توقيت القاهرة المحلي 07:29:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خلال محاضرة في اتحاد الأدباء الأردنيين بحضور العدوان

سارة السهيل تؤكّد حاجة الإنسان إلى الحب في وقت الحروب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - سارة السهيل تؤكّد حاجة الإنسان إلى الحب في وقت الحروب

الكاتبة والأديبة سارة السهيل
عمان - جعفر نصار

ألقت الكاتبة والأديبة سارة السهيل محاضرة في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، تحت عنوان "الحب في زمن الحرب والتي أدارها الزميل الصحافي محمود الداوود، وبحضور رئيس الاتحاد الشاعر عليان العدوان، ونخبة من أهل الثقافة والأدب.

 وقالت السهيل إنه عندما كانت الإنسانية في حاجة دائمة إلى الحب لإعمار الكون ولتحمل مشاق الحياة ومكابدتها ، فإن الحاجة للحب في زمن الحروب تكون ملاذًا وحيدًا لتجاوز ويلات هذه الحروب وعبور مراراتها بأقل الخسائر الإنسانية الممكنة.

سارة السهيل تؤكّد حاجة الإنسان إلى الحب في وقت الحروب

وتابعت "كلما اشتدت الحرب اشتدت في المقابل الحاجة الضرورية للحب كحاجة الإنسان للماء والهواء ، وهذا أمر طبيعي لأن الإنسان في هذه الحروب اللعينة التي تشعلها الفتن والمطامع الدنيوية الرخيصة ، يكون نهبًا لصراعات داخلية شديدة الوطأة علي جوارحه فتنزع عنه الأمان والطمأنينة وتزرع بداخله هواجس اليأس والخوف من المصير المجهول تجاه الحياة بأكملها سواء قدرته علي البقاء صامدًا في مواجهة كوراث الحروب أو خوفه علي مستقبله المهني والأسري وخوفه علي أوطانه التي تتمزق بالغدر والخيانة ، و غيرها من الهواجس التي تسيطر علي قلبه وعقله فتفقده اتزانه النفسي وتفقده أيضًا الثقة فيما وهبه الخالق من ثبات وايمان .

 وأضافت السهيل: وهنا تنجلي قدرة الخالق العظيم في منحه نعمة الحب ليجلي ظلمات أيامه ويحقق له الحنان والأمان فيبدو متماسكًا أمام الأهوال والصعاب قادرًا علي التحدي والمواجهة، وبالأحرى قادر الحياة وسط والخراب والموت اليومي الذي يعيشه, و يرصد أصحاب التجارب والخبرات الإنسانية حقيقة أن العلاقات التي تنشئ خلال المحن والحروب تعد من أشد العلاقات تماسكًا وترابطًا وانفتاحًا ،وكأنها النور يولد من قلب الظلام فيحيل حياتنا إلى أمل ورحمة وتمسك بالحياة في مواجهة الموت . 

وقالت: ها هو الحب يسري في الأرواح مختزلًا حواجز المكان والزمان والظروف والأوضاع والدمار ، كما نسمة حانية تهل علي اغصان الأشجار الظامئة في نهار قيظ الصيف ، فتحنو عليها وتلفها وتراقصها رقصة عاشق بمعشوق فيذوبان معا في لحظة أبدية هي أولًا وأخيرًا من صنع الله الطيف بعباده . 

وتابعت "يفترق في الحرب حبيبان كل منهما صار بلد أخر ، لكنهما لم يفترقا بالروح ويظلان متمسكين بأهداب الحب في قلوبهما ويبادلان بعضها المشاعر عبر الرسائل الخطية كما كان الوضع قديما او الرسائل الإلكترونية وغيرها من وسائل التواصل والاتصال الإنساني.

 وأشارت أنه على الرغم من أن الحرب بما تعنيه من خراب ودمار وقتل وتشريد وهلاك وموت في مقابل الحب الذي يعني في كل غاية الحياة الغالية، فانهما يلتقيان في التضاد ، فتاريخ الادب طالما رصد قضية الحب في زمن الحرب بوصفهما متلازمتان فالحرب تولد الحاجة الي الحب ، والحب يترجم الي معاني من الوفاء والإخلاص للاوطان خلال الحرب.

 وأكدت أن هذا المعني نجده واضحًا في قول عنترة بن شداد " فوددت تقبيل السيوف لأنّها لمعت كبارق ثغرك المبتسم". 

بل أن الحرب بما فيها نيران مشتعلة وفقد للاحبة وخسارة للأعزاء وجراح للقلوب ، فان الحب قد يفعل نفس هذا السلوك اذا ما افترق الحبيبان فإن أحدهما قد يدمر نفسيا كدمار الحروب وتكن الخسارة في الحالتين واحدة , كما أن معظم الحروب تدار هدفًا للاحتلال والاستيلاء علي الثروات ، فإن الحب كذلك يحتلك ويتحكم فيك ويفقدك القدرة علي السيطرة علي نفسك لكن بمنطق الجمال والدلال والحنان 

وقالت السهيل" إن أدب الحروب كما سجلته الأعمال الإبداعية قد تعانق فيه الحب برائحة الدخان والبارود، وكل الأعمال الأدبية التي كتبت في ظل الرصاص والنيران تناولت الحب بوصفه قيمة رئيسية في حماية الانسان من ان يجتر مشاعر العدم والعنف ، كما في "الإلياذة" ملحمة هوميروس الشعرية، وكذلك قصائد أراغون، بول إيلوار، رسول حمزاتوف، رواية "الحرب والسلام" لتولستوي، "كل شيء هادئ في الجبهة الغربية" للكاتب الألماني إيريك ريمارك، روايتا "وداعًا للسلاح" و"لمن تقرع الأجراس" لأرنست همنجواي، وفي الساحة السورية الأدبية الراهنة "بوابات العدم" لسمر يزبك، "حراس الهواء" لروزا ياسين حسن، "طبول الحرب" لمها حسن وغيرها. 

وأضافت السهيل أن الفناء في الحروب يخلق الرغبة القوية في البقاء ، والبقاء قرين الحب ، والحب يحافظ علي الوجود الإنساني من الاندثار ما أكدته حصاد تجارب الحروب في منطقتنا العربية خلال السنوات العشر الأخيرة ، فالانسان يهرب بكل جوارحه من الموت الي بحث عن خلاص ولا خلاص له بمعزل عن الحب كطوق نجاة أخير ، وهو امر واقع رصدها الباحثون من خلال رصد الإقبال على العلاقات الحميمة، البحث والتشبث بالحب، عبرظاهرة BABY BOOM أي ارتفاع أعداد المواليد في الحروب،. 

ففي أشهر العدوان الإسرائيلي على غزة تسجل وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاعًا لافتًا في عدد المواليد الجدد يتجاوز المعدل الوسطي الشهري بنحو 500 ولادة، وفي سورية أعلنت الأمم المتحدة عن ازدياد عدد الخدج في مخيمات اللجوء السورية وبعض المناطق المحاصرة بالموت، هناك حيث يتشبث السوريون ببقايا إنسانيتهم: يحبون، يتزوجون، يتكاثرون، يمارسون الحياة هربا من العدم. 

واختتمت السهيل المحاضرة بقولها: يقاوم الناس الحرب بالحب يتعانقون ويتلاحمون في مواجهة نيران الفتن المشتعلة ورصاصات الغدر وقذائف الشر ، مشاهد يومية تبدو كانها سنة كونية من سنن الله في خلقه فلا ضماد لأي جراح سوي بدواء الحب ولا اعمار في الكون بمعزل عن الحب ، ولا بقاء لأمة من الاندثار في غياب التاريخ وظلمات الحروب الا بالحب .

 ودار حوار موّسع بين الحضور والمحاضرة حول ادب السهيل وشعرها وقضايا تخص موضوع الندوة.

 وألقى رئيس الاتحاد كلمة ترحيبية في بداية الندوة وقدّم التعازي إلى أسر ضحايا الوطن الذي قضوا في عملية أمنية في الفحيص والسلط

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سارة السهيل تؤكّد حاجة الإنسان إلى الحب في وقت الحروب سارة السهيل تؤكّد حاجة الإنسان إلى الحب في وقت الحروب



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon