c حرب السودان تهدّد تراثه الثقافي والأثري - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 22:47:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرب السودان تهدّد تراثه الثقافي والأثري

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - حرب السودان تهدّد تراثه الثقافي والأثري

حرب السودان
الخرطوم - مصر اليوم

احترقت كتب نفيسة في مكتبة كبيرة بالعاصمة السودانية الخرطوم، وأصبح المتحف القومي معزولاً لأسابيع بسبب القتال. كما أصبح متحف آخر في دارفور عرضة لتسرب الأمطار الموسمية داخله، بعد أن أحدثت مقذوفات ثقوباً في سقفه.

أثر الصراع المستعر بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في السودان، والذي انطلق في أبريل، سلباً على التراث الثقافي الغني للبلاد، والذي يشمل مملكة "كوش" القديمة، التي كانت تسيطر على التجارة بين جنوب إفريقيا ومصر في عصر الفراعنة.

ويسعى خبراء لإنقاذ ما بمقدورهم إنقاذه.

وبحسب تقرير نشرته "منظمة التراث من أجل السلام"، وهي منظمة غير حكومية للتراث الثقافي على اتصال بباحثين وعلماء آثار محليين، فقد تم استهداف ما لا يقل عن 28 موقعاً ثقافياً وأثرياً بأنحاء البلاد، أو تعرضت لأضرار جانبية.

وتقول محاسن يوسف عالمة الآثار في "جامعة بحري"، إن بعض المواقع بما فيها جامعات عديدة، باتت تُستخدم لأغراض عسكرية.
تراث عالمي

ونشرت قوات الدعم السريع التي تخوض صراعاً مع الجيش، مقطع فيديو في أوائل يونيو يُظهر قواتها داخل متحف السودان القومي في وسط العاصمة الخرطوم، والذي يضم بعضاً من أقدم وأهم المومياوات في العالم. ولم يتسن لموظفي المتحف الوصول إلى هناك للتحقق من الدمار الذي لحق به.

وقالت محاسن يوسف إن "هناك مشكلة حقيقية في الحصول على معلومات كاملة عن حقيقة ما يحدث، ببساطة لأن معظم هذه المواقع تقع في إطار مناطق القتال".

وهناك اثنان من مواقع التراث العالمي التابعة لـ"منظمة التربية والعلم والثقافة" (اليونسكو) في السودان، هما جزيرة مروي، موطن أحد أكبر مجمعات الأهرام القديمة في إفريقيا، و"جبل البركل" وهو جبل مقدس من الحجر الرملي قرب المقابر والمعابد والقصور التي تنتشر مع مجرى نهر النيل.

وكلاهما في مناطق هادئة نسبياً. ولكن الباحث السوداني في "جامعة برمنجهام" البريطانية إسماعيل حامد نور، والذي يوثق المواقع المعرضة للخطر، لفت إلى أن "احتمالات النهب والسرقة تزيد في الموقع".
متاحف في خطر

وتقول منظمة التراث من أجل السلام، إن الاضطرابات في منطقة دارفور بغرب البلاد، ألحقت أضراراً بأربعة متاحف على الأقل.

وأفادت المنظمة بأن سطح المتحف في نيالا، ثاني أكبر مدينة سودانية، وعاصمة ولاية جنوب دارفور، "تعرض لأضرار طفيفة من المقذوفات، مما جعل ما بداخله عرضة لهطول الأمطار مع اقتراب موسم الأمطار في السودان".

ويحتوي المتحف على قطع فخارية ومجوهرات وأدوات، تُظهر تنوع الحضارات التي ازدهرت ذات يوم في دارفور، حيث تصاعد العنف بدوافع عرقية مرة أخرى منذ أبريل. وتعتبر منطقة المتحف واحدة من المناطق المدنية الرئيسية في نيالا.

وقالت الهيئة القومية للآثار والمتاحف السودانية، إن النيران أتت على ما لا يقل عن 50 من الكتب النادرة والقيّمة أو المجموعات، في جامعة أم درمان الأهلية، التي تقع في أم درمان إحدى المدن الثلاث التي تشكل عاصمة السودان الأوسع.

وتُظهر صور نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكواماً من بقايا كتب ومخطوطات متفحمة.

وعلى عكس الإنفاق العسكري، يعاني الحفاظ على التراث الثقافي في السودان من نقص التمويل منذ فترة طويلة. والسودان هو ثالث أكبر دولة في إفريقيا من حيث المساحة.

وجمعت "الهيئة القومية للآثار والمتاحف" أموالاً لدفع رواتب 100 حارس ومفتش، ليعودوا إلى مواقعهم عندما يكون ذلك آمناً، وأجرت عمليات تحويل أموال للتدريب على الاستجابة للطوارئ، واتخاذ إجراءات لمنع عمليات التنقيب غير القانونية، وتعليم تلاميذ مدارس دارفور بشأن أهمية التراث الثقافي.

وقال إبراهيم موسى، المدير العام للهيئة، إن هذا جزء من حملة لتوعية الناس بأهمية الثقافة، من دون لفت الانتباه إلى المواقع التي قد تستهدفها فصائل مسلحة تحاول الترويج لفهمها الخاص لتاريخ السودان.
محاولات للإنقاذ

ويحاول المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية والهيئة القومية للآثار والمتاحف السودانية، وضع خطوات للحفاظ على التراث الثقافي في أثناء الحرب، بما في ذلك احتمال إجلاء القطع الأثرية.

وقالت أبارنا تاندون المسؤولة في المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية، إنه "على الرغم من وجود قدر كبير من الوعي بخصوص التراث الثقافي والحاجة إلى حمايته في أوقات الأزمات، فإن أحد أكبر التحديات التي نواجهها يتمثل في أن الثقافة لا تزال غير مدمجة في لغة المساعدات الإنسانية".

وبدأت مارلين ديجان خبيرة العلوم الإنسانية الرقمية في بريطانيا، وباحثون محليون، مشروعاً لإنشاء أرشيف رقمي لتاريخ السودان الثقافي، وذلك بعد أن أحرق متمردون بعض المخطوطات القديمة بتمبكتو في مالي.

وبحلول الوقت الذي بدأت فيه الحرب، كانوا قد أكملوا رقمنة ما يصل إلى 150 ألف صورة لمواد تعود إلى الفترة من 4000 قبل الميلاد إلى احتجاجا 2019، التي أُطيح خلالها بعمر البشير.

وأضافت ديجان، أن ملايين المواد لا تزال غير مرقمنة، وعرضة لخطر الضياع إلى الأبد. وتابعت: "هناك أشرطة إذاعية تعود إلى أربعينيات القرن العشرين في تلفزيون السودان. ولا يزال هناك الكثير من الأفلام الوثائقية في أرشيف السينما. مخطوطات، وكتب، وصور، وأشياء".

وقد يهمك أيضًا:

علماء الآثار يكشفون سر المرأة "الرومانية" المدفونة تحت سوق في لندن

علماء الآثار يحققون اكتشافات فريدة في بومبي

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب السودان تهدّد تراثه الثقافي والأثري حرب السودان تهدّد تراثه الثقافي والأثري



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 21:23 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار
  مصر اليوم - السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 07:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
  مصر اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 21:27 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

محمد صلاح خارج سباق المنافسة على جائزة أفضل لاعب أفريقي

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 06:22 2024 الجمعة ,09 آب / أغسطس

عمرو أديب يحذر من فيلم سبايدر مان الجديد

GMT 11:18 2019 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

اهمية تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى مصر

GMT 22:37 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 00:36 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

برشلونة يقسو على إشبيلية وميسي يُسجِّل في الوقت الضائع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon