واشنطن ـ مصر اليوم
تُظهر مجموعة مِن الخرائط المذهلة كيف غيّر البشر الكوكب بشكل لا رجعة فيه خلال 25 عاما فقط، مِن إزالة الغابات في المناطق المدارية إلى الدمار في بحر آرال، وطوّر الباحثون الخرائط باستخدام صور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة، من وكالة الفضاء الأوروبية.
وتبين أن نحو ربع مساحة الأرض المأهولة بالحياة تغيّرت، بما في ذلك الغابات بين عامي 1992 و2015.
وأنشأ البروفيسور، توماس ستيبينسكي، من جامعة Cincinnati، بإنشاء الخريطة التي يقول إنها "تثير أجراس الإنذار" بشأن تأثير البشر على البيئة.
ورغم معرفتنا بإزالة الغابات أو فقدان الأراضي الرطبة أو زيادة التحضر لكننا نستطيع الآن رؤية أين يحدث كل ذلك بالضبط، وفي عام 1992 بدأت وكالة الفضاء الأوروبية بالتقاط صور الأقمار الاصطناعية للأرض لدراسة تغيّر المُناخ.
ويمكن أن يؤثر الغطاء السطحي بشكل كبير على درجة الحرارة، اعتمادا على ما إذا كان يمتص أو يعكس ضوء الشمس. وبالمثل فإن الغطاء الحرجي يمتص ثاني أكسيد الكربون أكثر من المناطق الحضرية.
ويمكن للباحثين تنظيم صور الأقمار الاصطناعية المفصلة للغاية، في شبكات تبلغ مساحتها 300 متر مربع، تسمى البكسل.
وحدد كل بكسل التغيرات في 22 فئة من فئات استخدام الأراضي، التي تصف أنواعا مختلفة من الأراضي الزراعية أو الغابات أو الأراضي الرطبة أو المراعي أو التنمية الحضرية.
ويقول الباحثون إن أكثر الأمثلة الواقعية على تغير الأراضي المستخدمة، كانت موجودة حول المدن، ويمكن رؤية تكثيف الضواحي والمدن في أميركا الشمالية وأوروبا.
وتُظهر الخرائط أن الصحراء الكبرى في شمال أفريقيا تنمو، كما تظهر خريطة الولايات المتحدة خسائر فادحة في الأراضي الرطبة في الجنوب الشرقي، إلى جانب التحضر المتزايد خارج المدن.
وشهدت الصين الغربية تحضرا هائلا، بينما كان التطور الأكثر وضوحا للهند متمركزا في مدنها الأصغر، وفقا إلى البحوث التي نُشرت في المجلة الدولية لمراقبة الأرض التطبيقية والمعلومات الجغرافية.
وتوضح الخريطة الاختفاء الدراماتيكي لبحر آرال الذي جف في التسعينيات، بعد أن قام المزارعون في كازاخستان وأوزبكستان بتحويل روافده إلى حقول القطن.
ولا ترسم الخريطة أي استنتاجات بشأن ما قد تجلبه الـ24 عاما المقبلة، لكن تشير التركيبة السكانية إلى أن بصمتنا تزداد تدريجيا.
وكما نعلم تستخدم المجتمعات في البلدان المتقدمة موارد أكثر، وبالتالي، مع تزايد التنمية في البلدان الفقيرة، يمكننا أن نتوقع أن يكون الضغط على الأرض أكبر، باعتباره أثرا للنمو السكاني.
أرسل تعليقك