توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النَّاقدة نبوغ أسعد لـ"مصر اليوم":

التقنيات الحديثة ظلمت الطفل وأبعدته عن الكتاب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - التقنيات الحديثة ظلمت الطفل وأبعدته عن الكتاب

الكاتبة والناقدة نبوغ أسعد
النَّاقدة نبوغ أسعد:

شددت الكاتبة والناقدة نبوغ أسعد على ضرورة وجود عدة أسس يجب مراعاتها في أثناء كتابة أي نص يخص الطفل، للابتعاد عن التعقيدات والتشعبات، كون أدب الأطفال، ليس كما يتصوره البعض سهل، بل هو في غاية التعقيد لأنه مباشر يكتبه الكبار لهم كي يلبي رغباتهم كافة من الجوانب المختلفة النفسية والاجتماعية والثقافية والبيئية، حتى يستطيع الطفل من خلاله إكتساب القيم الأخلاقية والتربوية إضافة إلى تنمية لغتهم وثقافتهم بشكل سليم في العلوم والمعارف المتمثلة بالتفكر والتخيل.

وتؤكد ضرورة أن يكون النص المكتوب للطفل مبني على أسس عقلانية حتى يتم إقناعه بالرؤى المستقبلية والآمال الجديدة مع احترام كل انفعاﻻته الداخلية ومشاعره وأحاسيسه، كونه شديد الحساسية ينجذب بسرعة إلى العوامل المحيطة به ويحب المواقف التي تجلب له الفرح والمتعة لذلك يحب أن يبتعد عن الفردية والانطوائية وحتى الأنانية وخلق نماذج من الشخصيات التي تتسم بروح التعاون والانضباط وانخراطه في البيئات الأخرى مما يقوي شخصيته ويجعله قادرًا على فهم ما يدور حوله وما يحاك له من مؤامرات.

وتعتبر أن دخول وسائل الإعلام الحديثة والتقنيات إلى حياتنا استطاعت أن تغير من شخصية الطفل نحو الأسوأ فاخذته إلى عالم آخر غير عالمنا وواقعنا وجعلته ينقاد إلى عالم مشوه وملغوم غايته تحطيم كل ما بني في عقود سابقة.

كما ترى أن وسائل الاتصال الحديثة جعلت الطفل يبتعد عن الكتاب إﻻ فيما يخص المنهج التعليمي الملتزم به.

وأشارت إلى وجود معاناة لدى الأهل والمدرسة، ودور النشر بسبب هذا الموضوع فلم يعد هناك إقبال على شراء الكتب والقصص التي تخص الطفل فأصبح يأخذ حاجته من الحاسوب و يحصل على ما يريده من معارف بكبسة زر دون أن يتكبد عناء التفكير والبحث والقراءة.

وفي تقييمها للمحتوى الأدبي المقدم للأطفال لفتت إلى أن ما يقدم للأطفال في عصرنا الراهن  بعيد كل البعد عن الآداء التربوي الذي يمكن أن يضع منظومة ثفافية للأطفال تؤثر في حياتهم وسلوكهم وتدفع بهم إلى الرقي والتطلع إلى المستقبل بشكل ﻻئق يعود بالنفع بنيويًا على مستقبل الوطن فالكاتب في مكان والطفل في مكان آخر.
وتؤكد أنه ﻻ يمكن في هذا الوقت أن تؤثر الحكاية الشعبية في إقناع الطفل كما كان يحدث سابقًا خاصة مع عصر المعلوماتية فأصبح ما يقدم من نصوص يغرد بعيدًا وﻻ يسمع به أحد.

ونوهت إلى أهمية التنسيق بين المتخصصين في مجال المعلوماتية وأدباء الأطفال للوصول إلى حالة تشاركية تدمج بين المعلوماتية والأدب للوصول إلى محتوى مقبول وملائم للعصر.

واعترفت بعدم وجود نقد حقيقي لأدب الأطفال، كون الناقد حسب رأيها يجب أن يمتلك أدوات معتبرة أنه ﻻ يمكن له أن يؤدي مادة أدبية إﻻ إذا كان قادرًا على كتابة نص إبداعي.
وترى أن الناقد الحقيقي شريك في تصحيح مسار الأدب وهو يساهم في تصحيح الأخطاء التي تعتري البنية الفنية للنص، وتعتبر أهم وظيفة من وظائف النقد وهذا الدور ليس قليلًا فهو يساهم في التكوين الإيجابي للنصوص الادبية بما تتضمنه من ثفافات متجددة ولتطوير الأدب على ما تمتلكه من مكونات.

وتشير أسعد إلى أن إعادة الطفل إلى الكتاب ليس بالأمر السهل وخاصة في ظل الحرب التي تعيشها سوريا، فالحرب جعلته أكثر إنتباهًا لما يدور حوله، منوهة إلى أنها ﻻحظت أن الأطفال باتو يبحثون عن القصص التاريخية لتفسير ما يجري حولهم.

وشددت على ضرورة توجيههم للابتعاد عن ثقافة العنف وتعليمهم التحليل والتركيب والنقد، علاوة على دور المدرسة والمكتبة المدرسية في جعل الأطفال يتعلقون بالكتاب وإجراء نقاشات وحوارات حوله لدعم شخصيتهم وتوسيع مداركهم وخيالهم.
 
يذكر أن نبوغ أسعد، ناقدة سورية اشتغلت على النقد والقراءات الادبية ونشرت لها مقاﻻت في العديد من الصحف والمجلات، والدوريات، ولها تحت الطبع مجموعة قصصية جديدة للأطفال تحت إسم حسون والحاسوب إضافة إلى أنها كاتبة زاوية في مجلة الأزمنة تتناول فيها تاريخ الشخصيات الأدبية.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التقنيات الحديثة ظلمت الطفل وأبعدته عن الكتاب التقنيات الحديثة ظلمت الطفل وأبعدته عن الكتاب



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon