غزة ـ مصر اليوم
قضى زهرة عمره في القراءة والبحث وإعداد رسالتي الماجستير والدكتوراه، طالما حلم بتبوؤ مركز علمي متميز، إما في إحدى الجامعات محاضراً، أو إحدى المؤسسات الحكومية في موقع وظيفي متقدم.لكن حلمه تحطم على صخرة الوضع المتردي في قطاع غزة، ولم تسعفه شهادته في الحصول على فرصة العمل التي يحلم بها، حتى انتهى به المطاف إلى العمل خبازاً.
لكن على الرغم من الظروف العصيبة وإصابة أحد أطفاله بمرض السرطان، فإن الفلسطيني محمود مقاط يعمل بجد وإخلاص في المخبز، يستقبل زبائنه بابتسامته المعهودة ويعد لهم أفضل أنواع الخبز.
وسط غزة، وفي مخبز صغير يجلس محمود على كرسي أمام آلة الخبز، ممسكاً بيديه ملقطاً لنقل الخبز من الماكينة إلى صندوق لتوزيعه لاحقاً على مطاعم المدينة.محمود مقاط من مواليد 1987، حصل على البكالوريوس والماجستير من الجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر في غزة، وكان له العديد من الأبحاث المنشورة على الكثير من المواقع المختصة في الفقه المقارن.والتحق بعدها بجامعة طرابلس في لبنان، وحصل على درجة الدكتوراه، ثم التحق بجامعة القرآن الكريم في السودان، وحصل على الامتياز في تخصص الفقه المقارن.
ويمتلك محمود العديد من الإجازات في القرآن الكريم والسنة النبوية واللغة العربية، وله الكثير من الأبحاث المنشورة في المواقع المختصة.يقول محمود مقاط: «بعد كل هذا العناء والجهد أعمل خبازاً في حي الرمال بغزة، وهذا الحال ليس حالي فقط، إنما حال الكثير من الخريجين، وحملة الشهادات العليا، وأنا أعمل خبازاً، وهناك غيري لم يجدوا فرصة العمل أساساً مثلي، ولم يجدوا من يؤويهم، حتى وإن كان العمل لا يناسب التخصص لكن سأعمل». ويضيف: «ذهبت لكل جامعات قطاع غزة ووزارة الأوقاف، حتى أحصل على عمل بعد هذا الجهد، لكن كانت إجاباتهم واحدة بعدم وجود إقبال على الجامعات، ولكن حلمي الأساسي أن أجد وظيفة تليق بالمقام والشهادة العلمية التي لم أحصل عليها بالمجان، وإنما بالجد والمال». وتابع: «أعيل أسرة مكونة من 8 أفراد، من ضمنهم طفلي المصاب بالسرطان، ولما كانت الأمور غير المتوقعة بعد انتهائي من مرحلة الدكتوراه، لجأت للعمل حتى أعيل أسرتي وأعيش بكرامة، وقررت أن أعمل بجهدي واتجهت للعمل في مخبز».مواقف كثيرة تمر على محمود خلال عمله في المخبز، فالكثير من الزبائن عندما يشاهدونه، يوجهون له أسئلة تلقائية عن الفقه، فيجيبهم، وعندما يعرفون أنه حاصل على الدكتوراه يصابون بصدمة، فكيف لدكتور يعمل في مخبز؟! ويتمنى محمود أن يحصل على وظيفة في مجال تخصصه في جامعة تقدر شهادته العلمية.
قد يهمك أيضأ :
القباج تكلف الدفعة 98 من خريجي الجامعات والمعاهد العليا دور ثان لأداء الخدمة العامة
3 جامعات مصرية تكشف موقفها من تأجيل الامتحانات في حالة سوء الأحوال الجوية
أرسل تعليقك