أبوظبي ـ سعيد المهيري
وضعت الزميلة الروائية مريم جمعة فرج، بالأمس، النقطة الأخيرة في مسيرتها، لترحل عن دنيانا تاركة وراءها فراغاً وحزناً كبيراً في نفوس كل من عرفوها، وتابعوا كتاباتها الأدبية، حيث امتازت مريم بأسلوبها القصصي، وهي التي كتبت الشعر في بداية مسيرتها التي توغلت خلالها في دروب الإعلام، فكانت «البيان» بيتها الأخير، قبل أن تمضي نحو مثواها، حيث كانت تكتب في «بيان الكتب» وصفحات قسم الثقافة والمنوعات.
خلال حياتها، تركت مريم بصمة ناصعة في المشهد الثقافي الإماراتي، فهي أيقونة القصة القصيرة، منذ السبعينيات، بينما شهدت الثمانينيات انطلاقتها الحقيقية، حيث كانت آنذاك على موعد مع باكورة أعمالها القصصية، متجاوزة بذلك كل الظروف الحياتية التي واجهتها، وهي التي درست تخصص الأدب الإنجليزي في جامعة بغداد، لتطور شغفها في تعلم اللغات عبر دراستها في الخارج، وهي التي طالما اعتبرت اللغة العربية والإنجليزية الأقرب إلى قلبها، حيث سبق لها أن عملت مع الزميل كامل يوسف، رئيس قسم الترجمة في «البيان» سابقاً.
اختارت مريم الذهاب نحو القصة القصيرة من بوابة الشعر، مستفيدة من الفضاء الواسع الذي وفرته الأندية الثقافية في الإمارات، كما استفادت أيضاً من ولادة الجمعيات النسائية في الدولة في سبعينيات القرن الماضي وما بعدها، ما مكنها من الانخراط في النشاط النسوي في الدولة، وهو ما عزز من كتاباتها الإبداعية، فرأت مجموعتها القصصية «فيروز» النور في 1984، وتبعتها بمجموعة «النشيد» التي أصدرتها بالتعاون مع سلمى مطر وأمينة بوشهاب عام 1987، ثم مجموعة «ماء» التي صدرت في 1994، وكذلك «امرأة استثنائية» في 2003، والتي احتوت على ترجماتها وتعليقاتها على تجارب الإبداع النسائي العالمي.
وقد يهمك أيضًا:
أدباء إماراتيون وعرب يكشفون أن الترجمة تُعد البوابة الأساسية لدخول الأدب العربي إلى العالمية
وزير الثقافة يعلن عن احتفالية ذكري مرور 25 عاما على وفاة يحي حقي في كانون الأول
أرسل تعليقك