واشنطن ـ رولا عيسى
وجد الباحثون أن الأعشاب الضارة مثل الطحالب تقتل الشعب المرجانية في الحاجز المرجاني العظيم بسبب زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وكشفت دراسة جديدة أنه إذا استمر انبعاث ثاني أكسيد الكربون بنفس المعدل الحالي ستعاني الشعب المرجانية بشكل كبير بحلول عام 2050 وستموت في 2100.
وأكّد الباحثون أن زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون لها تأثير على سلوك الأعشاب البحرية، وكشف بحث جديد في جامعة غريفيث في ولاية كوينزلاند في أستراليا، أن الطحالب تقتل الشعب المرجانية من خلال مركب كيميائي قوي يسممهم، وأوضح المؤلف المشارك للدراسة، البروفيسور غاليرمو دياز بوليدو، أن "هذه خطوة كبيرة إلى الأمام في فهم كيفية تضرر الشعب المرجانية من الأعشاب البحرية مع فهم الآثار المترتبة على زيادة انبعاث ثاني أكسيد الكربون على صحة الحاجز المرجاني العظيم، وتحتاج الطحالب إلى الضوء وثاني أكسيد الكربون مثل أي نبات آخر، ولأن الطحالب في المستقبل ستتعرض لمزيد من ثاني أكسيد الكربون أردنا معرفة إلى أي مدى سيؤثر ثاني أكسيد الكربون على ما تفعله الطحالب".
واستخدمت الدراسة التي أجريت في جزيرة هيرون على الطرف الجنوبي من الشعاب المرجانية التجارب تحت الماء والتجارب المعملية، واختبر الباحثون عينات الطحالب في المختبر لمراقبة تأثير ثاني أكسيد الكربون على الطحالب، وقاموا بتعريض عينات من الطحالب إلى مستويين من ثاني أكسيد الكربون المحيط والعالي، ويعكس الغاز المحيط المستويات الحالية ويمثل العالي المستويات المرتفعة المتوقعة لعام 2100 من خلال نموذج من قبل الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ.
وأشارت الدراسة التي نشرت في مجلة "Scientific Reports" إلى أن المستويات العالية من مركبات ثاني أكيد الكربون التي تنتجها الطحالب وبعض أنواع الطحالب تنتج الكثير من هذه المواد الكيميائية السامة وغيرها، وأضاف البروفيسور مارك هاي أستاذ العلوم البيئية والتكنولوجيا في معهد جورجيا للتكنولوجيا والمؤلف المشارك للدراسة " ما اكتشفناه أن بعض الطحالب تنتج مواد كيميائية تقتل الشعب المرجانية بسرعة أكبر، يمكن أن يحدث هذا بسرعة في غضون أسابيع".
وأفاد البروفيسور دياز بوليدو، أن الدراسة لها انعكاسات عالمية لأن أحد أنواع الأعشاب البحرية التي درسها الباحثون والتي سببت الضرر الأكبر هي طحالب بنية شائعة توجد في جميع الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم، وتابع بوليدو " يثير ذلك مشكلة لأنه إذا استفادت الطحالب من نسبة ثاني أكسيد الكربون المرتفعة في مياه البحر يعد ذلك مدعاة للقلق، وتعد المشكلة ذات نطاق واسع حيث أن إزالة حفنة من الأعشاب البحرية من الشعاب المرجانية لن تفعل الكثير لأنها تنمو مرة أخرى، ولذلك أعتقد أنه لمعالجة ذلك يجب الحد من مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي".
أرسل تعليقك