النَّاقدة نبوغ أسعد:
شددت الكاتبة والناقدة نبوغ أسعد على ضرورة وجود عدة أسس يجب مراعاتها في أثناء كتابة أي نص يخص الطفل، للابتعاد عن التعقيدات والتشعبات، كون أدب الأطفال، ليس كما يتصوره البعض سهل، بل هو في غاية التعقيد لأنه مباشر يكتبه الكبار لهم كي يلبي رغباتهم كافة من الجوانب المختلفة النفسية والاجتماعية والثقافية والبيئية، حتى يستطيع الطفل من خلاله إكتساب القيم الأخلاقية والتربوية إضافة إلى تنمية لغتهم وثقافتهم بشكل سليم في العلوم والمعارف المتمثلة بالتفكر والتخيل.
وتؤكد ضرورة أن يكون النص المكتوب للطفل مبني على أسس عقلانية حتى يتم إقناعه بالرؤى المستقبلية والآمال الجديدة مع احترام كل انفعاﻻته الداخلية ومشاعره وأحاسيسه، كونه شديد الحساسية ينجذب بسرعة إلى العوامل المحيطة به ويحب المواقف التي تجلب له الفرح والمتعة لذلك يحب أن يبتعد عن الفردية والانطوائية وحتى الأنانية وخلق نماذج من الشخصيات التي تتسم بروح التعاون والانضباط وانخراطه في البيئات الأخرى مما يقوي شخصيته ويجعله قادرًا على فهم ما يدور حوله وما يحاك له من مؤامرات.
وتعتبر أن دخول وسائل الإعلام الحديثة والتقنيات إلى حياتنا استطاعت أن تغير من شخصية الطفل نحو الأسوأ فاخذته إلى عالم آخر غير عالمنا وواقعنا وجعلته ينقاد إلى عالم مشوه وملغوم غايته تحطيم كل ما بني في عقود سابقة.
كما ترى أن وسائل الاتصال الحديثة جعلت الطفل يبتعد عن الكتاب إﻻ فيما يخص المنهج التعليمي الملتزم به.
وأشارت إلى وجود معاناة لدى الأهل والمدرسة، ودور النشر بسبب هذا الموضوع فلم يعد هناك إقبال على شراء الكتب والقصص التي تخص الطفل فأصبح يأخذ حاجته من الحاسوب و يحصل على ما يريده من معارف بكبسة زر دون أن يتكبد عناء التفكير والبحث والقراءة.
وفي تقييمها للمحتوى الأدبي المقدم للأطفال لفتت إلى أن ما يقدم للأطفال في عصرنا الراهن بعيد كل البعد عن الآداء التربوي الذي يمكن أن يضع منظومة ثفافية للأطفال تؤثر في حياتهم وسلوكهم وتدفع بهم إلى الرقي والتطلع إلى المستقبل بشكل ﻻئق يعود بالنفع بنيويًا على مستقبل الوطن فالكاتب في مكان والطفل في مكان آخر.
وتؤكد أنه ﻻ يمكن في هذا الوقت أن تؤثر الحكاية الشعبية في إقناع الطفل كما كان يحدث سابقًا خاصة مع عصر المعلوماتية فأصبح ما يقدم من نصوص يغرد بعيدًا وﻻ يسمع به أحد.
ونوهت إلى أهمية التنسيق بين المتخصصين في مجال المعلوماتية وأدباء الأطفال للوصول إلى حالة تشاركية تدمج بين المعلوماتية والأدب للوصول إلى محتوى مقبول وملائم للعصر.
واعترفت بعدم وجود نقد حقيقي لأدب الأطفال، كون الناقد حسب رأيها يجب أن يمتلك أدوات معتبرة أنه ﻻ يمكن له أن يؤدي مادة أدبية إﻻ إذا كان قادرًا على كتابة نص إبداعي.
وترى أن الناقد الحقيقي شريك في تصحيح مسار الأدب وهو يساهم في تصحيح الأخطاء التي تعتري البنية الفنية للنص، وتعتبر أهم وظيفة من وظائف النقد وهذا الدور ليس قليلًا فهو يساهم في التكوين الإيجابي للنصوص الادبية بما تتضمنه من ثفافات متجددة ولتطوير الأدب على ما تمتلكه من مكونات.
وتشير أسعد إلى أن إعادة الطفل إلى الكتاب ليس بالأمر السهل وخاصة في ظل الحرب التي تعيشها سوريا، فالحرب جعلته أكثر إنتباهًا لما يدور حوله، منوهة إلى أنها ﻻحظت أن الأطفال باتو يبحثون عن القصص التاريخية لتفسير ما يجري حولهم.
وشددت على ضرورة توجيههم للابتعاد عن ثقافة العنف وتعليمهم التحليل والتركيب والنقد، علاوة على دور المدرسة والمكتبة المدرسية في جعل الأطفال يتعلقون بالكتاب وإجراء نقاشات وحوارات حوله لدعم شخصيتهم وتوسيع مداركهم وخيالهم.
يذكر أن نبوغ أسعد، ناقدة سورية اشتغلت على النقد والقراءات الادبية ونشرت لها مقاﻻت في العديد من الصحف والمجلات، والدوريات، ولها تحت الطبع مجموعة قصصية جديدة للأطفال تحت إسم حسون والحاسوب إضافة إلى أنها كاتبة زاوية في مجلة الأزمنة تتناول فيها تاريخ الشخصيات الأدبية.
أرسل تعليقك