c عباس بيضون يتنفس القصيدة في"كلمة أكبر من بيت"و إيغال في - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عباس بيضون يتنفس القصيدة في"كلمة أكبر من بيت"و إيغال في الجمال والألم و الأمل

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - عباس بيضون يتنفس القصيدة فيكلمة أكبر من بيتو إيغال في الجمال والألم و الأمل

الشاعر عباس بيضون
دبي - دلال قنديل

عباس بيضون يتنفس القصيدة
"كلمة أكبر من بيت" إيغال في الجمال والألم وزراعة وهم الأمل
هل حقاً"الحقيقة كانت من أولى خسائرنا ؟"
"أكتب لأني أتنفس لأني أعيش، لا لأتنفس او اعيش."
"الكتابة عادة بيولوجية تأتي من تلقائها بلا مسّوغات أو شروط مرافقة او مسّبقة لولادتها، ليست وحياً ،ليست داخلية بالكامل ."
ترافقني عبارات الشاعر الصديق عباس بيضون كلما تلقيت بفرح جديد نتاجه الغزير.بتلقائيته وعفويته وتواضعه.
عمقه الفلسفي وثقافته الموسوعية بروح التمرد التي عايشناها طوال سنوات عمله الصحافي تمنح النص حيوات لا تتكرر ، كلما قاربناها وجدنا فيها دهشة تهز ركودنا.
ليس الشعر ثرثرةتستجلب ارواحنا وتدور بها في عوالم سفلية قاهرة وساحرة خلاقة.
"ثرثرة"
القصيدة الاخيرة في ديوانه الجديد:
"لنترك هذا الجسد يتابع
الثرثرة المستمرة في داخله
بدون أن يسمعّها
لنترُكها تتكدس في نفسها
ولا يكون لها مع ذلك حجمٌ
إنها تتجه الى الأسفل
ولا شيء سوى غرقٍ على غرق"
رغم الغرق والعتمة والبؤس كصور مرافقة لبيروتنا المندثرة، متحفز للشعر عباس بيضون ، متلبساً القصيدة بصوته الهادر الذي يبطن المغزى بتلك النبرة المفتوحة دون قفلة في الأداء ، يرمي علينا شعره كمن يحاكي الشجرة والبحر والسماء.
" مستعدٌ لأن أكون شجرة
وأن أكون أخضرَ على الأغصان
أصفر شمسياً في السرير
وأن أشتري بمثقال ضجرٍ يوميّ
ربعَ الحياة"
يتنقل بين الذاكرة واليومي والمتخيل بخفة كرمشة عين   "أربعُ رمشاتِ عيون" احدى قصائده ال 44 في ديوانه الأخير "كلمة أكبر من بيت" الصادر عن دار هاشيت انطوان / نوفل بصفحاته 93 من الحجم المتوسط.
تتأتى القصائد من الخارج لتصهره برونق الداخل وعمقه.
قصائده كعادته ليست وليدة المعاش ولا تخرج عن سياقه أيضاً.تحملنا الى الرؤية خلف الرؤية للاشياء كما تتراءى للشاعر بأعين مفتوحة .
تعصف القصائد بنا كالريح تحملنا عالياً وترمي شذرات تبقى معلقة عن الموت والصمت والفقد والحب والسفر والغياب والبحر، ليس الموضوع إشكالياً ، فرادة عباس بيضون بإعادة تشكيل يومياتنا قصائد مدهشة هي السحر في شعره.
"عطلة"
" رسائلُ تحت جِلدي
وكلمةٌ كبيرةٌ تغلّفني
إنه الصمت الذي بيني وبين العالم
ثمة دقائقُ قد تتحول ندوباً
مع ذلك قد يكون الأمر مجرّد كتابة".
يثير فينا النوازع من خزائنه  وسريره وكتبه وحبة دوائه، لتصبح موضوعاً جمالياً خالصاً. قدتبدو قصائد الديوان قريبة من اسلوب ديوانه الاخير
" الحياة تحت الصفر" لكن تنوع الموضوعات الشعرية يجعله خلطة سحرية جذابة لكشف المترائي في الفكرة التي تتلبس القصيدة.
" ثمة وقت وراء الباب
النهار الذي ذبل لم ينته
ولم يخرج من الغرفة
القمصان الملقاة على السرير
لم تعد في لونها
كانت ساعة المساء
وهي تحتاج الى نوم الاحذية".
نشتم رائحة الوباء في قصيدة " وصفة"
"وصفةٌ طبيةٌ توسوسُ حولي
في هذه الغرفة التي دخلتُها من دون موعد
شيءٌ كالوباء يتكلمُ بأحرفٍ كبيرة
بعناوين كثيرة وتواريخ
على الجدران التي تلبُسني كجورب".
يحاكي الصمت بتجاوزه بتوالي القصائد وتنوع موضوعاتها.
في مطلع الديوان قصيدة "لنقل إنّه المطر"
"ما وقع لم ندرِ ما هو
لكنها السنة الثالثة بدون أن يكون هناك زمن
فقط عددٌ هائلٌ من فوقنا
صمتٌ أحاديٌ يسقف العالم".
يسكن العالم عباس بيضون بشعره، يبتعد عن محاكاة وطن سقط في الحساب.يخرج الشاعر من الرثاء بالأمل
"زراعة الامل"
حقيقة الشعر التي تتوالد بالاوهام.يقول:
" المدينة توقفت هنا
النارُ أيضاً
صورٌ كثيرةٌ سقطت عن الحدود
لكن المحترِقين مازالوا في الخارج
حيث تتأمّلهم السيّارات المتوقفة
والخبزُ المحفوظُ في الصناديق
الموت مع عيد الميلاد في الكيس
جنبَ أقدار عالقةٍ في السلسلة
لقد بدأ اليوم بهذه الأقزام
ولم تعد هناك فرصة لمبادلة الملائكة بالسيّاح
او شتلِ الفقراء على طول الحدود
لم يعد ممكناً زراعة الأمل"
تطل بيروت المتشظية في الديوان يلامسها عباس بيضون بروحه الهائمة فوق طبقاتها بزلزالها الذي دمر فينا ما لا يمكن إعادة ترميمه.
" الانفجار"
"الانفجار كان رثّاً ومهلهلاً
وترك أسمالاً في كل مكان
لقد ظَهر وجِلدُه يتساقط
ولا يزال يمتلىء حروقاً
تداعت المنازل حولَه كالأقفية
المبنى الوحيد الذي بقي
انتصب بلا كتفين على البحر".
يتركنا الديوان معلقين بسلسلة شعر لا تحسن إستخدام نقاط الوقف او الفصل بين الجمل والمساحات والمسافات.
كلما وردني جديد من نتاجه أستقبله بفرح الدهشة الاولى لنبض مازال يأتي خلف الرماد وأستعيد بعضاً من عباراته لي ذات الوقع العميق في نفسي "انتهيت من رثاء لبنان.هذه ايضا لعبة اخرى.نتساءل الى اين انتهت هذه اللعبه؟ اذ لا نعرف ما الذي كان حقيقياً في كل ذلك.اظن ان الحقيقة كانت من أولى خسائرنا. كان ذلك سطحياً وضحلاً لدرجة اننا استمرأناه.الآن لا نجد شيئاً في ايدينا.الآن نجد فقط ما تساقط منا وهو ايضاً فارغ وبدون قرار.لقد أورثنا  هذا التظاهر الذي لم نكن بحاجة الى تصديقه.لم يكن هناك مكان للتصديق.ليس سيئاً أن لا نحتاج الى ذلك.لم يكن التصديق شرطاً ولاطرفاً.يمكن ان نوجد بدونه.الوجود ممكن بلا حقيقة."
ونحن نقلب صفحات ديوانه يراودنا أن الشعر والادب ربما هماالحقيقة الوحيدة المتجلية  ككلمة رثاء للأوطان.
*دلال قنديل إعلامية وكاتبة لبنانية مقيمة في إيطاليا

عباس بيضون يتنفس القصيدة فيكلمة أكبر من بيتو إيغال في الجمال والألم و الأمل

 قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

كُتّاب مصريون يشكون غربة القصيدة بمناسبة اليوم العالمي للشعر

"قراءة القصيدة الحداثية" في سلسلة كتابات نقدية تصدرها هيئة الثقافة

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عباس بيضون يتنفس القصيدة فيكلمة أكبر من بيتو إيغال في الجمال والألم و الأمل عباس بيضون يتنفس القصيدة فيكلمة أكبر من بيتو إيغال في الجمال والألم و الأمل



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon