توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عجز الأطباء عن إسعافه وانتشرت الجرثومة في دورته الدموية

عالمة تكتشف أسلوب لقهر بكتريا مقاومة للمضادات الحيوية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - عالمة تكتشف أسلوب لقهر بكتريا مقاومة للمضادات الحيوية

اكتشاف أسلوب جديد لقهر البكتريا
لندن - مصر اليوم

تمكنَّت زوجة وهي عالمة مختصة في وبائيات الأمراض المعدية من إنقاذ حياة زوجها بعلاج ثوري جديد، حيث بدأ توم باترسون يتقيأ، خلال عطلة كان يقضيها في مصر، اعتقد أنه مصاب بتسمم غذائي، لكن الأمر لم يكن كذلك. في الواقع كان مصابا ببكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، وفقط بفضل عزم زوجته وعلاج ثوري جديد تم إنقاذ حياته.

وعرفت ستيفاني، وهي عالمة مختصة في وبائيات الأمراض المعدية، أن زوجها توم باترسون كان يعاني من مرض شديد، كان في تلك اللحظة مستلقيا في غيبوبة مستحثة طبيا، لكنها صدمت حين عرفت أنه من المتوقع الآن أن يموت.

وقررت الزوجة أن تبذل ما في وسعها لإنقاذ زوجها، وكانت فرص الأطباء في إبقاء توم على قيد الحياة تتناقص، حيث انتشرت بكتيريا قاتلة في دورته الدموية، وكانت تلك البكتيريا مقاومة لجميع المضادات الحيوية التي قدمها الأطباء.

وكانت ستيفاني قد قرأت في بعض الأدبيات الطبية أنه، في بعض الأحيان، يمكن للأشخاص في الغيبوبة أن يسمعوا، لذلك قررت أن تسأل توم إذا ما كان يريد أن يعيش.

واعتقدت أنها لن يمكنها إنقاذ زوجها، إلا إذا كان يرغب هو في البقاء على قيد الحياة، وتقول، "لذلك قبضت بيدي على يده وقلت، عزيزي إذا كنت تريد العيش، فأنت بحاجة إلى أن تبذل ما في وسعك. الأطباء لم يتبق لديهم أي شيء. كل هذه المضادات الحيوية عديمة الفائدة الآن، لذا إذا كنت تريد أن تعيش، فعليك أن تضغط على يدي، ولن أترك بابا إلا وسأطرقه"، وبعد برهة من الوقت، ضغط توم على يدها.

وتقول ستيفاني: "لوحت بقبضتي في الهواء، وقلت: هذا رائع"، ثم أطرقت قائلة، " يا إلهي، ماذا سأفعل الآن؟ أنا لست طبيبةً ولا أعرف ماذا أفعل".

 

التقى الزوجان، وكلاهما من العلماء في جامعة كاليفورنيا سان دييغو بالولايات المتحدة، من خلال عملهما في مجال البحوث المتعلقة بمرض الإيدز. وقاما بزيارة حوالي 50 دولة معا، وغالبا ما كانا يمضيان عطلة من أيام قليلة في نهاية المؤتمرات الأكاديمية، لاستكشاف أماكن جديدة.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2015، أسقط هجوم إرهابي طائرة روسية فوق شبه جزيرة سيناء في مصر، وعلى الرغم من ذلك قرر الزوجان الذهاب إلى مصر.

وكانت الرحلة رائعة كما توقعوا، وكانت محطتهم الأخيرة في وادي الملوك بالأقصر، حيث قاموا بنزهة ليلية في مركب في نهر النيل، نالوا خلالها وجبة رائعة تحت النجوم.

وعقب عودتهم إلى غرفتهم الصغيرة على متن المركب، بدأ الزوج في التقيؤ، ورغم إعطاء ستيفاني زوجها مضادا حيويا، كانت تصطحبه دوما في سفرها، إلا أنه لم يتحسن بالمرة بل تفاقمت حالته.

وبعد خروجهما من المركب اصطحبت ستيفاني زوجها إلى الأطباء، الذين أجروا له فحوصات بالأشعة المقطعية، فلم يجدوا تسمما غذائيا على الإطلاق، ولقد اكتشفوا خُرّاجا في أمعائه الغليظة يعرف باسم "الكيس الكاذب"، والذي نما حجمه ليصل إلى حجم كرة القدم.

وبفضل تأمينهم الطبي، الذي حصلوا عليه مقابل 35 دولارا قبل الرحلة، تم نقل توم إلى مدينة فرانكفورت بألمانيا، حيث وجد الأطباء أن السبب الأولي للمشكلة كان حصوة، تم طردها من المرارة لكنها علقت في القناة الصفراوية.

ووجد الأطباء داخل الخراج (الكيس) سائلا بنيا غامضا، أشار إلى أن هذا لم يكن عدوى جديدة. وأثناء عملهم لمعرفة ما كان يحدث، بدأ توم في الوقوع في غيبوبة.

 

وبعد العديد من الفحوصات، عاد الأطباء وقالوا لزوجته:" هذه أسوأ إصابة على هذا الكوكب. هذه هي العدوى التي أغلقت المستشفيات في ألمانيا، وتسمىAcinetobacter baumanniiأو راكدة بومانية.

وفي عام 2017، أدرجتها منظمة الصحة العالمية كواحدة من ثلاث سلالات خبيثة من البكتيريا، التي يحتاج علاجها إلى ابتكارمضادات حيوية جديدة على وجه الضرورة.

ولحسن الحظ، لا تزال هناك بعض المضادات الحيوية التي كانت فعالة في علاج توم، وتمكن فريق فرانكفورت الطبي من تحقيق الاستقرار لحالته.

ونظرا لارتباط الزوجين، عبر عملهما، بعلاقة صداقة مع عدد من الأطباء فقد تمكنا من الحصول على المشورة بشأن حالة توم، واتخذا قرارا بإعادته إلى مدينة سان دييغو بالولايات المتحدة.

وعندما وصل توم، تم اختبار حساسيته تجاه المضادات الحيوية مرة أخرى، وحينها تلقيا خبرا سيئا وهو أن المضادات الحيوية لم تعد مجدية معه.

ولقد كان على الأطباء اتخاذ قرار صعب، وهو إما أن يجروا عملية جراحية لإزالة الخراج، أو محاولة سحب السائل الفاسد من جسمه. لكن الجراحة تقرر أنها محفوفة بالمخاطر، لأنه إذا دخلت البكتيريا إلى مجرى دمه فسوف يصاب بصدمة إنتانية.

لذلك اختار الأطباء سحب السوائل بدلا من الجراحة، وذلك بغرس خمسة أنابيب تصريف في بطن توم.

وتم وضع خطط لنقله إلى مركز عناية مركزة طويلة الأجل. لكن في اليوم السابق لذلك، انزلق أحد أنابيب التصريف أثناء محاولته الجلوس في السرير، ما ألقى بكل العدوى في مجرى الدم، ولقد تعرّض توم لصدمة إنتانية على الفور، وتم نقله سريعا إلى العناية المركزة ووضعه على جهاز التنفس الصناعي .

وتقول ستيفاني: "منذ تلك اللحظة فصاعدا، انتشرت البكتيريا في كل مكان في جسمه وفي دمه، وليس فقط بطنه. لقد كانت حالته تتدهور يوما بعد يوم".

في هذا الوقت تقريبا، سمعت ستيفاني بالمصادفة زملائها يسألون عما إذا كان قد تم إخبارها بأن توم سيموت، وأنها طلبت منه الضغط على يدها إذا كان يريد العيش.

ما لم تعرفه ستيفاني هو أنه في هذه اللحظة كان يهلوس بأنه ثعبان. لكن كيف يمكن أن يضغط على يدها بينما ليس للثعابين أيادي؟

لقد أدرك في النهاية، أنه يمكنه أن يلف جسده بالكامل حول يدها، وحينئذ فقط أعطى تلك الإشارة.

وإدراكا منها للحاجة الماسة إلى اتخاذ تدابير، تحولت ستيفاني للبحث بكثافة لدرجة أن البعض اطلق عليها PubMed وهو محرك البحث الخاص بالمكتبة الوطنية الأمريكية للطب.

وبحثت ستيفاني عبر هذا المحرك عن المقاومة للأدوية المتعددة، والراكدة البومانية أو Acinetobacter baumannii وكذلك عن العلاجات البديلة، فظهرت لها ورقة بحثية عما يسمى bacteriophage therapy أو العلاج بـ "الفيروسات البكتيرية".

وهي فيروسات تهاجم البكتيريا، إنها صغيرة الحجم، أصغر 100 مرة من البكتيريا، وهي في كل مكان، كما تقول ستيفاني، في الماء وفي التربة وعلى بشرتنا. ويقدر أن 30 مليار منها تدخل وتخرج من أجسادنا كل يوم.

وقبل قرن من الزمان كانت هذه الفيروسات محل اهتمام الباحثين، كوسيلة محتملة لعلاج العدوى البكتيرية، لكن الاهتمام بها انزوى بعد اكتشاف الدواء الرائج البنسلين في عام 1928.

وكانت الخطوة التالية للزوجة التوجه إلى الإدارة الفيدرالية للأدوية، بمساعدة أحد أطباء توم، الدكتور شيب شولي من قسم الطب بجامعة كاليفورنيا سان دييغو، والذي وافق على علاج تجريبي.

ولكن كان هناك شرك، من أجل نجاح العلاج ، كان على ستيفاني أن تجد فيروسات تتوافق مع نوع البكتريا التي أصابت توم.

ومع وجود تريليونات الفيروسات على الكوكب لم تكن هذه مهمة سهلة، وعبر الإنترنت تواصلت ستيفاني مع باحثين ومؤسسات بحثية في مختلف أنحاء العالم، للوصول إلى الفيروس المطلوب.

وفي غضون ثلاثة أسابيع، وبفضل طالب دكتوراه كان يعمل في المختبر على مدار 24 ساعة، تم تجهيز مجموعة من 4 أنواع من الفيروسات.

وفي تلك اللحظة كان توم على مسافة ساعات من الموت، حيث فشلت رئتاه وكليتاه وزود بجهاز تنفس صناعي، وكان يعطى 3 أدوية للحفاظ على استمرار نبضات القلب.

وتم حقن النوع الأول من الفيروسات في بطن توم عبر أنابيب، في المكان الأقرب للعدوى. وعندما أصبح أكثر استقرارا، تم حقن مجموعة ثانية أكثر فعالية، تم تطويرها في مركز طبي تابع للبحرية الأمريكية، في مجرى الدم.

وبعد ثلاثة أيام، استيقظ توم من غيبوبته، ومع استمرار علاجه، جرى استخدام عدد من الفيروسات، وطورت البكتيريا مقاومة لبعضها. وليس من الواضح تماما أي نوع نجح وأيها فشل.

والآن قطع توم ثلاثة أرباع الطريق نحو الشفاء، الذي توقع الأطباء أن يمتد لأربع سنوات.

وكان على توم إعادة تعلم الابتلاع، والتحدث والوقوف والمشي. وغادر المستشفى على كرسي متحرك لأن عضلاته قد ضمرت، لكن لا يزال هناك العديد من العقبات التي يجب عبورها، قبل أن يدخل هذا النوع من العلاجات إلى التيار السائد في مجال الطب.

وهذه الانواع من الفيروسات ليست مثل الأدوية التي تعمل بكفاءة ضد مجموعة متنوعة من البكتيريا، لكنها تعمل بشكل أفضل حين يتم تطويرها خصيصا، لمهاجمة الجرثومة التي أصيب بها مريض بعينه، ما يجعل إجراء التجارب السريرية أكثر تعقيدا. وحتى الآن لم يحدث هذا سوى في حالات قليلة.

لكن ستيفاني وتوم أصبحا من دعاة العلاج بالفيروسات البكتيرية فقد كتبا قصتهما في كتاب بعنوان "المفترس القوي"، ويجري تحويله حاليا إلى فيلم وثائقي وآخر سينمائي في هوليوود.

قد يهمك ايضاً :

الكشف عن سبب نمو "اللحية" عند الرجال دون النساء

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالمة تكتشف أسلوب لقهر بكتريا مقاومة للمضادات الحيوية عالمة تكتشف أسلوب لقهر بكتريا مقاومة للمضادات الحيوية



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon