توقيت القاهرة المحلي 05:48:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مدرسة ثانوية جديدة تعمل على غرس صفة "احترام الذات" لدى الفتيات

​فتيات يتحدون تعدد الزوجات والتمييز بين الجنسين في أرياف الباراغواي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ​فتيات يتحدون تعدد الزوجات والتمييز بين الجنسين في أرياف الباراغواي

​فتيات يتحدون تعدد الزوجات والتمييز بين الجنسين في أرياف الباراغواي
لندن كاتيا حداد

توفّر احدى مدارس الباراغواي الثانوية للفتيات مصدرًا للأمل في جانب حقوق المرأة، الجانب سيء السمعة في البلاد، حيث أكدت الطالبة بالميرا ميرليس "21 عاما" والتي درست في مركز Mbaracayú التعليمي عند افتتاحه في 2009، والذي بنته منظمة NGO 

Fundación Paraguaya بهدف معالجة قضايا المساواة بين الجنسين في هذا البلد الصغير، ومضى عام واحد منذ أن جلبت قوانين الإجهاض الصارمة في باراغواي الإهتمام الدولي عندما أجرت فتاة عمرها 10 سنوات عملية إجهاض، بعد اغتصابها بواسطة زوج والدتها، إلا أن الإجهاض في بلد كاثوليكي يعد قانوني فقط إذا ما كانت حياة الأم في خطر،أن "الاعتداد بالرجولة أمر قوي هنا، فقط الرجال لديهم صوت بينما لا يتم تشجيع النساء على الحلم أو على أن يكون لهم رأي" 

ووصفت منظمة العفو الدولية هذه القوانين بأنها شديدة القسوة، وعلى الرغم من المطالبات المتكررة من والدة الفتاة والاحتجاجات داخل البلاد وفي جميع أنحاء العالم إلا أن السلطات رفضت السماح بذلك، ولم يكن ذلك مجرد حادث معزول، حيث تعد معدلات الحمل في سن المراهقة هي الأعلى في هذه المنطقة، فأكثر من فتاة واحدة من كل 20 فتاة تحت 20 عاما قد وضعت حملها، وفي المناطق الريفية كان عمر ربع هؤلاء الفتيات أقل من 14 عامًا، ما منع الكثير منهن من إنهاء تعليمهن

وكشفت المدير المؤسس للمدرسة سلسا أكوستا أن "التمييز بين الجنسين شائع جدا في جميع أنحاء باراغواي، والفقر منتشر لاسيما في المناطق الريفية والفتيات تعاني من أسوأ العواقب، أردنا مساعدتهم للسيطرة على حياتهم"، وغالبا ما يكون الناشطون ضد الخلفية الكاثوليكية التقليدية في البلاد، حيث أصدرت غلوريا روبن التي كانت وزيرة باراغواي للنساء عندما تم بناء المدرسة كتيب التربية الجنسية ليتم توزيعه على المدارس الثانوية في باراغواي إلا أن الكنيسة نظمت إحتجاجا ضدها وتم سحب الكتاب، وعندما سافرت روبن في أنحاء بارغواي لتدريس الكتيب مباشرة للمعلمين أثارت الكنيسة مظاهرات ضدها، وتقول روبين "تمت معاملتنا كما لو كنا بيت من الفتنة".

وتقع المدرسة في منطقة معزولة محاطة بمحمية Mbaracayú والتي تحمي الجزء الباقي على قيد الحياة من الغابات الأطلسية في باراغواي، ويتضمن الحرم الصغير فصولًا دراسية وغابة من النخيل بجانب حديقة نباتية حيث تنمو البطاطا والذرة والكوسة والفول السوداني وهناك أيضا مزرعة ماشية وغرف فندقية وممر للسياح أسفل الأشجار المتشابكة، وتهدف المدرسة إلى تنشئة الفتيات ليكونوا قادة التنمية المستدامة في مجتمعاتهم حيث يتم تعليمهم تقنيات الأعمال الزراعية ومهارات تكنولوجيا المعلومات وهو شئ فريد لهذه المجتمعات ، وبجانب المناهج الوطنية الدراسية يمكن لهم دراسة مجموعة من المهن بما في ذلك المنسوجات والسياحة والإدارة البيئية، فضلا عن برامج حول النوع الاجتماعي واحترام الذات والتربية الجنسية.
وتعتقد روبين أن التربية الجنسية في جميع أنحاء البلاد غير كافية، مشيرة إلى أنه "يتم تدريسها من وجهة نظر الكنيسة الكاثوليكية ما يعني أنها عالقة في القرن 19"، إلا أن هناك دورا مركزيا لمدرسة Mbaracayú حيث تتعلم الفتيات حقوقهم الجنسية والإنجابية أسبوعيا فيما تصفه المدرسة كفصول دراسية توجيهية للتركيز على الصحة البدنية والنفسية، وأوضحت أكوستا : "أصبحت حامل في سن مبكر جدا لأنني أفتقر إلى المعلومات لمعرفة الأفضل، وأثر ذلك في كشخص، وحرصت بعدها أن أتأكد من أن الجيل المقبل يحصل على المعلومات التي لم أحصل عليها، نحن نعلمهم بشأن وسائل منع الحمل ونتأكد من أن الفتاة تفهم معنى خصوبتها فضلا عن غرس احترام الذات لديهم في ظل ثقافة ذكورية، إنهم يحتاجون إلى معرفة ما يريدون وأن يكونوا قادرين على تأكيد ذلك في علاقاتهم".

وتتيح المدرسة فرصة ثانية للفتيات اللاتي تسربن في وقت سابق من التعليم مثل إيلفا غوميز "19 عامُا" والتي تأتي لتدرس مع ابنتها البالغة من العمر 4 سنوات، وأفادت غوميز: "قبل المجئ إلى هنا كنت أعتقد أنني سأمكث في البيت فقط وأعتني برومينا، ولكن الأن أريد أن أنهي دراستي وأتدرب لأكون ممرضة"، وتأمل مدرسة Mbaracayú أن تستطيع الفتيات دعم أنفسهم وعائلاتهم بشكل أفضل من خلال المؤهلات والمهارات التي حصلوا عليها،ويدرس الطلاب من المجتمعات الأصلية مجانا في حين تدفع معظم عائلات باراغواي 100 ألف غواراني شهريا (12 أسترليني)، وعلى الرغم من تشكيك معظم السكان الأصليين في البداية بشأن المدرسة إلا أنهم يحرصون حاليا على إرسال فتياتهم هناك بعد أن أدركوا فوائدها، كما أن اثنين من خريجي عام 2011 الأن يعملون معلمين في المدارس الابتدائية في مجتمعاتهم، ويتم تشجيع الطلبة للتقديم في المنح الدراسية الجامعية سواء داخل البلاد أو خارجها

ودرست ميرليس العلوم الزراعية في كوستاريكا قبل أن تعود لتدريس وتشغيل الحديقة النباتية، مشيرة إلى أنها "عرفت العديد من الفتيات اللاتي لا يردن مواصلة الدراسة، حيث لا يعتقدون أنهم سيحققون أي شئ ولكن مع مرور الوقت مواقفهم تغيرت وأصبحوا أكثر ثقة"، ومع انخفاض معدل التسرب من المدرسة إلى 9% بعد أن كان 17% في جميع أنحاء المنطقة ، فإن هناك جيل جديد من الفتيات من قلب غابة Mbaracayú يكتسبون الثقة للقتال من أجل حقوقهم وليتمكنوا من التغيير في بلادهم.
 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

​فتيات يتحدون تعدد الزوجات والتمييز بين الجنسين في أرياف الباراغواي ​فتيات يتحدون تعدد الزوجات والتمييز بين الجنسين في أرياف الباراغواي



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon