توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إحدى أشهر قصص "ألف ليلة وليلة" بأجوائها الغرائبية

تفاصيل عن "مدينة النحاس" الخالية من البشر التي تستلهم التراث العربي في "القاهرة التجريبي"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تفاصيل عن مدينة النحاس الخالية من البشر التي تستلهم التراث العربي في القاهرة التجريبي

قصص ألف ليلة وليلة
القاهرة-مصر اليوم

ظلت قصة «ألف ليلة وليلة»، بأجوائها الغرائبية وحكاياتها المشوقة وإغراقها في الخيال المحض، نبعاً تستلهم منه الأداب العالمية أفكاراً لروايات وقصص ومسرحيات وأفلام سينمائية، فضلاً عن النحت والرسم، منذ العصور الوسطى حتى الآن. وتعد مسرحية «مدينة النحاس» الأحدث في هذا السياق، فهي تستلهم إحدى أشهر قصص «الليالي»، وهي قصة «مدينة النحاس» التي أتاها «الأمير موسى» مستكشفاً، فوجدها تخلو من البشر، رغم أنهارها الجارية وحدائقها الجميلة، ولا أثر للحياة فيها سوى تحليق البوم والغربان.

العمل من إخراج مصممة الحركات النمساوية إديتا براون، وهو إنتاج نمساوي - مصري مشترك، بين فرقة «إديتا براون» وفرقة «المسرح البديل» بمكتبة الإسكندرية، وقد عُرض أخيراً ضمن فعاليات مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي في دورته السابعة والعشرين التي تستمر حتى الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) الحالي.

في مقابل الحكاية الشعبية الواردة في «ألف ليلة وليلة» عن «مدينة النحاس»، هناك رواية أخرى وردت على لسان بعض من المؤرخين، تتحدث عن خطاب بعث به الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان إلى الوالي موسى بن نصير، يكلفه فيه بالذهاب إلى «فيافي الأندلس، بالمغرب الأقصى، ليستقصي أمر مدينة عجيبة، وبالفعل ينفذ الوالي الأمر، ويكتشف أنها تحفة معمارية عظيمة ذات أسوار مشيدة لا مثيل لها، لكنها بلا أبواب، ويفشل الوالي في الولوج إليها، فيعود بحملته العسكرية من حيث جاء».

الدكتور محمود أبو دومة، مؤلف المسرحية، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «العرض يستلهم القصة الشهيرة في الفلكلور العربي، لكنه لا يلتزم بها حرفياً، فإذا كانت أسباب تحول المدينة إلى نحاس في النص التراثي يكتنفها الغموض، فإنها تعود على خشبة المسرح إلى انعدام الضمير والصمت في مواجهة الفساد والقبح على كل المستويات»، مشيراً إلى أن العمل «يتناول ثيمة نهاية العالم وانهيار الحضارة وتردي البشر في مهاوي البؤس».

يبدأ العرض بإظلام شامل إلا من بقعة ضوء تظهر عبرها سيدة في الثلاثين من العمر يبدو لون شعرها وثوبها الطويل السابغ مزيجاً بين البني والأحمر اللامع، تكلمنا بلغة الإشارة بينما تعبيراتها الجسدية تنم عن الحيرة والتساؤل، ويتصاعد صوت نسائي هادئ من الواضح أنه لراوية نمساوية تتحدث فيه شهرزاد بالإنجليزية عن نفسها، وعن قصة المسرحية لمدة تتجاوز الدقيقتين بقليل، ثم يظهر صوت راوية تعيد ما قيل، ولكن باللهجة المصرية، إنها شهرزاد في الحالتين تعترف أن كل ما روته من حكايات لشهريار كان محض خيال، باستثناء مدينة النحاس التي ما إن روت قصتها مساء حتى تحولت الحكاية إلى حقيقة في الصباح، مدينة كاملة بسكانها وأنهارها وأشجارها وبيوتها وقصورها تحولت إلى نحاس بسبب سلبية أهلها وعدم إيجابيتهم في مقاومة الظلم العام، إنها «نهاية العالم» فيما يبدو، ولكن على طريقة «ألف ليلة وليلة».

وعلى إيقاع موسيقى جنائزية حزينة، تتوالى الرقصات التعبيرية بلا حوار من جانب الممثلين والممثلات آنا ماريا تومازسيتاموفيك، باربرا موتشينوك، سارة أحمد؛ إنه التعبير بالجسد والموسيقى عبر إظلام شبه كامل، مع ملابس قاتمة طويلة تعبر عن محنة نهاية العالم، إلا من بصيص ضوء يتبدى في النهاية عبر موسيقى مرحة وعودة الحب بين البشر.

وعن مدى تسبب تراجع الحوار خلال العرض، والاكتفاء بالتعبير الجسدي، في ضعف التواصل مع الجمهور، ينفي المؤلف هذا الافتراض، مؤكداً أن الأمر يشبه الأوبريت الدرامي الراقص «ليدي ماكبث»، فرغم انعدام الحوار، فإن حركة الجسد المحملة بأنواع الانفعالات كافة تظل لغة جيدة لإيصال المعنى.

وأشار أبو دومة إلى أن قصص الليالي العربية مليئة بالصور والمشاهد والانفعالات الملهمة لكل الفنون عبر الزمان، وليس غريباً أن يسميها البعض «كتاب العرب».ويعترف المؤلف بصعوبة الإنتاج العربي - الأوروبي المشترك في المسرح، فنحن نكون بإزاء هويتين متناقضتين، وأفكار متباينة لدى صناع العمل، ولكن هذا لا يمنع من وجود حد أدنى من التفاهم الذي يؤدي لتمرير العمل، وبالتالي تبرز قيمة مزج الثقافات، على غرار ما حدث في «مدينة النحاس». 

قد يهمك أيضـــــــًا  :

«99 ليلة في لوجار» رواية أفغانية بطابع ألف ليلة وليلة

مسرحية بعنوان "ليلة من ألف ليلة وليلة" في فرع ثقافة بورسعيد

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاصيل عن مدينة النحاس الخالية من البشر التي تستلهم التراث العربي في القاهرة التجريبي تفاصيل عن مدينة النحاس الخالية من البشر التي تستلهم التراث العربي في القاهرة التجريبي



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon