القاهرة ـ علي رجب
ترجم كاتب أدب الأطفال عبد التواب يوسف، قصة "مولد النبي محمد في عيون اندرسن .. مشهد من القسطنطينية" من الإنكليزية إلى العربية. وفي تصريح لـ"مصر اليوم"، رأى أن "الكاتب المسيحي
الدنمركي هانز كريستيان، يعتبر أكبر رد على ذلك الرسام المتطرف الذي دائمًا ما يهاجم الإسلام والرسول".
وقال يوسف:" رسم أندرسن بطريقته المعهودة صورة جمالية عن احتفال المسلمين الأتراك في القسطنطينية بالمولد النبوي الشريف أيام حكم العثمانيين، وأمام هذه اللوحة المعبرة تتملى عيوننا مستعينة بخيال واسع رحب، حتى لنكاد لا نصدق ما نقرأ من كلمات، كتبها هانز كريستيان اندرسن المسيحي الدنماركي، الذي يعتبر في حد ذاته أكبر رد على ذلك الرسام المتطرف الذي يهاجم الإسلام والرسول(صلي الله عليه وسلم)، وكأنها رسالة مدفونة منذ القدم لتظهر في هذا الزمن، ترد على أمثال هؤلاء المتطرفون ، فاندرسن كان رده بليغًا وعجيبًا بتلك الروح الحلوة والسجية التي تحلي بها".
وأضاف يوسف:" هذا العمل الجميل الذي كتبه هانز كريستيان اندرسن(أشهر كاتب أدب أطفال في العام) يؤكد أن الإنسان يجب أن يحترم أصحاب الديانات الأخرى ويقدرها، ويفسح لها صدره، فالمؤلف ذي الديانة المسيحية، بل واسمه سوف يعلن ذلك بوضوح، إلا أنه عرف أن الأديان السماوية، تطالب المؤمنين بها ألا يتعصبوا وألا يتطرقوا، وألا يناصبوا الآخرين العداء لمجرد أنهم يختلفون عنهم في معتقداتهم"، مشيرًا إلى أن "كتاب أندرسن يدلل على سعة أفقه، وطيب نفسه، وكشف عن معدن أصيل ونبيل".
وتابع يوسف:" عندما حل اندرسن ضيفًا على القسطنطينية (اسطنبول حاليًا) كانت المدينة تحتفل بالمولد النبوي الشريف، وإذ به ينبهر بهذه الاحتفالات بل ويخرج للمشاركة فيها، حاملا مصباحًا أو فانوسًا، كما كانت تقضي العادات والتقاليد في هذه البقعة من العالم، ولم يكتف بالمشاركة فقط، بل أمسك ريشته وقلمه لكي يرسم لنا بالكلمات ذلك المشهد البديع ويجعلنا نعايشه، كأننا حضور فيه، ومتابعين له في شغف واستمتاع دون أن يعترض على شيء، ومن غير أن يمس الآخرين بحرف واحد يسئ لهم".
عن ترجمته لكتاب مولد الرسول في عيون أندرسن، قال يوسف:" أنا متابع جيد لكل ما كتبه أندرسن، وترجمت العديد من أعماله في أدب الأطفال من الإنكليزية إلى العربية، وكان عثوري على هذا العمل مفاجأة سارة بالنسبة لي، وأدهشني أن الذين ترجموا كتاباته إلي العربية اغفلوا أو تغافلوا، ذكر ذلك العمل الفذ، الذي جاء ضمن مجلد أعماله الكاملة، وقصصه المرسومة"، لافتًا إلى أنه لا يظن أن "هذه الطبعة للأطفال فقط، بل أيضًا للراغبين في قراءة اندرسن من الكبار والشباب، والراغبين في اقتناء كل أعماله او يحاولن كتابة دراسات عنها".
وأضاف يوسف:"التزمت في ترجمتي روح النص، وحاولت بقدر المستطاع أن أكون حرفيًا، وألا أتجاوز عبارة واحدة، لكي أكون أمينا في النقل، وراجعت المعجم خلال ذلك مئات المرات إيمانًا بأني أحق الناس بهذه المهمة الصعبة، التي آثرت أن ألقيها عن عاتقي، وربما مكافأة لي على عثوري على هذا النص المهم".
وكشف يوسف، أن "السفارة الدنمركية في مصر قررت شراء 200 نسخة من الكتاب، إهداء لأطفال مصر"، معتبرين أن "ذلك أقل رد على إساءات الرسام المتطرف"، لافتًا إلى أن "الكتاب لاقي رواجًا كبيرًا في اليوم الأول لمعرض القاهرة للكتاب، وهو ما يعتبر نجاحًا لأندرسن في الرد على المتطرفين من أبناء بلده، ويعطي انطباعًا طيبًا لدي أطفال مصر بأن هناك من احترم رسولهم الكريم".
وهانز كريستيان أندريسن (1805ـ 1875) يعتبر أشهر كاتب في أدب قصص الأطفال، كما أنه "يجسد معاني الأخوة البشرية عبر أدب الطفل، ذلك الكائن الصغير الذي لا يعرف ما صنع الإنسان بالإنسان، وما أحدثه عالم الكبار من حروب، وما ينطوي عليه من أطماع واستغلال".
أرسل تعليقك