توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التشكيلية المغربية فتيحة بن حكوم لـ"مصر اليوم":

عزلة الفن العربي سببها مؤسسات متخلفة لا تدعمه

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - عزلة الفن العربي سببها مؤسسات متخلفة لا تدعمه

التشكيلية المغربية فتيحة بن حكوم
مراكش ـ سعاد المدراع                                                                                                       

مراكش ـ سعاد المدراع                                                                                                        أكدت الفنانة المغربية التشكيلية، فتيحة بن حكوم، أن تكوينها الفني نابع من الفطرة المحبة للألوان والشخبطة، وأنها تحب السيريالية والفنان سالفادور دالي، وترحب بالنقد عندما يصدر من شخص ناقد للفن، لأنه سيكون  نقدًا بناءًا يرفع من مستوى الفنان، مضيفة أن عزلة الفن العربي ترجع إلى أنه غير مدعوم من قبل المؤسسات المعنية، ويعاني معظم الفنانين من الاضطهاد، إضافة إلى أن أساليب عمل المؤسسات المعنية بالفن متخلفة وبغيضة. التقى "مصر اليوم" بالفنانة المغربية خلال زيارتها إلى مدينة مراكش، وكان هذا الحوار: * كيف بدأت علاقتك بالفن التشكيلي؟ - كان بدايتي مع الفن التشكيلي منذ السنوات الأولى من طفولتي، اهتمـام فطري عميق استمـر ينمو حتى صار التشكيل بالنسبة إلـي كالهـواء لا تستقيم الحياة من دونه، ولع وجداني فطري تحول إلى أحد أهم أولوياتي، فقد كنت أميل إلى رسم المناظر الطبيعة بالفطرة، وكثيرًا ما كنت أجمع قطعًا ملونة وأنسق في ما بينها في تركيب معماري أو في دمى التي كانت تشخص العروسة والعريس، وكان الفضل الكبير للأستاذ عبدالله الفيلالي، الذي وجهني لانتقاء الألوان، وقربني أكثر من عالم الرسم، من خلال برنامجه رسوم الأطفال الذي كان يبث على شاشة القناة الأولى. * ماهو السر وراء تنمية موهبتكِ ومن كان يحفزك لصقلها؟ وما هي الأمور التي شجعتك لامتهان الفن التشكيلي؟ - حب الرسم هو الدافع الأساسي الذي جعلني أنمي موهبتي في الفن التشكيلي، بالنسبة لي الفن التشكيلي جزء مني من حياتي، أرتاح بين الألوان وتصاحبني الريشة تعانقني مثل ظلي لإبراز ذاتي الطفولية، المحبة للشخبطة، فمنذ صغري لازمني حبي الفن التشكيلي يعيش في داخل مشاعري المحبة للموروث الثقافي وللطبيعة وكل ألوان الحياة، فتكويني في الفن التشكيلي نابع من الفطرة المحبة للألوان والشخبطة، وهو حب ذاتي نشأ معي منذ الصغر وصقلته دائمًا بالاعتماد على ذاتي وبمساعدة من العديد من الأساتذة الذي أكنّ لهم كل الاحترام، وطبعًا مع استماعي لنصائح وتوجيهات أساتذة لهم دراية كبيرة في هذا المجال. * ما هي الموضوعات التي تشتغلين عليها؟ - أعتقـد أن نشأتي الطفولية في وسط قروي جعلني أستوعب عظيم وجميل الطبيعـة المغربية وبخاصـة في البادية، وعمومًا في المدينة، فكثيـرًا ما اهتممـت برسم معالم الطبيعة الرحبة كالنخيل والأشجار وأجواء السماء وفرق "أحواش" التي تمثل الفلكلور المغربي وغير ذلك، كما لا أخفي تأثري الكبيـر بالجوانب الحضارية والعمرانية كالقصبات والأسوار العتيقة في المدن العتيقـة، وهو ما يفسـر تعدد اللوحات في هـذا الاتجاه.    *عرضت أول معرض في دار الشباب في مراكش عام 1981، هل يمكن أن تقربي قراء "مصر اليوم" أكثر عن أهم المعارض التي أقمتها أو شاركت فيها؟ - نعم كان أول معرض لي في دار الشباب في مراكش والثاني في آذار/مارس 1983 في عرصة الحامض، ومعارض أخرى داخل وخارج أرض المغرب ومن بينها: -المعرض الذي نظمته البعثة الفرنسية 1985. -معرض جماعي للفنانين التشكيلين المغاربة في مركب محمد الهامس الدار البيضاء عام 1987. - المعرض الزراعي الأول في مراكش عام 1988. - المعرض الزراعي الثاني في مراكش 1989. - صالون المحمدية الأول للتشكيلين الشباب 1990. - صالون الشتاء في مراكش 1990. - المهرجان الوطني الثاني للفنانين التشكيليين 1990. - معرض في البيضاء 1992 vision magazine . - - بالاشتراك مع الإذاعة و التلفزة الليبية في مراكش 1993 vision magazine، وهو مهرجان تحت إشراف. - ربيع مراكش الثقافي 1996. - "الملتقى الوطني الثاني للتضامن النسائي" تحت إشراف كتابة الدولة المكلفة بالرعاية الاجتماعية والأسرة والطفولة 2000.   كذلك لي مشاركات عدة في معظم معارض المملكة التي ينظمها المكتب الرئيسي لرعاية الشباب، أما ما أضافته لي هذه المعارض، فقد أضافت لي الكثير، فمنها أطلعت على أساليب فنيه جديدة، وأيضًا استفدت من بعض الملاحظات التي قدمها لي بعض الفنانين، كما قمت أخيرًا بعمل معرض فردي خاص بي، جعلني أقرر في الشكل الذي سأتبعه في خطواتي المقبلة إن شاء الله. * هل تتأثرين فنيًا باسم معين؟ - أحب السيريالية والفنان سالفادور دالي. * أين أنت من السيريالية؟ وهل يمكن القول بأن فتيحة بن حكوم استطاعت أن تخلق سيريالية شعبية مغربية مختلفة في الجذور والتعبير؟ - لابد من تأسيس مؤسسات ومعاهد تعتني بالفنون بجميع أنواعها، وفتح شعب في معاهد الفنون لدراسة النقد الفني، ويلعب الإعلام دورًا كبيرًا في هذه العملية التثقيفية الخاصة بالفن وأهميته ودوره، وفي اعتقادي أن ما يخصصه الإعلام لهذه المسائل ارتجالي وغير ناجح أحيانًا، ولابد من إعادة النظر في ذلك، أما عزلة الفن العربي فلأنه محارب من جهة، ومن جهة أخرى غير مدعوم من قبل المؤسسات المعنية، وفي حين ينعم بعض الفنانين بالخطوة، يعاني فنانون آخرون من الاضطهاد بكل معنى الكلمة، كما أن أساليب عمل المؤسسات المعنية بالفن متخلفة وبغيضة.  *ما الذي يعنيه لك النقد في مجال الفن التشكيلي؟ -النقد عندما يصدر من شخص ناقد للفن، وأستاذ فيه، يكون بالفعل نقدًا بناءًا يرفع من مستوى الفنان، ويساعد النقد على أن يكون عمل الفنان خاص به، ويتخذ خط سير معين له وحده. * تعتمدين في لواحاتك كثيرًا على حضور شخصية المرأة لماذا؟ - اهتمامي بالمرأة وبخاصة المرأة القروية، هو حضور برئ مقتبس من واقع معاش موزع بين محورين هما محور معاناتها من قهر وقمع وهضم لحقوقها، ومحور يجسد زيها التقليدي وحليها وحشمتها، ومن خلال لوحاتي حاولت تجسيد ما تعانيه المرأة القروية بخاصة والعصرية عمومًا. * ما هي أقرب لوحه إلى قلبك؟ وهل لك طقوس خاصة أثناء ممارستك الفن؟ - لوحة "بيروت العذراء" الأقرب إلي، فيها تلاقت روحي، أحبها كثيرًا لأنها تعبر عن المرأة العربية، وفي الواقع تجسد حرية المرأة أو كل من تحجزه قضبان الحصار، كما أنني أحب الرسم في الهدوء والقمر وفي الساعات المتأخرة من الليل، وأنا في مكان لوحدي - تضحك - أغلق حجرتي وأشرع في الرسم، وأود أن أشير كذلك إلى أنه لدي غير موهبة الرسم، خبرات عدة في مجال تصميم الأزياء والملابس العصرية والتقليدية. وأحب في كلمة أخيرة أن أشكر طاقم "مصر اليوم" على إتاحته لي هذه الفرصة الثمينة من أجل الكشف عن جزء من مسيرتي الفنية المتواضعة، كما أشكره على المجهودات التي يقدمها أعضاؤه من أجل البلوغ بالفن التشكيلي إلى مستويات تليق به، ونحن على علم بأن هذا العمل شاق وليس سهلاً، كما أغتنم هذه الفرصة لأبلغ تحياتي وتشكراتي لكل الفنانين التشكيلين، وكذلك أساتذتي كل واحد بإسمه، على المساعدات القيمة التي قدموها لي والوقوف من العطاءات الفنية. جدير بالذكر أن الفنانة التشكيلية فتيحة بن حكوم، ولدت في أولاد سيد الشيخ في السويهلة، قضت طفولتها الأولى في مدينة البيضاء، والتحقت بمدرسة حرة لتعليم القراءة، إلا أنها سرعان ما انقطعت عن الدراسة عندما مرضت أختها ونصحها الأطباء بالعودة إلى مدينة مراكش.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عزلة الفن العربي سببها مؤسسات متخلفة لا تدعمه عزلة الفن العربي سببها مؤسسات متخلفة لا تدعمه



GMT 10:27 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شاعرات يتحدثن عن آخر أعمالهن في ضيافة دار الشعر بتطوان

GMT 03:33 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غارة إسرائيلية قرب موقع بعلبك الأثري يعود لآلاف السنين

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon