c قلق بين التلاميذ لاستمرار تعليق الدراسة في السودان لأجلٍ غير - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 09:28:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سادت حالةٌ من التوتّر النسبي منذ كانون الأول الماضي

قلق بين التلاميذ لاستمرار تعليق الدراسة في السودان لأجلٍ غير مُسمَّى

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - قلق بين التلاميذ لاستمرار تعليق الدراسة في السودان لأجلٍ غير مُسمَّى

تعليق الدراسة في السودان لأجلٍ غير مُسمَّى
الخرطوم - مصر اليوم

سادت حالة من التوتّر النسبي في السودان منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وذلك على خلفية الحراك الثوري ضدّ الرئيس المعزول عمر البشير، وطالت تداعيات ذلك التوتّر كلّ القطاعات في البلاد، منها قطاع التعليم.
وشعر كثيرون عقب القرار الذي اتّخذه المجلس العسكري في الخرطوم والذي يقضي بتعليق التعليم في كل المدارس إلى أجل غير مسمّى، بالقلق، لا سيما التلاميذ وأهاليهم، وجاء القرار على خلفيّة مقتل 6 أشخاص في مدينة الأبيض، غربي السودان، منهم 4 تلاميذ في المرحلة الثانوية، وهؤلاء قتلوا على إثر إطلاق الرصاص الحيّ عليهم من قبل أفراد من قوات الدعم السريع، حسب ما أعلنت لاحقا لجنة تحقيق شكّلها المجلس العسكري. 

يقول أحمد محمد فضل السيد، أب لثلاثة أولاد، جميعهم تلاميذ في المرحلة الأساس، لا يخفي أنّه يعيش في هذه الأيام "حالة من القلق"، إنّه "سوف يكون لتعليق الدراسة أثر كبير على أولادي وعلى بقية التلاميذ، وسوف يلقي بظلاله على العام الدراسي"، مضيفاً أنّ "أولادي يعيشون حالة من الفراغ لأنّ العام الدراسي بدأ قبل أسابيع قليلة فقط وقد سبقته إجازة طويلة، واليوم يدخلون في إجازة جديدة غير محسوبة بالنسبة إليهم وإلينا". وفضل السيد الذي يصرّ على متابعة أولاده برنامجهم التعليمي في المنزل، يشير إلى أنّ "ابنتي الكبرى صارت تنسى الكثير من المقررات، لذا اضطررتُ إلى وضع جدول مسائي لها لمتابعة دروسها والإبقاء على تركيزها". ولم يبدِ فضل السيد أيّ انزعاج من اهتمام أولاده بالسياسة ومتابعتهم الوضع السياسي، لافتا إلى أنّ "الثورة الحالية علّمت الأطفال مبادئ عميقة مثل المطالبة بالحقوق وإدانة الانتهاكات. ومنذ حادثة الأبيض، يردد أولادي شعار: مقتل طالب مقتل أمّة. هم حزنوا جدا لما حدث، لكنّ ذلك لن يمنعهم من ممارسة السياسة والدفاع عن حقوقهم ومبادئهم"، ويؤكد بالتالي: "أنا غير موافق على قرار المجلس العسكري القاضي بإغلاق المدارس خوفاً على التلاميذ، والمطلوب كان حماية التلاميذ"، لكنّ الآراء تتباين بشأن قرار المجلس العسكري، ما بين مؤيدة ومعارضة له.

ويرى ياسر محمد أحمد، أب لولدين في المرحلة الأساس، أنّ "القرار صائب وقُصد به حفظ أرواح التلاميذ كأولوية، بعد ذلك من الممكن تعويض كل شيء". يضيف "قبل صدور هذا القرار كنت أميل إلى عدم إرسال أولادي إلى المدرسة، خصوصا في أيام التوتّر الأمني وانتشار القوات النظامية في الشوارع بطريقة قد تؤثّر نفسياً على التلاميذ".

أقرأ أيضًا:

"التعليم" الإماراتية تُطبق مناهج اللغة الصينية في مدارس الدولة اعتبارًا من أيلول

ويقول إسماعيل حسن، وهو مدير مدرسة في مدينة أم درمان، وسط البلاد، إنّ "الأيام المقدّرة للعام الدراسي لا تكفي لاستكمال المقررات الدراسية، ما يؤثّر سلبا على التحصيل الأكاديمي. وإدراج العطلة الحالية الطارئة، سوف يكون له أثر أكبر وأعمق بسبب الضغط الذي سوف تلجأ إليه المدارس عند استئناف الدراسة. والضغط الذي يهدف إلى إكمال المقررات والمناهج، سوف يطاول التلاميذ، الأمر الذي يقلل قدرة استيعابهم". وإذ يعبّر حسن عن خشيته من "ظروف جديدة قد تؤدّي إلى تعليق آخر للدراسة"، يقترح "تمديد العام الدراسي وتغيير موعد امتحانات الشهادة الثانوية عبر نقلها من مارس/ آذار 2010 إلى إبريل/ نيسان أو بداية مايو/ أيار من العام نفسه". 

ويؤكد حسن أنّ "قلق بعض أولياء الأمور إزاء اهتمام أبنائهم بالسياسة والتعبير عن أنفسهم أمر غير مبرّر، لأنّ كثيرين من التلاميذ يريدون أن يكونوا جزءا من صناعة تاريخ البلاد الحديث. من شأن ذلك أن يشكّل مصدر فخر لهم في المستقبل"، لكنّه يشدد على أنّ "لا بدّ من أن يكون ذلك وسط ظروف آمنة".

ويقول الخبير التربوي محمد عبد كوكو إنّ "من واجب التلاميذ أن يبتعدوا كلياً عن السياسة وأن لا يُستغلّوا سياسياً مثلما يحصل الآن في الساحة السودانية"، مبيّناً أنّ "تلك الممارسة تتناقض مع القانون المحلي والقوانين الدولية لأنّ التلاميذ لم يبلغوا بعد سنّ الرشد". ويشرح كوكو "أن تلاميذ كثيرين من الذين شاركوا في المواكب والتظاهرات فعلوا ذلك من دون أن يملكوا الوعي الكافي.. هم لا يعون حتى الشعارات التي تردد يومياً". 

ويعدّد كوكو السلبيات التي رافقت تعليق الدراسة في كل المراحل التعليمية، وأبرزها "التأثير النفسي الذي وقع على التلاميذ، لا سيّما الذين سوف يخضعون إلى امتحانات في المراحل النهائية. هؤلاء يشعرون بقلق بالغ". يضيف أنّهم "سوف يتعرّضون إلى ضغوطات شديدة في المدارس بعد استئناف الدراسة، لإنهاء المقررات، ومن شأن ذاك أن يؤدّي إلى ضعف التحصيل وعدم إكمال الواجبات الدراسية، أمّا النتيجة الأسوأ فتكون من خلال تسجيل ظواهر من قبيل التسرّب المدرسي والتي ربّما تؤدّي في النهاية إلى انحراف في السلوك قد تشمل تعاطي المخدّرات إلى جانب آثار أخرى تعطّل إنتاج التلاميذ". ويشدد كوكو على "ضرورة إيجاد حلول سياسية للأزمات الحالية، لأنّ في ذلك مدخلاً لحلّ مشكلة التعليم الحالية ومشكلات أخرى في البلاد". 

أمّا الأمين العام لنقابة عمال التعليم في السودان، عباس حبيب، فيشير إلى "سلبيات في قرار تعليق الدراسة، لا سيّما أنّ العام الدراسي مربوط بمواقيت زمنية محدّدة وأيّ تأخير من شأنه أن ينعكس سلبا على نتائج التلاميذ ككلّ". لكنّه يؤكد "قدرة المدرّسين على سدّ كل النواقص وإكمال المقررات والضغط على أنفسهم أوّلاً، إذ إنّهم حريصون على مستقبل تلاميذهم وأبنائهم وعلى عدم ضياع عامهم الدراسي"، متوقّعاً "صدور قرار عقب عطلة عيد الأضحى يقضي إلى استئناف الدراسة". ويشير حبيب كذلك إلى "قدرة الأساتذة على جعل التلاميذ في موضع صحيح، فيمنحونهم حقّ التعبير عن أنفسهم من دون الانغماس في الشؤون السياسية، في هذه السنّ الصغيرة. كذلك يحرص المدرّسون على تصنيف التربية الوطنية أمراً مهماً جداً، من الواجب تشجيعها بعيداً عن التجاذبات السياسية".

ويؤكد مدير إدارة التعليم الفني في وزارة التربية والتعليم السودانية، عبد الماجد خلف الله، "توفّر عدد من الخيارات أمام الوزارة لتعويض التلاميذ عن فترة توقّف الدراسة، من بينها الاكتفاء بيوم الجمعة فقط كعطلة أسبوعية، فيكون بالتالي يوم السبت يوماً دراسياً عادياً". ويشير إلى أنّها "ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الوزارة والتلاميذ مثل هذه الظروف، فقد سبق أن علّقت الدراسة لظروف طبيعية سواء الأمطار أو ارتفاع درجات الحرارة، وقد عولج ذلك بطريقة لم تؤثّر على التحصيل التعليمي ولا على نسب النجاح". يضيف خلف الله أنّ "عدد أيام العام الدراسي تتراوح ما بين 180 يوماً و210، وهي كافية لاستكمال المقرّرات"، مستبعداً "تنفيذ مقترح تأجيل امتحانات الشهادة الثانوية" ومرجّحاً "استئناف الدراسة عقب عطلة عيد الأضحى بعد التوافق السياسي الحالي بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري".

وقد يهمك أيضًا:

الأحد يوم خاص عن الجامعة الفرنسية في مكتبة الإسكندرية

رئيس الوزراء المصري يوافق على إعادة تأسيس الجامعة الفرنسية في القاهرة

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلق بين التلاميذ لاستمرار تعليق الدراسة في السودان لأجلٍ غير مُسمَّى قلق بين التلاميذ لاستمرار تعليق الدراسة في السودان لأجلٍ غير مُسمَّى



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon