي"- قد جاءت لرؤية لوحة تعود إلى القرن السابع عشر بعنوان "وجبة المحار" The Oyster Meal من قبل السيد الهولندي جاكوب أوتشرفلت, فقد مرت 75 عاما منذ أن رأت هيتي ابنة أحد الأطباء البارزين وجامع التحف الفنية، ويدعى جوان هندريك سميت فان جيلدر، اللوحة الأخيرة معلقة على جدار غرفة انتظار والدها في منزل العائلة في بلدة أرنهيم الهولندية.

تعاقب الأيادي على لوحة The Oyster Meal :

في عام 1942، في أعقاب غزو هولندا من قبل الألمان في مايو/أيار 1940، تم وضع اللوحة في أحدى البنوك لحفظها، حيث بقيت حتى عام 1945 عندما تم نهبها من قبل النازيين, في السنوات التي تلت ذلك، وفي أعقاب التقدم المرتبك الشائع في الكثير من الفن المنهوب، مرت من خلال أيدي مختلفة، وأخيرا انتهى بها المطاف تحت حيازة شركة مدينة لندن، الجاهلة كليًا بالتاريخ المتقلب لهذه اللوحة - وحقيقة أن المرأة المسنة التي كانت تحدق في اللوحة هي مالكها الشرعي.

وتجلس هيتي في شقتها في مدينة زيست، وتبتسم عندما تتذكر, حيث قالت "استطعت أن أرى على الفور أنها كانت لوحتنا", "كان الإطار فقط مختلفًا, إن رؤيتها مرة أخرى كان أمر مثير للغاية بطريقة ما, يجعلك تشعر بشيء ما, ولكن لم يسمح لي أن أقول أي شيء!".

هتلر شن حملة منظمة للقضاء على الفن الحديث:

إن آلة الحرب النازية التي التهمت أوروبا لم تجلب الرعب والمعاناة والإبادة الجماعية فحسب, فقد كانت مسؤولة عن أكبر عمل من أشكال النهب الجماعي في تاريخ البشرية, وتشير التقديرات إلى أنه في السنوات بين 1933 و 1945 قام النازيون بمصادرة ونهب أكثر من 600000 لوحة ورسومات ومخطوطات وأعمال أخرى من المتاحف والكنائس والمجموعات الخاصة في جميع أنحاء أوروبا, أضف إلى ذلك الفضة والمفروشات الجميلة والسيراميك والزجاج الملون وغيرها من الأشياء الثمينة والمصنوعات اليدوية، ويصل المجموع الإجمالي إلى الملايين, كان نهب الفن منهجيًا ومنظمة للغاية, فكان هتلر، الرسام الفاشل، نهم للوحات الكلاسيكية المشهورة وروائع عصر النهضة - "وهي أعمال أوروبية ذات أعلى قيمة تاريخية وفنية"، وفقا للسجلات النازية - عن مخططه "Führermuseum" في لينز، والذي كان يحلم بأن يكون قمة ثقافية لأمجاد متصورة للرايخ "ألمانيا", وكان نائبه هرمان غورينغ أيضا جامعا متعطشا.

كان هتلر ينظر للفن اليهودي بوصفه منحطًا يجب الخلص منه:

في فرنسا، مركز عالم الفن في وقت اندلاع الحرب، نشر النازيون فريقا من المصادرين والمستولين تحت قيادة شخصية للسيد غورينغ، لنهب وفرز الفن المسروق، مع صلاحية لقيادة الشاحنات والقطارات وحتى الطائرات لنقل الغنائم إلى ألمانيا, ولكن في كل بلد في أوروبا، أضيفت أعمال فنية من مجموعات خاصة ومتاحف إلى كنز السلع المسروقة, فكان هتلر يعاني من الكراهية المرضية للعمل الذي اعتبره "منحطًا"، وهو الفن الحديث، التعبيري التجريدي، أو أي شيء مرادف للرسامين أو المواضيع اليهودية, وتم تبادل اللوحات التي تم الاستيلاء عليها من قبل الفنانين مثل شاجال، بيكاسو، ماتيس، ميرو وفان غوخ في سوق الفن للأعمال "المقبولة"، أو بيعت نقدًا لتمويل النظام النازي.

ويُعتقد أن نحو 100,000 لوحة مسروقة من قبل النازيين خلال الحرب لا تزال مفقودة, لكن الحقيقة هي، لا أحد يعرف العدد بالضبط, كان من المعتاد القول أنه إذا تعذر تحديد مكان العمل المفقود، فمن المحتمل أن يكون ذلك في الاتحاد السوفيتي, فعدد كبير من اللوحات التي يفترض أنها قد سلمت من قبل السوفييت أثناء تقدمهم نحو برلين لم تظهر على الإطلاق, ولكن في جميع أنحاء أوروبا، وفي أميركا، وأينما يتم شراء أو بيع الأعمال الفنية، هناك عدد لا يحصى من الأعمال المسروقة حتى الآن معلقة على جدران بيوت الهواة الخاصة، أو غير ملحوظة في المتاحف وصالات العرض, فإن تجد لوحة وجبة المحار المعلقة في مرمى البصر على جدار المقر الرسمي للعمدة لندن بمثابة معجزة.

The Oyster Meal مثال للفن الرمزي:

تُظهِر لوحة The Oyster Meal، التي رسمها يعقوب أوشترفيلت، رجلًا يميل للإغراء وهو يعرض على امرأة شابة صحنًا من المحار, كان موضوع اللوحة شائعًا بين الرسامين الهولنديين في ذلك الوقت، بما في ذلك يان ستين وجابرييل ميتسو وأبرزهم فرانس فان ميريس الأكبر, وتعد وجبة المحار مثالًا بارزًا على هذا النوع، ولا سيما بالنسبة للرسام المتقن للرمزية, ويشير قفص العصافير الفارغ إلى أن الحب، وكذلك المحار، هو على القائمة؛ وكانت السيدة تسكب النبيذ باتجاه الكلب المتلهف (رمز الولاء)، على ما يبدو لتهدئته؛ والحقيقة المثيرة للفضول أنها ترتدي صليبًا - وهي إشارة محتملة إلى اعتقاد شائع بأن المحظيات كانت غالبًا كاثوليكيات لأنهن وحدهن يستطعن المطالبة بغفران خطاياهم.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسّنة هولندية تطارد تحفتها المفقودة بعد 70 عامًا من نهب النازيين مسّنة هولندية تطارد تحفتها المفقودة بعد 70 عامًا من نهب النازيين



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 17:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس

GMT 04:59 2020 الأحد ,07 حزيران / يونيو

أحمد وفيق يحدد الجيل الذي احتفل بـ"النهاية"

GMT 14:22 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار الدواجن في مصر اليوم الجمعة 22 مايو

GMT 20:28 2020 السبت ,11 إبريل / نيسان

الهند تسجل 1035 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon