لندن ـ ماريا طبراني
يستهين طلاب الجامعات، كثيرًا، بشعور أقرانهم بالضيق، وارتفعت تقارير مشكلات الصحة العقلية بين المراهقين والشباب، إلا أن الأبحاث الجديدة تشير إلى أنها غير واضحة نسبيًا للصعوبات التي يواجهها أقرانهم، ووجد الباحثون في جامعة نيويورك أنّه في حين أنّ الطلاب يلتقطون التلميحات والتغيرات في سلوكيات الآخرين والحالة المزاجية عندما يعيشون في أماكن قريبة، فإنهم قد يفشلون في إدراك كم يعاني ويقاسي رفاقهم، ويحثّ مؤلفو الدراسة على أنّ تدريب الطلاب على التعرّف على علامات مشاكل الصحة النفسية والانتباه إليها يمكن أن يؤدي إلى تشخيص مبكر قبل وصول الشباب إلى مستويات الانهيار، وبالفعل في عام 2018، كان هناك 8 حالات إطلاق نار في المدارس في الولايات المتحدة، مما يزيد من المخاوف من أن مشكلات الصحية العقلية للشباب لا يلاحظها أحد لفترة طويلة جدا، فبعد أن قتل نيكولاس كروز البالغ من العمر 19 عامًا 17 شخصًا في مدرسته الثانوية السابقة في فلوريدا الأسبوع الماضي، يبدو أن قصص سلوكه المثير للانزعاج والضائقة العاطفية التي واجهها كروز قد ظهرت من كل جانب، ومع ذلك، وبعد أن خرج من العلاج، لم يقدر أحد من المحيطين ب كروز مدى خطورة أعراضه وكيفية التعامل معها، فالانتقال من المدرسة الثانوية إلى بيئة أكثر استقلالية وذات ضغوطات عالية بالكلية يمكن أن يكون تحديا غير مسبوق للطلاب.
وواجه واحد من كل خمسة طلاب في الجامعات، هذا التحدي مع الضغوط الإضافية لحالة الصحة العقلية القابلة للتشخيص - ولكن في كثير من الأحيان غير مشخصة، وفقا للتحالف الوطني للأمراض العقلية، وبالنسبة إلى 75% من الناس، تحدث الحلقة الأولى من اضطراب الصحة العقلية قبل سن 24 عامًا، وهذا يعني أن الكلية قد تكون هي المرة الأولى لحدوث مثل هذه الظروف.
وقال مؤلف دراسة تشى شو، وهو طالب الدكتوراه في جامعة نيويورك، إنّه "على الرغم من أن الكلية هي وقت ممتع، إلا أن كثير من الطلاب يشعرون بالضغط الأكاديمي والاجتماعي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى محنة خطيرة"، ومن بين طلبة الجامعات الذين يسعون للحصول على المشورة، ذكر أكثر من 41 في المائة أنهم يشعرون بالقلق، بينما يعاني 36 في المائة آخرون مع الاكتئاب، وتزايدت هذه الأرقام في السنوات الأخيرة، وفقا لما ذكرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وأكثر من 62 في المائة من طلاب الجامعات الذين توقفوا عن الدراسة وتركوا المدرسة فعلوا ذلك بسبب مشكلات الصحة النفسية، وأظهرت الأبحاث أن العديد من هؤلاء لا يشعرون بأن لديهم إمكانية الحصول على الرعاية التي يحتاجونها في الحرم الجامعي.
وتقدم معظم الجامعات موارد الإرشاد والمشورة، فضلا عن معلومات عن الصحة العقلية والتعامل مع الإجهاد، ولكن 34.2 في المائة من الطلاب أفادوا بأن كليتهم كانت غائبة عما يجري، وفقا لإحصاءات نشرتها الجامعة ولاية تشادرون، وفي الدراسة التي نشرت في نشرة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي، قام الباحثون بمسح 187 زوجًا من زملائهم من نفس الجنس حول مدى التوتر والإجهاد الذي يشعرون به، وكيف يعتقدون مدى توتر وإجهاد رفيقهم في نفس الغرفة مرتين على مدار العام الدراسي، وعندما زاد مستوى الكآبة لدى الطالب بمرور الوقت، مال زميله إلى الكشف عن التغيير، ولكن مستويات الكآبة المبلغ عنها ذاتيا كانت أعلى باستمرار من تقييمات رفقائهم.
أرسل تعليقك