توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في حدث يُعد الأول من نوعه في لبنان والعالم العربي

افتتاح معرض «بيكاسو والأسرة» ومفهوم النواة العائلية بريشة فنان عالمي في بيروت

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - افتتاح معرض «بيكاسو والأسرة» ومفهوم النواة العائلية بريشة فنان عالمي في بيروت

معرض بيكاسو والأسرة في بيروت
بيروت -مصر اليوم

يُعد الالتقاء بريشة الفنان العالمي بيكاسو شخصيًا بعيدًا عما سبق وخزنته ذاكرتك من كتاب أو مجلة يتناولان لوحاته، محطة استثنائية يتيحها «متحف سرسق» لزواره في بيروت ضمن معرض «بيكاسو والأسرة».

ففي حدث يعتبر الأول من نوعه في لبنان والعالم العربي، تم افتتاح هذا النشاط الثقافي الذي يجري بالتعاون ما بين «المتحف الوطني (بيكاسو)» في باريس و«متحف سرسق»، وبدعم من وزارة الثقافة اللبنانية. وبمنحة سخية من دانييل إدغار دي بيتشيوتو ودعم سيريل كاراوغلان، أتيحت الفرصة أن يرى هذا المعرض، النور في لبنان مقدمًا 20 لوحة لبيكاسو بعضها يعرض للمرة الأولى. ويستمر هذا المعرض فاتحًا أبوابه مجانًا أمام الزوّار حتى 6 يناير /كانون الثاني من عام 2020.

وضمن شروط دقيقة طبّقها بحذافيرها القيمون على «متحف سرسق»، وتتعلق بالمواصفات التقنية اللازمة التي يجب أن تراعي معرض أعمال الفنان العالمي، انكب فريق عمل ضخم من «متحف سرسق» من ناحية و«متحف بيكاسو باريس» من ناحية ثانية للقيام بهذه الخطوة على أكمل وجه.

ويأتي هذا المعرض من ضمن جولة عالمية انطلقت منذ عام 2017 بمناسبة مرور 100 عام على رحلة الفنان الإسباني الأصل إلى إيطاليا في عام 1917. وجال هذا المعرض على نحو 70 مركزًا ثقافيًا شملت 10 بلدان أجنبية، بينها اليونان وإيطاليا وإسبانيا وغيرها من المدن التي استقر فيها الفنان لفترات قصيرة تحت عنوان «بيكاسو والشرق الأوسط».

أما أهمية هذا المعرض، فتكمن في استضافته لوحات وأعمالًا للفنان الراحل لم يسبق أن عرضت من قبل. فالموضوعات التي تلقفتها معارض سابقة في بلدان أخرى تنوعت وحملت عناوين مختلفة كـ«بيكاسو والمسرح» و«بيكاسو باستيل» وغيرها.

«إنها المرة الأولى التي تستضيف فيها بيروت معرضًا لبيكاسو. وهو رمزية للعلاقة الوطيدة التي تربط ما بين فرنسا ولبنان»، يقول لوران لوبون مدير «المتحف الوطني بيكاسو» في باريس. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ومن يعرف أعمال بيكاسو جيدًا سيلاحظ وجود لوحات ورسومات لم يسبق أن شاهدها من قبل. كما ستتاح لزائر المعرض أن يتعرف إلى لوحات من مجوعة بيكاسو les Picasso de Picasso) )، التي كان يحتفظ بها شخصيًا في محترفه الخاص». وعن الإجراءات التي اتبعت في سياق تنفيذ هذا المعرض على أرض لبنان، يرد لوبون في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لقد عملنا على إقامة هذا المعرض بالشروط المتبعة نفسها في أي معرض آخر أقمناه في بلدان أخرى. والتزمنا سلامته مع شركات تأمين، التي لا تحمل مبالغ خيالية، لا سيما وأن مدام بيتشيوتو ساعدتنا كثيرًا في هذا الموضوع».

وكان «متحف سرسق» قد دعا أهل الصحافة والإعلام إلى القيام بجولة في المعرض قبل موعد افتتاحه الرسمي بساعات قليلة، كي يتسنى لهم الاطلاع عن كثب على محتوياته. وجرت بإشراف رئيسة بعثة «متحف بيكاسو» في باريس كاميليا فراسكا وياسمين الشمالي رئيسة مجموعة «متحف سرسق».

وتقول زينة عريضة مديرة المتحف، خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»، «يحمل هذا المعرض أهمية كبيرة لأسباب عديدة، فهو إلى جانب كونه الأول من نوعه في لبنان. فإنه يشكّل محطة مهمة في تاريخ لبنان و(متحف سرسق) معًا، وليتوج مسارًا طويلًا بذله هذا الأخير في إرساء الفنون على المستوى المطلوب. فهو يساهم في رفع اسم متحفنا ليصل العالم، لا سيما وقد توفّرت فيه الشروط التقنية المطلوبة لإقامة هذا المعرض من نسبة رطوبة وحرارة معينيتين، ومرورًا بفريق متخصص تعاون في المناسبة مع فريق عمل (المتحف الوطني بيكاسو) الفرنسي. كما أنه يختصر المسافة أمام اللبنانيين الذين حلموا بمشاهدة أعمال بيكاسو عن قرب، بعد أن وفّر عليهم عناء السفر».

وعما إذا هناك من مشروعات مستقبلية أخرى بهذا المستوى سيشهدها المتحف، توضح عريضة في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لقد سبق وأقمنا معرضًا للعالمي رودان، كما نعرض لفنانين لبنانيين تركوا بصمتهم على الساحة. ولا شك بأن هناك عالميين تأثر بهم رسامون وفنانون من لبنان نبحث في استضافة أعمالهم في (متحف سرسق)، كي نفتح باب تحاور فني جديد بين الجيلين».

ومع لوحة معروضة لبيكاسو بعنوان «الفتاة الصغيرة حافية القدمين»، تبدأ جولتك في «متحف سرسق». ويتطلّب الأمر منك لحظات قليلة كي تستوعب أنك تشاهد لوحات بيكاسو في لبنان، وليس في «5 دي توريني» وسط باريس، حيث يقع «متحف بيكاسو» في مبنى فندق ساليه(Hotel sale) ، وينقسم المعرض إلى أربعة أجزاء: الانطلاقة، واضطرابات، وألعاب، وعائلات خيالية، لتأتي بمثابة عودة زمنية إلى الوراء مع أعمال الفنان العالمي منذ بداياته في عام 1895 ولغاية نهاياته في عام 1973.

وتعدّ اللوحة المذكورة من أوائل أعمال بيكاسو عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، وتعبّر عن الفقر ونقله ضمن بورتريه حقيقي لفتاة مشردة.

وبعدها ننتقل إلى لوحات أكثر حميمية، وتتناول حياة الفنان الأسرية خاصته، وتمثل والدته وشقيقته تعملان في التطريز و«امرأتان وطفل: وجه» رسمهما بالألوان المائية والحبر والغواش وقلم غرافيت على الورق.

ولتأخذنا لوحة «قراءة الرسالة» التي لم يسبق أن عرضت في حياة بيكاسو إلى رسم يجسد لحظة يتشاركها شابان يقرآن رسالة عند قارعة الطريق. فتبرز فيها الأحجام وطيّات الملابس والظلال في ديكور قاحل مؤلف من صخور وضوء أزرق. وفي منحوتاته «الثنائي» و«جذع امرأة» و«الهر» نذهب مع أحد أهم رواد الفن الحديث إلى تأملات بمشاعر ترجمها بيكاسو بفن النحت مختزلًا فيها الفن التعبيري. وهي مطبوعة بلحظات العناق تارة، ومن ملامح ماري تيريز والتر التي التقاها في باريس في عام 1927، وصارت موديلًا يستوحي منها رسومه بعد أن أغرم بها. أما في منحوتة «الهر» فهي تأتي من ضمن أعماله الفنية التي أنجزها خلال الحرب العالمية الثانية للإشارة إلى عنف الواقع.

وفي قسم «عائلات خيالية» من المعرض، نشاهد مجموعة لوحات أنجزها بيكاسو ما بين 1969 و1972 عندما استقر في مدينة موجان الفرنسية. وتبرز فيها مجموعة من الشخصيات التي تؤلف عائلات منوعة وخيالية. وهي تشمل عائلة البستاني في حديقته وعائلة فنان المحفورات بيارو كروملينك وعمل معه لسنوات عدة. فيما تتضمن أخرى استلهمها الرسام العالمي من الرسام أنغر والكاتب بالزاك وعائلات أسطورية استوحاها من قراءات وأفلام. ومن بين هذه اللوحات المعروضة في متحف سرسق «الفارس الملكي والطفل» و«يوم الأحد» و«رجل وامرأة» و«الأمومة» و«الرسام والطفل» و«العناق» وغيرها.

وفي قسم «ألعاب»، نتابع مسار أعمال استوحاها بيكاسو من ولديه كلود وبالوما من زوجته الثانية الرسامة فرنسواز جيلو. فابتكر ألعابًا مستخدمًا فيها مختلف أنواع المواد التي وقع عليها في محترفه. وتبنى فيها دور ربّ الأسرة المفتون بالأبوّة. ويجسد فيها لحظات اللعب والترفيه الإبداعي والمنزل العائلي من الداخل. ونتبين فيها لوحات «المرأة والطفل» و«المرأة الحبلى الحالة الثانية» و«فرنسواز وكلود وبالوما» و«أم تلعب مع أطفالها».

ويأخذك معرض «بيكاسو والأسرة» في رحلة «بيكاسو سيرة مصورة»، وتتضمن صورًا فوتوغرافية مأخوذة له منذ ولادته في عام 1881 تظهره في أعمار تتراوح ما بين الـ10 والـ15 عامًا مع والديه، مرورًا بمحطات دراسية له في عمر العشرينات، ووصولًا إلى مرحلة زواجه من الرسامة فرنسواز جيلو وولادة ولديه كلود وبالوما. والمعروف أن لبيكاسو مغامرات جمّة مع النساء، إلا أنه تزوج مرتين فقط. ففي المرة الأولى ارتبط براقصة الباليه الروسية أولغا كوكلوفا ورزق منها بولده باولو. فيما رزق من الثانية فرنسواز جيلو بولديه كلود وبالوما. وكان له ابنة ثانية (مايا) من حبيبته ماري تيريز والتر.

قد يهمك أيضًا:

ياسر علوان يناقش كتابه عن التصوير الفوتوغرافي في "الكتبجية"

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

افتتاح معرض «بيكاسو والأسرة» ومفهوم النواة العائلية بريشة فنان عالمي في بيروت افتتاح معرض «بيكاسو والأسرة» ومفهوم النواة العائلية بريشة فنان عالمي في بيروت



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon