c علاج جيني جديد يَمنَح بَارِقة أمل لمرضى الأنيميا المنجلية - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 20:53:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علاج جيني جديد يَمنَح بَارِقة أمل لمرضى الأنيميا المنجلية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - علاج جيني جديد يَمنَح بَارِقة أمل لمرضى الأنيميا المنجلية

العلاج الجديد لمرضى الأنيميا المنجلية
واشنطن - مصراليوم

كان جيمي أولاغيري يظن أنه سينتظر عقودا قبل أن يشفى من مرض الأنيميا المنجلية الذي يعاني منه - لكن العلماء تمكنوا بالفعل من إدخال تعديلات على خلايا دمه لمعالجة مرضه الذي كان يسبب له ألما مزمنا.يقول جيمي، وهو واحد من أول سبعة أشخاص من مرضى الأنيميا المنجلية يتلقون العلاج الجديد الثوري الذي يتضمن تعديل الجينات الوراثية، والذي تجري تجربته حاليا في الولايات المتحدة إن العلاج غير حياته: "أشعر وكأنني ولدت من جديد".

"عندما أتذكر حياتي قبل العلاج، أكاد ألا أصدق كيف كنت متعايشا مع ذلك المرض".يضيف جيمي، البالغ من العمر 36 عاما والذي عانى من الأنيميا المنجلية منذ أن كان طفلا: "دائما ما تعيش بعقلية الحرب، إذ تدرك أن أيامك ستكون حافلة بالتحديات".

الأنيميا المنجلية مرض وراثي يحدث نتيجة لطفرة جينية تؤدي إلى أن يقوم الجسم بإنتاج هيموغلوبين تالف. والهيموغلوبين هو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء والذي يحمل الأكسجين إلى مختلف أنحاء الجسم. وخلايا الدم الحمراء في العادة تكون مستديرة وإسفنجية، ولكن الهيموغلوبين المتحور قد يجعلها جامدة متصلبة وتتخذ شكل المنجل.

وتجد الخلايا المنجلية صعوبة بالغة في السريان في الأوعية الدموية وتَعلق بداخلها، ما يؤدي إلى انسدادها. وتزداد خطورة الإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية وتلف الأعضاء لدى مرضى الأنيميا المنجلية. وقد يحتاج جيمي إلى استبدال مفصل الورك لأن جزءا من نسيجه العظمي صار ميتا نتيجة حرمانه من الدم - وهي حالة طبية يطلق عليها النخر اللاوعائي.

وقد ظل الألم رفيقا لجيمي طوال حياته، ويصف جيمي ذلك الألم بأنه يشبه "سريان شظايا من الزجاج في شرايينك، أو قيام شخص بدق مفاصلك بمطرقة".لكن السمة الرئيسية المميزة لمرض الأنيميا المنجلية هو نوبات ألم حادة تسمى أزمات، وتتطلب تلقي الرعاية في المستشفى وأخذ عقار المورفين لتخفيف الألم. لسنوات طويلة ظل جيمي يدخل المستشفى ويخرج منها كل شهر تقريبا. وكان فصل الشتاء هو الأسوأ، إذ يؤدي الطقس البارد إلى تضييق الأوعية الدموية القريبة من الجلد ويزيد من خطورة انسدادها. ولهذا السبب انتقل جيمي وأسرته من ولاية نيوجيرسي الأمريكية إلى مدينة أتلانتا الأكثر دفئا في ولاية جورجيا جنوب شرق الولايات المتحدة.

أثر المرض على كافة جوانب حياته. يدير جيمي مشروعه الخاص في مجال التكنولوجيا، لأنه أدرك أنه لن يجد صاحب عمل يتعاطف مع زياراته المتكررة للمستشفى. وللهروب من ألمه المستمر، وجد جيمي السلوى في ألعاب الفيديو ومشاهدة مباريات فريق كرة القدم الإنجليزي ليفربول.

كانت عائلته تحثه على المشاركة في تجارب إكلينيكية أو الخضوع لعملية نقل نخاع العظام - وهي إحدى الخيارات المتاحة لمرضى الأنيميا المنجلية. لكنه رأى أن أيا من الأمرين سيتطلب بقاءه في المستشفى لفترات طويلة للغاية، ما سيكون له تأثير سلبي على جودة حياته. وقد آثر بدلا من ذلك أن يعلق آماله على علاج لم يكن العلماء قد توصلوا إليه. وقال لعائلته: "في يوم من الأيام، ربما بعد 20 أو 50 عاما، سيكون هناك علاج جيني يساعدني على الشفاء من الأنيميا المنجلية".

في أواخر عام 2019، قرأ جيمي مقالا عن تجربة إكلينيكية جديدة تستخدم التعديلات الجينية، فأرسل على الفور رسالة إلكترونية للفريق الطبي. بعد ذلك بشهر، سافر جيمي وزوجته التي كانت في ذلك الوقت حاملا في شهرها الثامن إلى معهد سارة كانون للأبحاث في مدينة ناشفيل ليرى ما إذا كان مؤهلا للمشاركة في التجربة. عندما جاءه نبأ قبوله، قال جيمي إن ذلك كان "أفضل هدية تلقاها في أعياد الميلاد على الإطلاق". كان هناك احتمال لتعطل التجربة بسبب وباء كورونا، حيث كان عدد متزايد من الرحلات الجوية الداخلية يتم إلغاؤه نظرا لقلة عدد المسافرين. ولكن جيمي قرر القيام برحلة بالسيارة مدتها أربع ساعات لحضور كل جلسة من جلسات التجربة.وخلال التجربة، قام العلماء بإدخال تعديلات وراثية على جسمه لكي يتوقف عن إنتاج الهيموغلوبين التالف.

أولا، كان يتعين عليهم الوصول إلى الجزء الذي يصنع خلايا الدم الحمراء في جسمه، وهي الخلايا الجذعية التي تعيش داخل النخاع الإسفنجي الموجود داخل عظامنا. ثم في يناير/كانون الثاني عام 2020، أعطي جيمي أدوية لطرد الخلايا الجذعية من نخاع عظامه وإطلاقها في مجرى الدم. ثم تم توصيل آلة بجسمه لاستخراج الخلايا الجذعية من دمه.يقول جيمي: "كنت أجلس على مدى ثماني ساعات وتقوم تلك الآلة حرفيا بمص دمي".في النهاية، شعر بأنه مستنزف جسمانيا وعقليا وحرفيا، واحتاج إلى نقل دم يحل محل ما أخذ منه. كان ذلك أصعب خطوات تلك العملية بأسرها، واضطر إلى تحملها أربع مرات.

وعاد جيمي إلى بيته للتعافي بعد نقل الدم الأخير، لكن الخلايا الجذعية التي استخرجت من جسمه كانت لا تزال في بداية رحلتها.كان العلماء على وشك القيام بحيلة جينية مذهلة من شأنها إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في دم جيمي.عندما نكون أجنة في أرحام أمهاتنا، تستخدم أجسامنا نوعا مختلفا من الهيموغلوبين يسمى الهيموغلوبين الجنيني، والذي يلتصق بالأكسجين بإحكام أكبر، مقارنة بهيموغلوبين البالغين، ويعد في غاية الأهمية لأنه يمكن الجنين من امتصاص الأكسجين من مجرى دم الأم.

بعد أن نولد، يحدث تغير في الجينات، ويبدأ الجسم في إنتاج هيموغلوبين البالغين - وهو النوع الوحيد الذي يتأثر بالأنيميا المنجلية.هذا التغير الجيني يطلق عليه اسم "بي سي إل 11 إيه"، وقد اكتشف في منتصف العقد الأول من الألفية الثانية. وأدى التقدم الذي تحقق في مجال تعديل الجينات الوراثية مؤخرا إلى تمكين العلماء من وقف ذلك التغير.

يقول دكتور هايدار فرانغول الذي عالج جيمي في مركز سارة كانون للأبحاث: "مقاربتنا تتمثل في وقف ذلك التغير، وزيادة إنتاج الهيموغلوبين الجنيني مرة أخرى، وكأننا نعيد عقارب الساعة إلى الوراء".

أرسلت خلايا جيمي الجذعية إلى مختبرات شركة فيرتيكس للأدوية، حيث تم هناك تعديلها وراثيا.وبحلول سبتمبر/أيلول عام 2020، كان الوقت قد حان لوضع الخلايا المعدلة وراثيا في جسم جيمي. يقول جيمي: "صادف ذلك أسبوع عيد ميلادي. شعرت بأنني أُمنح حياة جديدة".

في البداية، تلقى جيمي علاجا كيميائيا لتدمير الخلايا الجذعية الموجودة في جسمه والتي كانت تنتج خلايا الدم المنجلية. ثم تم ضخ الخلايا المعدلة وراثيا في جسمه بغية تخليص دمه من المرض.كانت العملية مرهقة، لكن بعد مرور أسبوعين، أصبح جيمي شخصا مختلفا تماما.

يقول: "أتذكر أنني بدأت أتحرك دون أن أشعر بالألم أو الضياع. بما أن حياتي مرتبطة بالألم بشكل كبير، كان ذلك الألم يمثل جزءا من كياني. وكان عدم شعوري بالألم شيئا غريبا".يقول الدكتور فرانغول إن بيانات المرضى السبعة الأوائل "مذهلة بحق"، وإنها قدمت "علاجا فعالا" لمرضهم.يضيف الدكتور فرانغول إن "ما نراه الآن هو أن المرضى بدأوا يعودون لممارسة حياتهم الطبيعية، ولم يضطر أي منهم إلى دخول المستشفى أو إلى زيارة الطبيب بسبب تعقيدات مترتبة على مرض الأنيميا المنجلية.

وقد تم إجراء نفس عملية التعديل الجيني على إجمالي 45 مريضا إما بالأنيميا المنجلية أو بمرض آخر يصيب الدم هو الثلاسيميا من النوع "بيتا"( أو أنيميا البحر المتوسط من النوع "بيتا") والذي ينتج عن بروتين هيموغلوبين مشوه. ولكن لم يتم بعد الانتهاء من فحص كافة البيانات الخاصة بجميع هؤلاء المرضى.

بعد تخلصه من الألم، أخيرا يشعر جيمي بأنه يستطيع أن يصبح ذلك الشخص الذي لطالما شعر به في أعماقه. يقول إن المرض جعله شخصا انطوائيا لأنه أجبره على المكوث في منزله وتوخي الحذر.يضيف: "هناك مقارنة استخدمها لوصف حالتي: عندما ولد ابني، رأيته ينظر من نافذة السيارة ليرى العالم للمرة الأولى بوصفه شخصا جديدا. أكاد أشعر بنفس الشيء - فأنا أعيش حياتي الآن كإنسان جديد".كما يشعر جيمي بأنه أخيرا يستطيع أن يصبح الأب الذي كان يريد. "مجرد المشي مع ابني كانت من الأشياء التي ظننت أنني لن يكون باستطاعتي القيام بها".

 قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

فحص 5 ملايين طالب ضمن مبادرة الكشف المبكر عن "الأنيميا والسمنة والتقزم"

فحص 15 مليون طالب مصري للكشف المبكر عن أمراض الأنيميا والسمنة والتقزم

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علاج جيني جديد يَمنَح بَارِقة أمل لمرضى الأنيميا المنجلية علاج جيني جديد يَمنَح بَارِقة أمل لمرضى الأنيميا المنجلية



GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 05:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:30 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل مسلسله في رمضان
  مصر اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل مسلسله في رمضان

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

GMT 20:52 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم

GMT 19:17 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعم أيمن العلي ملك جمال الأردن

GMT 05:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 06:54 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 11 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 04:48 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"الدعم السريع" يتحدث عن مخطط لتقسيم السودان بعد تغيير العملة

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 14:15 2023 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

فيلم "ساير الجنة" في نادي العويس السينمائي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon