لندن ـ ماريا طبراني
يأمل العلماء أن تكون نتائج الدراسة التي أجريت في الأجهزة العصبية لنوع من الأسماك الغريبة الصغيرة يكون المفتاح لعلاج للأشخاص الذين يعانون من إصابات النخاع الشوكي .
ويقول الباحثون أنهم كشفوا آلية حيوية في العمود الفقري التالف من سمك الدانيو المخطط ، وهي أسماك إستوائية ، تساعد على إعادة النمو لاتصالات الأعصاب.
لسمك الدانيو المخطط قدرة ملحوظة لاستعادة الحركة الكاملة في غضون أربعة أسابيع من إصابة الحبل الشوكي ، وبالنسبة للأشخاص والثدييات الأخرى، فإن الأضرار التي تلحق بالنخاع الشوكي هي دائمة وتؤدي إلى شلل لا رجعة فيه.
ومن بين الضحايا البارزين لهذه الحوادث المأساوية الممثل الراحل "سوبرمان" كريستوفر ريف، الذي أصبح مشلول بعد أن سقط من حصانه خلال مسابقة الفروسية في ولاية فرجينيا في عام 1995 ، وكان يعتمد في تحركه على كرسي متحرك، وطلب جهاز تنفس صناعي محمول حتى وفاته بعد تسعة أعوام.
الآن، يقول العلماء في مركز جامعة إدنبرة للتنكس العصبي أنهم حددوا الجزيئات الرئيسية التي تدفع الألياف العصبية التالفة في الحبل الشوكي لسمك الدانيو المخطط لتجديد أنفسها. يمكن أن تمهد هذه النتيجة الطريق للأطباء لاستعادة الروابط الحيوية بين الدماغ والعضلات المفقودة في الجسم بعد إصابة الحبل الشوكي في البشر.
وأضاف باحثو ادنبره أنهم وجدوا أنه بعد إصابة الحبل الشوكي في سمك الدانيو المخطط ، تنتقل خلايا التئام الجروح التي تسمى بـ"الخلايا الليفية" إلى موقع الضرر.
وتنتج تلك الخلايا الليفية جزيء يسمى الكولاجين 12 ، الذي يغير من هيكل مصفوفة الدعم الذي يحيط بالألياف العصبية ، وهذا يتيح للألياف التالفة أن تنمو مرة أخرى عبر مكان الجرح واستعادة الاتصالات المفقودة.
ووجد العلماء الإسكتلنديين أن الخلايا الليفية تصنع الكولاجين 12 بواسطة إشارة كيميائية تسمى "wnt" ، أن فهم هذه الإشارات يمكن أن يكون دليلًا للعلاجات التي تساعد على شفاء الحبل الشوكي بعد الإصابة.
وتابع الدكتور توماس بيكر من مركز تطوير الخلايا العصبية في جامعة أدنبره "لقد حددنا الآن الإشارات التي تزيل هذا الحاجز في سمك الرينو المخطط ، بحيث يمكن للخلايا العصبية إصلاح الاتصالات التي فقدت بعد تلف الحبل الشوكي ، وسيحاول فريق أدنبرة الآن تحديد ما إذا كان تعقب إشارات مماثلة في حيوانات أخرى ، يمكن أن تساعدهم على إصلاح الاتصالات العصبية التالفة من إصابات الحبل الشوكي" كما نشرت الدراسة في المجلة العلمية Nature Communications.
أرسل تعليقك