لندن ماريا طبراني
أكد العلماء أن تناول الشيكولاتة يجعلك سعيدا، ولكن الأبحاث الجديدة تحمل أخبارًا سيئة إلى أولئك الذين يجلبون علبة من الشيكولاتة على أمل تهدئة متاعبهم، فوفقا للدراسة، عشاق الشيكولاتة الذين ينخرطون في ما يسميه علماء النفس "طعام تحسين المزاج" في نهاية المطاف يصبحون في حالة مزاجية أفضل بكثير من أولئك الذين يلتهمون العلاج من دون التوقف للاستمتاع به.
ويشمل الأكل أن تضع في اعتبارها التركيز على الطعام نفسه، مع أخذ وقتك لتذوق النكهة وعدم السماح بأي شيء لتحويل الأنظار عن المتعة، لأنه يقوم على مبادئ البوذية من التأمل والتحكم، وتم الترويج لها في السنوات الأخيرة باعتبارها وسيلة صحية لانقاص الوزن، والتي تقدر الطعام كمصدر للمتعة وليس فقط كوقود لخلايا الجسم، وتعتبر بريطانيا رابع أكبر مستهلك للشيكولاتة في العالم، بعد سويسرا وألمانيا وأيرلندا، وهي الصناعة التي تتكلف 3.6 مليار جنيه استرليني في السنة، ويبلغ متوسط استهلاك الفرد السنوي حوالي 16 باوندًا، أو ما يزيد قليلا على 7 كلغ، وكشفت دراسة حديثة أن واحد من كل 6 بريطانيين يأكل الشيكولاتة يوميًا .
واقترحت بعض الدراسات أن الشيكولاتة يمكنها أن ترفع المزاج في حين لم يجد آخرون أي صلة، وأشارت أحدث التحقيقات، من قبل علماء النفس في كلية جيتيسبيرغ في ولاية بنسلفانيا، الولايات المتحدة، إلى أن السر قد يكمن في كيفية تفكير مشجعي الشيكولاتة حول ما يتناولونه.
وشملت الدراسة 258 شخصًا من الرجال والنساء وتم تقسيمهم إلى مجموعات، وقدم إلى بعضهم جزءًا صغيرًا من شيكولاتة الحليب لتناولها، والتي تحتوي على حوالي 75 سعرا حرارية، ما يقرب من ثلث لوح شيكولاتة صغير، وأعطي للآخرين بسكويت المياه الجوفية لتناوله، وأخبر المتطوعين لتناول حلواهم إما بسرعة وبدون تفكير حقا فيها، أو أن يستغرقون وقتا طويلا، ويأكلونها بانتباه، وهذا يعني أنهم أولا أمضوا بضع دقائق يحملون الشيكولاتة أو البسكويت في أيديهم ليفكروا في المزارعين الذي أنتجوا العناصر التي دخلت في صنعهما، وفي الخطوة التالية أكلوا هذا الطعام ببطء، لذيذ المذاق مما أثار المتعة في الفم، حيث استغرقت العملية برمتها حوالي 4 دقائق لكل قطعة من الشيكولاتة أو البسكويت .
وطلب من المتطوعين قبل وبعد التجربة، تسجيل مشاعرهم على ما يسمى بمقياس "السعادة" التي استخدمت من قبل علماء النفس لقياس الحالة المزاجية للمرضى، وأظهرت النتائج، التي نشرت في مجلة الشهية، أن البسكويت لم يجعل المتطوعين سعداء، بغض النظر عن الكيفية التي تناولوها بها، أما الشيكولاتة فحسّنت بشكل ملحوظ عشرات الأمزجة، ولكن فقط عند أولئك الذين أخذوا وقتهم لتذوق حلاوتها.
وكشف الباحثون أن النتائج تشير إلى أن قطعة صغيرة من الشيكولاتة يمكنها أن تجعلنا سعداء، مشيرين في تقريرهم إلى أن "السعادة لا تتعلق بحجم الشيكولاتة التي تتناولها، بل الوقت الذي تستغرقه لتناولها، وترك مساحة من الوقت للاستمتاع بها"، وأضافوا أنه من الممكن أيضا لأطعمة ممتعة أخرى، مثل الرقائق والبيتزا، أن يكون لها نفس التأثير إذا أكلتها بنفس الطريقة، ويستخدم الذهن بالفعل لمكافحة القلق والاكتئاب.
إنها تنطوي على تشتيت الانتباه عن اللحظة الراهنة، والتركيز على الأفكار والمشاعر.
ووجدت دراسة في 2013 في جامعة كانتربري في نيوزيلندا أن طريقة المستهلكين لتناول كعكة الشيكولاتة لها تأثير كبير على وزنهم، فأولئك الذين رأوا أنها شيء للاحتفال كانوا أكثر عرضة للبقاء نحيفين على المدى الطويل من أولئك المثقلين بالذنب الذي كان يدفعهم إلى التخلي عن النظام الغذائي واللياقة البدنية، والغرق في نظام أكل غير صحي، ولكن تناول الشيكولاتة كمكافأة للتمتع بها، كان يعني أن لديهم فرصة أفضل في التمسك طويل الأجل بالأهداف وفقدان الوزن.
أرسل تعليقك