أوضح مدير المبيعات في شركة دار الهندسة للطاقة البديلة أحمد الخطيب أن أزمة انقطاع الكهرباء دفعته للتفكير في إيجاد مصادر أخرى للطاقة للتغلب على هذه المشكلة، موضحًا أن بداية العمل كانت بتنفيذ مشروع في مستشفى الشفاء قبل عامين، يعتمد على الطاقة البديلة من أشعة الشمس بمعدل 3 "فاز" لوحدة العناية المكثفة، مبيّنًا أنه كان تحت إشراف سلطة الطاقة وبتمويل من مؤسسة جايكا اليابانية.
وأكد الخطيب، في لقاء خاص مع "مصر اليوم"، أن نجاح مشروع مستشفى الشفاء كان الانطلاقة للتواصل مع باقي شرائح المجتمع، منوهًا إلى أن المفاجئة كانت بالنسبة له، عدم المعرفة الصحيحة للناس في غزة عن مفهوم الطاقة البديلة، لاعتقادهم أن الطاقة البديلة هي اشتراك كخط الكهرباء أو هي مجرد ألواح شمسية تحتفظ بأشعة الشمس.
وتابع أنه في الفترة السابقة بدأ إقبال الناس يزداد على تركيب شبكات الطاقة البديلة، ولكن بسبب أزمة الرواتب أثرت على حركة الإقبال، لافتًا إلى "أنواع الطاقة البديلة متعددة، منها الماء أو الرياح، لكن سرعة الرياح في غزة لا تكفي لتخزين طاقة البطاريات الخاصة بنظام التشغيل، وبما أن قطاع غزة يعتبر منطقة شمسية رائعة تتمتع في الصيف بأشعة الشمس لمدة لا تقل عن 12 ساعة، فكان الاعتماد على توليد الطاقة من أشعة الشمس".
كما أبرز أنه في روسيا وأوروبا تكون الشمس لديهم مدة خمس ساعات إلى أربع ساعات يوميًا، ومع ذلك لديهم كهرباء منتظمة، ولكنهم يعتمدون على الطاقة البديلة.
وأوضح الخطيب أن نظام الطاقة البديلة يتيح للفرد التغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء ويستطيع من خلاله تشغيل الإضاءة في البيت والعديد من الأجهزة الكهربائية مثل الثلاجة والتلفزيون التي تعتبر أهم الأشياء التي يحتاجها الإنسان في غزة أثناء انقطاع التيار الكهربائي، منوهًا إلى أن بطاريات النظام تشحن بطريقتين، إما عن طريق أشعة الشمس، أو عن طريق التيار الكهربائي في حال تواجده.
وأردف: "حاليًا سنبدأ في مشروع استخدام نظام الطاقة البديلة لتشغيل المصاعد والبئر الغاطس على مدار اليوم كاملًا، إذ أن تشغيل مصعد برج سكني يحتاج لمولد كهربائي بحجم 110 كيلو، وسيكلف أصحابه مبلغًا كبيرًا، سواء للسولار الذي أصلًا يتعرض للانقطاع من فترة لأخرى، فضلًا عن عمليات الصيانة الدائمة، ولن يتم تشغيل المولد لأكثر من ثلاث ساعات يوميًا على عكس عمل نظام الطاقة البديلة الذي يعمل 24 ساعة متواصلة".
وأضاف الخطيب أنه من حيث التكلفة فهم فقط يقومون بدفع التكلفة لمرة واحدة مدى الحياة، "ولن يضطر السكان لدفع أي تكاليف أخرى إلا إذا ما تعطل جزء معين واحتاج لصيانة. أما فيما يتعلق بالبطاريات فإذا قام سكان الشقق بدفع عشرة "شواكل" شهريًا، سيكون بإمكانهم ثلاث سنوات بإمكانهم تغيير البطاريات دون تكلفة كبيرة وبيع البطاريات المعطلة بنصف السعر".
أما عن الصعوبات التي تواجه استعمال الطاقة البديلة في غزة، فأكد الخطيب على أن "ثقافة الناس غير قادرة على استيعاب فكرة المشروع وخاصة التكلفة، فعندما تقول للزبون أنك ستقوم بتركيب نظام بتكلفة ألفي دولار، فإنه يُصدم من كبر المبلغ، ولكن لو حسبها بطريقة أخرى أنه عندما يقوم بشراء مولد كهرباء خلال سنة أو سنة ونصف سيكون قد أنفق ما يعادل تكلفة الطاقة البديلة والخلايا الشمسية التي تبقى مدى الحياة، وكفاءته لا تقل عن عشرين عامًا".
وبيّن أن الشئ المكلف في النظام هي البطاريات التي تكون أصلًا مكلفة بسبب غلاء أسعارها، مشددًا على أنه يمكن تحمل مقارنة مع انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، والمولدات الكهربائية التي ستكلف الكثير من السولار وأعمال الصيانة، فضلًا عن أن نظام الطاقة البديلة والخلايا الشمسية أكثر راحة وأمانًا.
وشدد الخطيب على أن المشكلة الثانية تكمن في ارتباط اقتصاد غزة بالاقتصاد الإسرائيلي، إذ أن وجميع المعدات الخاصة يتم استيرادها من الخارج وإدخالها عن طريق معبر كرم أبو سالم ، وفي غزة تتم عملية التركيب والتجميع فقط .
وأضاف: "أكثر تعاملاتنا مع شركات ألمانية وصينية وإسرائيلية، وبصراحة أفضل أن أستورد من شركات إسرائيلية بسبب التسهيلات التي تقدمها لإدخال البضائع بأسرع وقت".
وتوقع الخطيب أن يزداد الإقبال على تركيب نظام الطاقة البديلة بشكل كبير في الفترة المقبلة وخاصة لدى السكان أكثر من المؤسسات. كما طالب شركة الكهرباء بالقيام بدورها في إيجاد حلول للطاقة بديلة وتشجيعها، مثل أن تقوم بحث المواطنين على تركيب أنظمة الطاقة البديلة وأن تساعد الناس في أقساطها، مشيرًا إلى أن شركته بدأت بالتعامل بنظام التقسيط مع بنك فلسطين لتسهيل العملية على المواطن.
وحول تقديم الحكومة تسهيلات على دخول المعدات والبضائع، أكد الخطيب أن الحكومة لا تقدم أي تسهيلات، مع العلم أنه من المفترض عندما يتم استيراد أي معدات للطاقة البديلة، إلغاء الضرائب أو فرض ضرائب بسيطة حتى يتم تحقيق أقصى استفادة للمواطن بأقل التكاليف.
ودعا الخطيب البلديات في قطاع غزة إلى ضرورة توعية السكان وخاصة أصحاب الشقق الجديدة لتصميم أنظمة للطاقة البديلة، فهي لها عدة أشكال وأنواع، منها ما يوضع على شكل شبابيك بلون شفاف، ومنها كألواح وأخرى كستائر حائط ، ومن الممكن الاستعانة بالمهندس المعماري ليساعد في التصميم.
أرسل تعليقك