توقيت القاهرة المحلي 06:30:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أشار أن العراق كان مسرحًا للشعراء المبدعين في التأسيس

الباحث عصام شرتح يري أن للشعر مكانته الخاصة وقيمته العليا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الباحث عصام شرتح يري أن للشعر مكانته الخاصة وقيمته العليا

الشعر العربي
القاهرة ـ مصر اليوم

يؤكد الباحث د. عصام عبدالسلام شرتح أن القصيدة الحداثية في بلاد الشام والعراق أفادت – بانفتاحها على مختلف الفنون – تقنيات جديدة ما كانت تعرفها من قبل كفن المونتاج،والأدلجة التصويرية، وتقنية (الفلاش باك)، وتقنية الدراما التصويرية، والدراما المشهدية التي تشتغل على تفاعل الأحداث واحتدامها.

ويرى - في بحثه المنشور في تقرير حالة الشعر العربي الذي أصدرته أكاديمية الشعر العربي بجامعة الطائف السعودية 2019 – أن للشعر مكانته الخاصة وقيمته العليا، ليس على
سبيل التلقي الجمالي لفن الشعر الحداثي فحسب، ومدارسه السيريالية والتجريدية التي سار عليها كل من أدونيس، وعلي جعفر العلاق، وحميد سعيد، وغيرهم من شعراء الحداثة المعاصرين، وإنما أيضا على مستوى الإفرازات الشعرية المتألقة، في بناء قصيدة اللوحة، وقصيدة القناع، والقصيدة
الشبكية، والملحمية، والدرامية أيضا.

ويشير إلى أن العراق كان مسرحا للشعراء المبدعين في التأسيس لتجارب فذة، موضحا أن مصطلح جيل الستينيات كان مصطلحا عراقيا خالصا. وأن القصيدة الحداثية أفادت من المونتاج
والكولاج والإثارة والظل والسيناريو وغير ذلك.

أما تقنية المونتاج الشعري، فيوضح الباحث أنها تعد من التقنيات البارزة المهمة التي دخلت محراب القصيدة في إقليم الشام والعراق في الآونة الأخيرة، وهي تقنية مؤثرة
في حداثة النص الشعري المعاصر، ومغامرته النصية الفاعلة في خلق الاستثارة والتأثير واللذة في التأمل والإدراك البصري. وتتوقف شعرية المونتاج الشعري على بلاغة اللقطات وفاعلية تقطيعها البانورامي التصويري المكثف، لالتقاط المشهد الشعري بتفاصيله الجزئية، وفواعله الرؤيوية
النشطة المبنية على دهشة اللقطات.

ومن الشعراء الذين وجد عندهم الباحث تلك التقنية بكثافة: علي جمعة الكعود، وحسين عبدالكريم، ومحمد سعيد العتيق. ويشير شرتح إلى أن تقنية المونتاج التي تقوم على اللقطات
المضادة، تجعل المشهد الشعري ينحو منحىً دراميا أو يغدو ذا نزعة درامية باجتماع الضدين أو النقيضين.

وعن القصيدة القصصية أو قصيدة السرد يوضح د. عصام شرتح أن قصيدة السرد تتميز بوحدتها العضوية التي تجعلها متماسكة، لأنها تصدر عن نفس شعري واحد يلف أجزاء النص بأكمله،
وبذلك يسهم السرد إسهاما فعالا في إضفاء وحدة فكرية وبنائية تنعكس مباشرة على البنية الإيقاعية التي تتحرك وفقا لتشكيلات السرد الزمكانية. ويرى أن شعراء الحداثة المعاصرين في إقليم الشام والعراق 2018 أفادوا من تقنيات السرد القصصي، ويدلل على ذلك بنصوص من غادة يوسف،
وعلي جمعة الكعود.


ويتوقف شرتح عند القصيدة الومضة التي تعد نمطا جديدا من أنماط القصيدة العربية، فهي قصيدة النضج والاكتمال، لأنها تستفز عقل المتلقي وفكره، وهي تبنى على عدد محدود
جدا من الكلمات، وسطور بسيطة مختزلة ومختصرة، لكنها مفتوحة على عالم مترام من التأويل والتحليل والشرح، ويؤكد أن الشاعر جوزف حرب يعد المؤسس الجمالي لقصيدة الومضة في لبنان. ويرى الباحث أن من مصادر جمالية القصيدة الومضية اعتمادها على التناسب اللفظي والحراك الجمالي
في الأنساق الشعرية؛ لخلق بلاغتها في الدلالة، ومرجعيتها الفنية، ومن ذلك قول حرب:


«كلما/ من تعبِ الشعرِ أنام/ دامعَ/ العينِ» يغطيني الكلام».

ويرى الباحث أن قصائد الومضة عند شعراء الشام والعراق تميل إلى إثارة العواطف بالصورة الموجزة المعبرة التي تحمل الكثير من الدلالات والمعاني الاغترابية المأزومة،
ويدلل بأمثلة أخرى من علي جعفر العلاق ونجاح إبراهيم.

اقرأ أيضًا:

باسم فرات ضيف ديوانية الشعر العربي بمكتبة الأسكندرية الاثنين المقبل

ثم ينتقل الباحث إلى الحديث عن الخاصية الدرامية في الشعر التي تعد خاصية جديدة انتقلت من إطار المسرح والدراما المشهدية إلى فضاء الدراما الشعرية التي ترصد دراما
الحياة واحتدامها، بمشاهدها وصورها ولقطاتها المصطرعة على اختلاف مؤثراتها الوجودية، ويستشهد بنماذج شعرية من أنس بديوي وأمير السماوي، مؤكدا أن بنية القصيدة الدرامية المعاصرة في إقليم الشام والعراق بنية تراكمية في المخيلة الشعرية من شدة الصور والمشاهد الكثيفة التي
يصادفها الشاعر نفسه في واقعه المؤلم الذي يفرز الكثير من المشاهد الدموية الدرامية.

أما في حديثه عن القصيدة اللوحة، فيبدؤه الباحث بقوله: إن دخول الفن التشكيلي إلى محراب القصيدة الحداثية قد أغنى مؤثراتها البصرية، ليكون التعبير بالظلال والألوان
والأحجام والأطياف اللونية أسلوبا فنيا في تكثيف الدلالات وإنتاج المعاني والإيحاءات الجديدة. وهو يرى أن استعمال اللون في الشعر لا يقل أهمية عن استعماله في اللوحة، فالشعر يسعى جاهدا لرسم المشاهد التي تمتلك الأثر، وتصل في مستواها إلى أثر اللون، وعلى ذلك يمكن أن
نعد قصيدة اللوحة شكلا متطورا لغنى المخيلة الشعرية بالمشاهد والرؤى البصرية، ويدلل على ذلك بنماذج من حسن عبدالكريم، ومحمد فهد.

ويختم د. عصام شرتح بحثه الذي جاء في خمس وخمسين صفحة من صفحات التقرير التسعمائة بقوله: إن تأثير الأجناس الأدبية في بنية القصيدة في إقليم الشام والعراق لم يكن
على وتيرة جمالية واحدة؛ فالكثير من الشعراء جاء توظيفهم للتقنيات الأخرى نتيجة خبرة معرفية في تطوير أسلوبهم الشعري، وكسر نمط لغتهم الشعرية المألوفة المقيدة بشكل معين ونزوع إبداعي يكاد يكون متواترا في مختلف نصوصهم الشعرية.

قد يهمك أيضًا:

اختتام مهرجان الشعر العربي بطور سيناء بتأبين الراحل محمود الأسواني

معرض الشارقة الدولي للكتاب يناقش ظاهرة المغايرة في الشعر العربي المعاصر

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الباحث عصام شرتح يري أن للشعر مكانته الخاصة وقيمته العليا الباحث عصام شرتح يري أن للشعر مكانته الخاصة وقيمته العليا



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon