كشفت الشاعرة والناقدة والروائية السورية الدكتورة بهيجة مصري ادلبي عن آخر إصداراتها "محمود درويش والعروج إلى ما وراء المعنى"، موضحة أن هذا الكتاب النقدي الأول في دراسة محمود درويش ما بعد "الجدارية".
وأوضحت ادلبي في مقابلة مع "مصر اليوم"، أنَّها درست المعنى واللغة وما وراء المعنى، حيث تناول الكتاب 3 أبواب الأول تناول دراسة الأسطورة الذاتية اللغة والمعنى، والثاني تناول الجدارية التي كانت الفيصل في أعمال محمود درويش، والثالث تناول ما وراء المعنى بعد أن دخل محمود درويش تجربة المطلق والوجود قبل رحيله.
وأكدت أن اختبار الذات النقدية في الذات الشاعرة اختبار ليس بالسهل في شعر لشاعر بقامة محمود درويش فكان اختبارا لها كناقدة وكذات شاعرة، من خلال الذات الشاعرة لدى محمود درويش الذي ركز على قضية المعنى واللغة، وكان دائمًا يكرر أن "معناييَّ أنا لغتي".
وأضافت: "هذا طبعًا في مرحلة ما قبل الجدارية، أما مرحلة ما بعد الجدارية راح يتحدث عن ما وراء المعنى واللغة والكلام، وما يميز شعر محمود درويش أيضًا تلك الطاقة الروحية والعمق الذي لا يدركه إلا من دخل تجربة المطلق وتجربة الوجود وقالها يومًا، نوجد حيث لا نكون، وبالفعل محمود درويش وجد حيث لا يكون".
وأعلنت ادلبي، عن سبب اختيارها محمود درويش وجداريته بالذات؛ مشيرة إلى أن محمود درويش تربى الشعراء على جملته الشعرية "ومن لم يدرك ما يعنيه يعتبر ليس أهلا لقراءته"، وهي تجد نفسها في محمود درويش وكلامه هو ما ترميه إليه ذاتها، إذ أنها في النهاية لا تفقه العالم وما يحيط بها إلا من خلال الذات.
وأشارت إلى أن إضاءة الذات أمر ليس بالسهل ومحمود درويش أضاء ذاته، وترى أنها ركزت على قضية الجدارية لأنها كانت فيصلًا في حياة محمود درويش وانتقاله من المعنى إلى ما وراء المعنى ومن اللغة إلى ما وراء اللغة والآني عرف بشاعر مقاوم وبدأ يدخل حالة الخلود والوجود حالة تشكيل للعالم المطلق الخالد، والموت هو نقلة من عالم إلى عالم أرحم، ومحمود درويش تحدث عن هذا العالم الأرحم قبل أن يدخل إليه وأضاء عليه بما وراء المعنى.
وتابعت بهيجة إدلبي أنها بدأت بالشعر ومن تسلح بالشعر لغة ومعنى يدخل كل الأبواب، وأصدرت 14 مجموعة شعرية منها "في ساعة متأخرة من الحلم، أبحث عنكَ فأجدني، على عتبات قلبكِ أصلي، خدعة المرايا، قالت لي السمراء، السمراء في برج الحداد مهداة إلى الشاعر نزار قباني، أهديت واحدة له أثناء مرضه والثانية بعد رحيله، نهر الكلام يعبر من دمي، رحلة الفينيق التي دخلت من خلالها عوالم الشعراء الراحلين اللذين في رحلة فينيق وهم غائبون وحاولت الرد عليهم برسائل من خلال هذا الكتاب، سفر التكوين"، أما آخر إصدارتها إشراقات الروح.
وقالت إنها بعد محمود درويش لن تتوقف عند حد ما لأن الكتابة بالنسبة لها جزء من حياتها، والمبدع دائمًا عليه أن يفكر بشيء مجرد أنها توقعت شيئًا ما فلن تصل، فعليها أن تسير في اللا متوقع والعالم الذي يحيط بنا عبارة عن طاقة علينا أن نستغلها ونستغل الزمن، شجرة تحول لا نهاية لها ومن هنا تحاول أن تسارع الزمن من خلال تقليد ذاتها في الكلمة.
وكتبت الرواية أيضا ولها أربع روايات منها: "رحلة في الزمن العمودي الحائزة على جائزة الصدى للرواية 2001، ألواح من ذاكرة النسيان، الحائزة على جائزة دار الفكر للرواية العربية 1998 ،وآخرها "الغاوي" منشورات دار كنعان / 2003 التي تتحدث عن الحرب بين الطين والنار، بين آدم وعزازين وكيف أن آدم سلب عزازين المعرفة وفي النهاية اضطر عزازين للسجود إلى آدم لأنه امتلك المعرفة، فالمعرفة أولا والبطلة كانت نهايتها بسبب كتاب كتبته على لسان إبليس وعنوانه الكتاب وقتلت أي أن المعرفة هي التي تقتل وهي التي تخلد".
وعن موضوع اللغة العربية وإصداراتها للأطفال، فأوضحت أنها حولت القواعد وأساسيات اللغة إلى أغانٍ للأطفال أدخلت إلى المناهج التعليمية بالضاد تغني "أناشيد للأطفال" وصياغة قواعد اللغة العربية على شكل أناشيد الصادر عن المجلس الأعلى للطفولة في الشارقة 2001.
واسترسلت: "حينما نقدم للطفل شيئًا يجذبه سيضطر لأن يحفظ، والطفل عالم ليس بالسهل إدراكه حينما ندرك شيئًا يتناسب مع الطفل، الطفل يقرأ، وأنا لا أصدر أي شيء للأطفال إلا إذا كان خاضعًا للتجربة وبالغالب التجربة كانت ناجحة يمكن للطفل حفظ القواعد وهو يلعب ويلهو ويأكل".
وعبرت إدلبي عن رغبتها في دخول عالم الإعلام ببرامج للأطفال لأنه "علينا أن نحترم مستوى تفكير الطفل ونصل إليه عبر شتى الطرق لكي يتمكن بالتعبير عن إبداعه".
ومن الجوائز التي حصلت عليها: جائزة عكاظ للشعر للعام 1998، جائزة دار الفكر للرواية العربية للعام 1998، جائزة طنجة في المغرب العربي للعام 2000، جائزة الشيخ بدر الدين نعساني للشعر للعام 2000، جائزة الصدى للرواية العربية دبي للعام 2001، جائزة المزرعة للقصة القصيرة للعام 2002، جائزة أفضل نص مسرحي السعودية للعام 2003، جائزة ناجي نعمان الأدبية. لبنان للعام 2003، جائزة الإبداع في الشارقة للعام 2004، جائزة صلاح فضل في الشعر ـ أبو ظبي 2007 .
ومن الاتحادات الأدبية والفكرية التي شاركت أو تشارك فيها، عضو اتحاد الكتاب العرب، عضو اتحاد كتاب بلا حدود ألمانيا، عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب، عضو نادي التمثيل العربي في حلب، عضو جمعية العاديات في حلب، عضو نادي شباب العروبة للآداب والفنون، عضو الهيئة العليا في منتديات من المحيط للخليج، عضو دائم في دار نعمان للآداب.
أرسل تعليقك