c محمود خيرالله يكشف عن قصته مع بائعة الكتب ذات الضفائر - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 12:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اشترى منها ديوان "هي أغنية" للفلسطيني محمود درويش

محمود خيرالله يكشف عن قصته مع بائعة الكتب ذات الضفائر الذهبية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - محمود خيرالله يكشف عن قصته مع بائعة الكتب ذات الضفائر الذهبية

محمود خيرالله
القاهرة - مصر اليوم

شارك الشاعر محمود خيرالله، في هاشتاغ "حكايتي مع بائع الكتب" الذي دشنه الكاتب الصحافي إسلام وهبان عبر المجموعة "نادي القراء المحترفين" عبر "فيسبوك".
وكتب خيرالله قائلا: "بائعة الكتب ذات الضفيرة الصفراء لا أعرف مَن مِن الأصدقاء القدامى، يتذكر تلك الفتاة البيضاء النحيلة، التي كانت في مثل سني تقريبًا، وكانت ضفيرتها الذهبية تتحرك فوق كتفيها البيضاوين، تلك الفتاة الصغيرة التي كانت تبيع الكتب في "مكتبة الأهرام"، القريبة جدًا من محطة القطار في شبين القناطر، في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، لا أعرف من يتذكر تلك العذوبة التي كانت تطل في ابتسامتها، لكنني على الأقل أتذكرها معكم في هاشتاج بائع الكتب".
وقال خيرالله: "لقد كنت ذلك الرجل المحظوظ الذي أحب عالم القراءة ودخل فيه بكل قوته، لأن أجمل ضفيرة ذهبية رآها في حياته، كانت تتراقص على ظهر فتاة تبيع له الكتب وهو لايزال في الخامسة عشر من عمره، كل ما أعرفه، أنه من كثرة حبي لتلك الضفيرة، صرتُ أبذل جهدًا خرافيًا لأحصل على الجنيهات القليلة التي أشتري بها كل الكتب المتاحة في فاترينة المكتبة، ولأشتري "أشرطة الكاسيت" التي تبيع ألبومات محمد منير وعلي الحجار، وحميد الشاعري، من تلك الفتاة اشتريت ديوان "هي أغنية" للشاعر الفلسطيني محمود درويش، وكنتُ أردد كالمجنون أجزاء من قصيدة "أنا العاشق السيء الحظ"، ثم صرتُ أخطف ما تطوله يدي من نقود لأشتري ساعات لن أحسب الوقت بها، ونظارات لن تحجب الشمس عن عيني، وأقلامًا لن أكتب بها، لقد كانت تلك المكتبة المتواضعة تبيعُ ثقافة هذا الزمان البعيد.
كل ما أعرفه عن تلك الفتاة ـ التي لا أذكر حتى اسمها ـ أنها تركت أثرًا عظيمًا في حياتي، يكفي أنني في هذه السن الصغيرة، وبسبب هذه الضفيرة الذهبية البراقة، تمنيتُ أن أكبر فورًا لكي أتزوج فتاتي، وأن أكتب شعرًا جميلًا يضيء جبين فتاتي، وأن أكون صحفيًا لكي أكتب عن شقاء فتاتي، التي سرعان ما باتت تمثل شريحة من بائعات الكتب اللائي صادفتهن في حياتي، وبعد خمسة وثلاثين عامًا، أستطيع أن أقول الآن، بمنتهى الشجاعة، أنني مدين بكل شيء تقريبًا لبائعة الكتب الصغيرة تلك، ذات الضفيرة الذهبية، التي تتحرك فوق كتفين صغيرين كسفينة تلوّح للعابرين.
لو كنتُ مسؤولًا عن إضاءة الأنوار الثقافية في هذه البلاد التي يجهض الجهل ثوراتها على مر العصور، كنتُ سأنتقي البنات الجميلات والشباب اليافعين، لكي يبيعوا الكتب للجمهور، ولكي تنعقدَ الصلة أخيرًا بين الجمال والوعي، بين المتعة والإدراك، بين الثقافة والجنس، وهو ما يحدث بالضبط في كل بلاد العالم المتحضِّر، لكنه لا يحصل إلا نادرًا في بلاد تبعثر الصحراء حضارتها، وترمي بأجمل شبابها إلى الجحيم.. أقصد الجهل.

اقرأ أيضًا:

قصر ثقافة الطفل في الأقصر يطلق حملة بعنوان "تحري الصدق"

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمود خيرالله يكشف عن قصته مع بائعة الكتب ذات الضفائر الذهبية محمود خيرالله يكشف عن قصته مع بائعة الكتب ذات الضفائر الذهبية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon