c سوري يُنتج 35 طن خضراوات في مساحة لا تتجاوز الـ65 - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 09:11:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نموذج فريد لمواجهة الحصار الاقتصادي الخانق الذي تُعاني منه البلاد

سوري يُنتج 35 طن خضراوات في مساحة لا تتجاوز الـ65 مترًا على سطح أحد الأبنية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - سوري يُنتج 35 طن خضراوات في مساحة لا تتجاوز الـ65 مترًا على سطح أحد الأبنية

سوري ينتج 35 طن خضراوات على سطح أحد الأبنية
القاهرة - مصر اليوم

نجح شاب سوري في إنتاج 35 طن خضراوات على سطح أحد الأبنية، في نموذج فريد لمواجهة الحصار الاقتصادي الخانق على سورية، فيوميًا يصعد عبد الرحمن المصري سبعة طوابق للوصول إلى مزرعة الخضار التي أنشأها على سطح أحد الأبنية العالية بمنطقة بيت سحم جنوب دمشق.

ويقدم عبد الرحمن نموذجا فريدا لمواجهة الحصار الاقتصادي الخانق على سوريا، فهذا الشاب الذي يتحضر للزواج، فضل التكيف مع تدهور القدرة المعيشية التي أصابت عموم السوريين جراء الحرب والحصار، عبر إطلاق مشروعه الزراعي الخاص الذي أقامه فوق سطح بناء طابقي عال بمساحته التي لا تتجاوز الـ 65 مترا مربعا.

وبعد محاولات كثيرة، نجح عبد الرحمن ابن الثالثة والعشرين عاما وطالب السنة الأخيرة في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق، في تأسيس منشأته الزراعية المائية بقدرتها الإنتاجية السنوية التي تزيد على 35 طنا من الخضروات بأنواع عديدة ونكهات عالية المواصفات تتوزع على 4 مواسم، يحدوه الأمل في التغلب على شبح البطالة ومتاهة البحث عن فرصة عمل بعد التخرج، بذهنية البحث عن فرص جديدة بدلاً عن انتظار الفرص القليلة.

وعن ميزات وآفاق هذا المشروع الصغير قال عبد الرحمن لوكالة "سبوتنيك" إن "منشأته الزراعية "تعتمد على نظام الزراعة المائية (Hydroponics system) بحيث توضع شتلات الزراعة ضمن وسط بديل عن التربة كي تتم حماية جذر النبات وليحافظ على رطوبته، ثم يتم تمرير المياه بعد إضافة الأسمدة بنسبة معينة على الجذور كي يمتصها النبات ثم تعود المياه بعدها للخزانات عبر دورة مغلقة".

وأضاف المصري أن "هذه الطريقة توفر 70% من المياه المستخدمة في الطرق التقليدية وتعطي إنتاجاً أكثر بعشرة اضعاف من الزراعة العادية مع إمكانية لاستثمار مناطق ومساحات غير قابلة للاستثمار فضلاً عن نكهة الثمار وطبيعتها المميزة".
تأمين الغذاء لسنة كاملة
وعن ميزات هذا النوع من الزراعة على الأسطح قال المصري: "أسطح الأبنية هي أكثر المناطق التي يمكن استثمارها بدون إزعاج لأحد، وبنفس الوقت تعطي منظراً جمالياً للأبنية، وتؤمن غذاء لسكان البناء على مدار السنة، وبالتالي تخفف من تكاليف استجار أراضي زراعية".

تكاليف منخفضة وإنتاجية مميزة
وعن فكرة المشروع وسر اهتمامه بالزراعة وأثر ذلك على المشروع قال: "بدأت فكرة المشروع عام 2018 عندما كنت أبحث عن طريقة أستطيع من خلالها أن أسس مشروعاً خاصاً يؤمن لي دخلاً مادياً جيداً، وكان اهتمامي منصباً دوماً على المجالات المهمة لبلدي، و الغذاء كان على رأس القائمة ولذلك التفتُ إلى الزراعة، وبحثت عن طرق زراعية أستطيع أن أبدأ بها بتكاليف منخفضة بحسب استطاعتي، وبنفس الوقت تكون إنتاجيتها مميزة".
وأضاف: "المشاريع الصغيرة من شأنها أن تدعم نمو الاقتصاد الوطني وخاصة إذا كانت مشاريع جديدة يمكن أن تتوسع لاحقاً لتكون جزءاً أساسياً من هذا الاقتصاد سيما وهي تتعلق بالقطاع الزراعي".

الحصار دفعني لبيع ممتلكاتي لإنجاز المشروع
وعن طريقة تأمين مستلزمات المشروع  والصعوبات التي واجهت تنفيذه قال: "حاولت تأمين مستلزمات المشروع من السوق المحلية، وبالتأكيد هناك نقص واضح بالمواد المطلوبة، مثل الوسائط البديلة التي تحمل النبتة وتحمي جذورها (بيرلايت.. خفان..) والتي فقدت من السوق المحلية بسبب الحصار أو بسبب الارتفاع الكبير بأسعارها، وعدم استقرار أسعار المواد وتغيرها بشكل يومي الأمر الذي فاق قدراتي المالية فاضطررت لبيع بعض ممتلكاتي الشخصية، كي أتمكن من إنجاز وإتمام المشروع".

أطمح لدعم يمكنني من توسيع المشروع
وعن مشاريعه المستقبلية في هذا المجال قال: "مشروعي الحالي هو أول مشروع إنتاجي مصغر لكني أطمح إلى الحصول على دعم كافٍ يمكنني من العمل على مساحات أكبر لتعطي إنتاجاً أكبر، ويكون له أثره على السوق المحلية، بحيث أستطيع إنتاج محاصيل ممتازة بأسعار مخفضة عن الزراعة التقليدية، بسبب التكاليف المنخفضة لهذا النوع من الزراعة".

المشروع يؤمن دخل شهري لثلاثة أشخاص
وعن حجم إنتاجها السنوي المقدر لمنشأته الصغيرة قال المصري: "مساحة المنشأة 65 متراً مربعاً يوجد فيها 1200 شتلة، وسأقوم بزراعتها بكامل مواسم السنة وعلى مدار العام، وفي حال اخترنا صنفي الخيار والبندورة، فسنتمكن من إنتاج ما يقارب 30-35 طناً من المنتجات خلال العام".
وعن توقعاته لمدخوله الشهري أو السنوي من هذا المشروع عند قطاف الخضار والمنتجات الزراعية الأخرى قال المصري: "المدخول الشهري المتوقع يغطي تكاليف هذه الطريقة مع هامش ربح قادر على إعالة أسرة مكونة من شخصين إلى ثلاثة أشخاص، وكلما زادت المساحة المستثمرة زاد هذا المدخول".

يمكننا إنتاج مكونات الأطعمة السورية
وعن أهم المزرعات والشتول الموجودة في المنشأة وإمكانية إضافة أنواع أخرى من الخضار قال المصري: "المنشأة تزرع فيها جميع أنواع الشتول عدا الأشجار، مثلاً يمكن زراعة الكوسا والباذنجان والخيار والبندورة والخس والنعنع وغيرها من هذه الخضروات، وبالتالي نلاحظ أننا نزرع المكونات الأساسية للأطعمة السورية، وهو ما يزيد من أهمية هذه المنشاة في حال قمنا بتوسيعها".
وبحسب مراسل "سبوتنيك" تزخر سوريا بموارد بشرية كبيرة وتمتلك خبرات وكفاءات عالية المستوى، حيث تخرج الجامعات والمعاهد السورية سنوياً الآلاف من الشباب والشابات المؤهلين والمدربين، لكن الحرب الطويلة على مدى أكثر من تسع سنوات والحصار المفروض على سوريا من قبل دول الغرب، ألقت بظلالاه على هؤلاء الشباب الباحثين عن فرصة عمل وعن مساحة وفضاء لتوظيف خبراتهم بما يؤمن لهم مستقبلهم الكريم، وبما يساعد على تثبيت هذه الكوادر البشرية وتعزيز دورها في تنمية وإعمار البلاد والنهوض باقتصادها الوطني. 

وقــــــــــــــــد يهمك أيـــــــــضًا :

الزراعة تشهد توقيع بروتوكول إنتاج لقاحات أنفلونزا الطيور

"الزراعة" المصرية تُؤكِّد أنَّه لا علاقة بالقطاع بانتشار الذباب والبعوض

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوري يُنتج 35 طن خضراوات في مساحة لا تتجاوز الـ65 مترًا على سطح أحد الأبنية سوري يُنتج 35 طن خضراوات في مساحة لا تتجاوز الـ65 مترًا على سطح أحد الأبنية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon