واشنطن ـ رولا عيسى
تمكّن علماء من جامعة كاليفورنيا الأميركية في سان فرانسيسكو مِن تطوير تقنية جديدة باستخدام الصدمات الكهربائية للمخ تساعد ضحايا السكتات الدماغية على استعادة الحركة لأذرعهم وأرجلهم.
معظم مرضى السكتة الدماغية لا يتعافون بشكل كامل مع العلاج الطبيعي كونه العلاج الوحيد المتاح والبعض الآخر من المرضى المتبقين يصابون بالعجز الكلي تقريبا، وقد يفتح هذا البحث الباب أمام علاج جديد يمنح مرضى السكتة الدماغية الفرصة لتجنب المعاناة من إعاقات طويلة الأمد بما في ذلك صعوبة في المشي والتواصل.
وباستخدام هذه التقنية، تمكن العلماء من استعادة الحركة لفئران التجارب التي أصابتها الحالة المدمرة حيث تتواصل خلايا المخ مع بعضها البعض من خلال إشارات كهربائية للتحكم في الوظائف في جميع أنحاء الجسم وخلال السكتة الدماغية، يتم قطع تدفق الدم إلى منطقة من الدماغ، وعندما يحدث هذا، تحرم خلايا المخ من الأكسجين وتبدأ في الموت وبعد تعرضها لسكتة دماغية، يمكن أن تتضرر هذه الإشارات الكهربائية مما يؤدي إلى مشاكل كبيرة في الحركة والتوازن.
يذكر أنه يصاب أكثر من 795 ألف أميركي من السكتة دماغية كل عام، وهي السبب الرئيسي للإعاقة الخطيرة وطويلة الأجل في الولايات المتحدة.
ووفقا للدكتور كارونيش جانجولي، الأستاذ المساعد في قسم علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيان فإن نحو ثلث المرضى يتعافون تماما من السكتة الدماغية، وثلثهم سيواجهون مشاكل على مدى الحياة في تحريك أطرافهم، والثلث الآخر سيصاب بالشلل التام.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أنه على مدى السنوات العشرين الماضية، أشار علماء الأعصاب إلى أهمية أنماط النشاط العصبي في الجهاز العصبي المركزي -التي تسمى التذبذبات أو الموجات الدماغية- وضرورتها لوظائف المخ وفي الدراسات الحديثة، تم العثور على التذبذبات منخفضة التردد (LFOs) لمساعدة الخلايا العصبية في القشرة الدماغية في السيطرة على الحركة.
وفي الدراسة الأميركية، قاس العلماء الموجات الدماغية للفئران وتم تحفيزها بالصدمات الكهربائية، وقال الدكتور جانجولي إن "فكرة استخدام الصدمات العصبية تفتح مجالا هائلا للاستخدام في مختلف العلاجات، التي يمكن أن تساعد الدوائر العصبية على التعافي وتحسين وظائفها".
يذكر أنه يتم استخدام الخلايا العصبية المحفزة بالفعل على نطاق واسع في مرض باركنسون، لتصحيح النبضات التي تسبب فقدان السيطرة على الحركة، والصرع، لمنع النوبات.
استخدم الفريق أقطابا كهربائية لتسجيل نشاط الدماغ وكذلك إرسال تيار كهربائي خفيف إلى أدمغة فئران التجارب وعندما أرسل الباحثون تيارًا كهربائيًا إلى أدمغة الجرذان مباشرة قبل إجراء الحركة، كانت القوارض أكثر دقة بنسبة 60 في المائة في الوصول إلى الطعام والحصول عليه.
وقال الدكتور جانجولي: "نحن لا نخلق ترددًا جديدًا بل نعمل على تضخيم التردد الحالي من خلال تضخيم تذبذبات التردد المنخفضة الضعيفة، فإننا قادرون على المساعدة في تنظيم النشاط العصبي وأصبح التحكم في الاعضاء أفضل بالفعل".
حاليا، العلاج الطبيعي هو الشكل الوحيد من العلاج لمساعدة مرضى السكتة الدماغية على التعافي بسرعة أكبر. ومع ذلك، إذا كان تلف المخ كبيرا جدا، فهو ليس خيارا قابلا للتطبيق.
أرسل تعليقك