بيروت - مصر اليوم
مع انتهاء موسم الصيف والعطلات وما يتخلّله من نزهات وعدم انتظام في الأكل وإفراط في تناول الأطعمة الدسمة، من الطبيعي أن تكون السّموم قد تكدّست في الجسم بمعدّلات تفوق قدرته على التخلّص منها. انطلاقاً من ذلك، قد ينصح اختصاصيو التغذية أحياناً باللجوء إلى نظام ديتوكس للتخلّص من السموم في الجسم مع بداية الخريف لما له من فاعلية في ذلك. يلجأ إليه كثيرون لاعتباره من الأنظمة الأكثر شيوعاً حالياً. واختصاصية التغذية اللبنانية جوال فرحة أكّدت أن الجسم يتعرض بكثرة إلى السموم من مصادر مختلفة، وفي معظم الأحيان يتخلص الجسم من هذه السموم تلقائياً دون حاجة إلى تدخّل في ذلك.
ما هو نظام ديتوكس؟
تعتبر حمية ديتوكس من الحميات الشائعة حالياً بهدف التخلّص من الوزن الزائد، وللتخلص أيضاً من السموم في الجسم. ويُعرف عن هذا النظام أن الهدف منه هو إعادة تنشيط الأعضاء وتعزيز وظائفها عبر المساعدة على تعزيز وظيفة الكبد وتنشيطه لإزالة السموم بمزيد من الفاعلية؛ هذا إضافة إلى دوره في تحسين الدورة الدموية وتعزيز قدرة الجسم على امتصاص المكوّنات الغذائية، علماً بأن حمية ديتوكس من الحميات التي تُعتمد للمدى القصير، فلا تتبع أبداً لفترات طويلة. تشير فرحة إلى أن نظام ديتوكس يقضي باتّباع نوع من الصيام عن الأكل، تليه فترة تتبع فيها حمية صارمة ترتكز على عصائر الخضراوات والفاكهة والماء بشكل أساسيّ، كما أنّه قد يستدعي تناول الشاي بالأعشاب وغيره من المشروبات العشبيّة والمكمّلات الغذائية في مرحلة لاحقة ضمن نظام ديتوكس.
من يحتاج بشكل خاص إلى نظام ديتوكس؟
ثمّة أشخاص يتعرّضون بكثرة إلى المواد الكيمياوية في محيطهم بسبب ظروف العمل أو حتى بسبب النظام الغذائي الذي يتّبعونه. تشدّد فرحة على فكرة أن الجسم بطبيعته يتخلّص من السموم تلقائياً من خلال الكبد والبول والتعرّق. وتشير إلى أن هذا الشعور بالتحسن والنشاط قد يعود إلى الامتناع عن شرب الكحول وتناول الأطعمة المصنّعة وغير الصحية في فترة اللجوء إلى نظام الديتكوس بكلّ بساطة، بخلاف آخرين يشعرون بالانزعاج في فترة اللجوء إلى نظام ديتوكس. في المقابل، بالرغم من شيوع فكرة أن الدور الأساسيّ لنظام ديتوكس هو المساهمة في التخلّص من السموم، فما من دراسات كافية أو ثوابت علمية تؤكد فاعليته الكبرى في التخلّص من السموم، أو تحدّد نوع السموم التي يمكن التخلص منها في هذه الحالة.لكن الراجح أن نظام حمية ديتوكس فعّال في خفض الوزن. يلاحظ البعض انخفاضاً في الوزن لدى اتّباعه، لكن يتبيّن أحياناً أن انخفاض الوزن قد يعود إلى خفض معدّلات السوائل بدلاً من خفض معدّلات الدهون. يُضاف إلى ذلك أن الوزن الذي تمّت خسارته قد عاد إلى سابق عهده لدى اتباع نظام ديتوكس سريع.
"بشكل عام، من الطبيعي أن ينخفض الوزن في مرحلة معينة لدى اتباع هذه الحمية الصارمة التي ينخفض فيها عدد الوحدات الحرارية إلا أن هذا لن يساعد على الحفاظ على الوزن الذي تمّت خسارته لوقت طويل".
كيف يطبّق نظام ديتوكس؟
تجدر الإشارة إلى أنه ثمة أنظمة عديدة من نوع ديتوكس يمكن اللجوء إليها:
-الصيام من يوم إلى 3 أيام
-تناول عصائر الخضراوات والماء وغير ذلك من السوائل
-تناول سوائل خاصة معدّة لهذه الغاية كالليمون الحامض مثلاً
-إزالة الأطعمة التي تحتوي على المعادن الثقيلة والسموم والموادّ المسبّبة للحساسية، على أن يتم تناول مكمّلات غذائية في الوقت نفسه
-تجنب الأطعمة المسبّبة للحساسية ثمّ إدخالها تدريجاً في النظام الغذائي
-اللجوء إلى مسهّلات المعدة أو الكولاجين
-ممارسة الرياضة بانتظام
-إزالة الكحول بشكل تام من النظام الغذائي والكافيين أيصاً والسكر المكرّر والتدخين.
فمما يظهر أن نظام ديتوكس يمكن أن يختلف من جهة الحدّة والنوع المتبع، وقد يتمّ التقيّد بإحدى هذه النقاط المذكورة أو أكثر بحسب حدّة النظام المتبع.رأي اختصاصية التغذية: صحيح أن نظام ديتوكس يعتبر شائعاً ويجذب كثيرين حالياً، إلا أن فوائده قد لا تكون لها علاقة فعلياً بمبدأ التخلّص من السموم بل قد تنتج عن التخلّص من أطعمة عديدة غير صحيّة وموادّ مؤذية، يتمّ الحصول عليها عادةً في النظام الغذائي، ما يفسر هذا الشعور بالتحسّن لدى اللجوء إليها. فهو يعتمد بشكل أساسيّ على أطعمة ومشروبات صحيّة حصراً. لذلك، من الافضل الحرص على اتباع نمط حياة صحيّ ونظام غذائي صحي بدلاً من اللجوء إلى أي نظام قد يشكّل خطورة على الجسم بهدف التخلّص من السّموم.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
مضادات الأكسدة توجد بنسبة عالية في الخضراوات والفواكه
دراسة تؤكد الخضراوات الغنية بالنترات تقلل مخاطر الإصابة بأمراض القلب
أرسل تعليقك