توقيت القاهرة المحلي 01:19:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اضطر أعضاء البرلمان لاستخدام هواتفهم المحمولة للقراءة

انقطاع التيار الكهربائي يثير الاستياء والغضب في ملاوي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - انقطاع التيار الكهربائي يثير الاستياء والغضب في ملاوي

انقطاع التيار الكهربائي في ملاوي
ملاوي ـ عادل سلامه

علق العامل الريفي "باتريك كامزيتو" على انقطاع التيار الكهربائي الطويل والمتكرر الذي اجتاح "ملاوي"، والذي استمر الأسبوع الماضي تقريبًا، عندما انقطع التيار عن البلاد بأكملها لساعتين، وتساءل قائلًا "ماذا يعني انقطاع التيار الكهربائي، فنحن ليس لدينا انقطاع التيار الكهربائي هنا، نسمع بالفعل ما يحدث في المدن ولكن ليس لدينا مشكلة هنا لأننا لا نملك أي كهرباء من الأساس لتُقطع".
 
يُذكر ان "نامبوما" هي بلدة صغيرة على بعد 50 كم، و تقع علي المسارات الترابية في شمال غرب العاصمة "ليلونجوي"، وقد وعدت الحكومة السكان بتدشين خطوط التيار الكهربائي بها قبل خمس سنوات، ولكن على الرغم من وجود أقطاب جديدة على جانب الطريق على بعد خمسة أميال في "نغوني" فإن الكهرباء لم تأت بعد، مثل ما يقرب من 90٪ من الملاويين، فإن الـ 12،000 شخص الذين يعيشون في منطقة "نامبوما" ليس لهم القدرة علي إطفاء الأضواء لأنها ليست موجودة، غير أن نسبة ضئيلة من الأسر الملاوية المتصلة بشبكة الكهرباء وهي نسبة لا تتجاوز الـ 10 في المائة تزودها مؤسسة الإمداد بالكهرباء المملوكة للدولة في ملاوي (إسكوم) أو الشركة الخاصة لتوليد الكهرباء.
 
وقد ارتفعت الأسعار ارتفاعا حادًا، وأصبحت التقنين اليومي وطول فترات الانقطاع التي تستمر من بضع ساعات إلى عدة أسابيع حسب المكان الذي يعيش فيه الناس هو القاعدة الآن، وستجد صوتًا مألوفًا في كل من "ليلونغوي، بلانتير ومزوزو" فتلك المراكز الحضرية الثلاثة في البلاد ستسمع فيها أصوات مولدات الديزل في كل مكان، عسى أن تومض الأضواء وتمكنهم الخروج من الظلام قليلا، فالناس يستخدمونها منذ فترة طويلة في التملص من الأسعار، ولكن الغضب يغلي بين الناس من التعتيم الوطني الأسبوع الماضي، حيث اضطر أعضاء البرلمان إلى استخدام هواتفهم المحمولة لقراءة أوراقهم في البرلمان، و اضطرت الشركات إلى حرق وقود باهظ الثمن لمواصلة العمل، وكانت هناك تهديدات بالمظاهرات في جوانب متفرقة من البلاد،واضطرت "اسكوم" الى تقديم اعتذار عام نادر، وألقت اللوم بانقطاع التيار الكهربائي الوطني على خط الكهرباء بين اثنين من اكبر محطات الطاقة الكهرومائية في البلاد.
 
و يقول "دوروثي نغوما" رئيس المنظمة الوطنية للممرضات والقابلات في ملاوي إن هناك أطفالًا حياتهم علي المحك "فلدينا أطفال رضع يموتون في المستشفيات بسبب غياب الطاقة الكهربائية وهذا أمر غير مقبول، والتفسير المعتاد لانقطاع التيار الكهربائي في ديسمبر/كانون الأول هو أنه في ’نهاية موسم الجفاف‘، عندما تكون مستويات المياه في بحيرة ملاوي ونهر شاير، التي تغذيان معا أكبر محطات الطاقة الكهرومائية في البلد، في أدنى مستوياتها، وفي الأسابيع الثلاثة الماضية، انخفض إنتاج الطاقة الكهرومائية إلى النصف، وهو رقم ازداد سوءًا بسبب الجفاف الذي أحدثته ظاهرة "النينيو" لمدة عامين، مما أدى إلى انخفاض مستويات البحيرة عند مستويات منخفضة تاريخيًا.
 
ومن المقرر أن يتم تركيب مولدات الديزل الاحتياطية الجديدة ومحطات الطاقة الشمسية قريبًا، الأمر الذي من شأنه تحسين الوضع في عام 2018 على حد قول شركات الطاقة، لكنهم يطالبون الناس أن يتحلوا بالصبر، فيما قال "إيفلين مواباسا" الرئيس التنفيذي السابق لشركة إسكوم : "ستواصل ملاوي تجربة انقطاع التيار الكهربائي ما لم تتلق البلاد أعلى معدلات هطول الأمطار العادية لمدة خمس سنوات متتالية، ولكن ستمر عقود أن تحصل كل أسرة علي كهرباء، وتملك مالاوي القدرة على توليد 300 ميغاوات فقط، وهو ما يزيد قليلا عن مزرعة رياح اسكتلندية واحدة ؛ وحتى من دون بنية تحتية لا تستطيع شركات الطاقة مواكبة الطلب المتزايد من السكان المتزايدين بسرعة و المتعطشة للوقود، والتي تحتاج إلى الكهرباء لأجهزة الكمبيوتر والتصنيع.
 
وقال "جون تاولو" نائب مدير مركز البحوث والتطوير التكنولوجي في ملاوي : " تواجه البلاد فجوة آخذة في الاتساع بين المعروض والطلب على الكهرباء، وهو ما يتفاقم بسبب التحضر والتنمية الاقتصادية والنمو السكاني"، وتزداد تغطية الشبكة ببطء ولكن الطلب يتضاعف كل 10 سنوات أو نحو ذلك، و وأضاف :"نحن نواجه مشاكل خطيرة في إمدادات الطاقة، بما في ذلك ارتفاع الطلب على الطاقة والكهرباء بالإضافة إلى عدم كفاية القدرة على توليد الطاقة وارتفاع فواتير استيراد النفط ونقص الاستثمار في وحدات توليد الطاقة الجديدة وارتفاع تكاليف النقل والتوزيع، وخسائر الإرسال وضعف نوعية الطاقة والموجودة ".
ولا تعني الكهرباء أي تنمية ولكن أيضا التدهور البيئي على نطاق واسع وذلك وفقا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ويعتمد ما يقرب من 75٪ من الأسر المالاوية على الفحم وحرق الأخشاب لأغراض الطهي، كما نمت واردات الفحم والوقود الحفري، ويعتبر إنتاج الفحم الآن من الأعمال التجارية الكبيرة، و تقوم الناس بحمله عدة أميال للبيع في المدن، وبصرف النظر عن الآثار الصحية الداخلية لحرق الخشب لطهي الطعام،فهو يؤدي لإزالة الغابات أيضًا و تآكل التربة وهي حلقة مفرغة.
 
ويؤكد البنك الدولي، الذي يحسب أن تقنين الكهرباء يفقد ملاوي ما يصل إلى 7٪ من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا، أن انقطاع التيار الكهربائي يبقي البلاد فقيرة وجائعة وهذا أكثر من أي بلد آخر في أفريقيا وبالمقارنة فإن كل من كينيا والنيجر ومدغشقر وبنن تفقد جميعها أقل من 2٪، فيما أوضح الباحثون إن هناك صلة قوية بين التنمية البشرية ونصيب الفرد من استهلاك الكهرباء، وتملك ملاوي واحدة من أدنى مستويات استهلاك الكهرباء في العالم، كما أن مؤشرها للتنمية البشرية، وهو 0،418، أقل بكثير من المتوسط ​​الإقليمي في منطقة جنوب الصحراء الكبرى، حيث يحتل المرتبة 170 من أصل 187 بلدًا في العالم.
 
وأشار ماك كوسغروف ديفيز إلى أن هناك حاجة إلى استثمار هائل إذا ما تمكنت بلدان أخرى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من توليد الكهرباء وتحقيق أهدافها الإنمائية، وفي اجتماع عقد الأسبوع الماضي في ابوغا في نيجيريا، قال "إن مليار شخص لا يحصلون على الكهرباء، وهناك ستة من كل 10 أشخاص منهم 600 مليون شخص في أفريقيا"، وهناك 36 دولة تعاني من أزمة الكهرباء ".
 
وتلفت كوسغروف ديفيز إنها ستحتاج إلى زيادة بنسبة 500٪ في الاستثمار على مدى العقد المقبل لتحقيق هدف التنمية المستدامة، و تدعو جميع البلدان للتوفير "للحصول على طاقة بأسعار معقولة وموثوق بها ومستدامة وحديثة الطاقة", ومع ذلك، فإن ملاوي، شأنها في ذلك شأن معظم بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لديها موارد طبيعية هائلة، إذا كان ينبغي استغلالها في توفير الكهرباء للجميع، ويمكن أن تغطي الكهرباء الشمسية 50 % من احتياجات البلد من الطاقة في وقت قصير، ويمكن زيادة الطاقة الكهرومائية زيادة كبيرة، إن أفضل أمل على حد قول وزراء الحكومة هو بنوك متعددة الأطراف تعمل مع مستثمرين من القطاع الخاص، وقد اتفق البنك الدولي، وبنك أفريقيا، والاتحاد الأوروبي، ومؤسسة شل، والحكومة البريطانية، والتحالف الدولي للطاقة الشمسية على المساعدة في تطوير الطاقة المتجددة في جميع أنحاء ملاوي وغيرها من البلدان الأفريقية الفقيرة في مجال الطاقة.
 
وتم ربط الآلاف من القرى في ملاوي بمحطات توليد الطاقة المنتجة مركزيا عبر شبكة وطنية كان ينظر إليها على أنها الخيار الوحيد، أما الآن، يبدو أنه غير واقعي ومكلف جدا، وبدلا من ذلك، أصبحت الطاقة المتجددة أرخص بكثير وأسهل وتوفر الشبكات الصغرى، التي ترى أن القرى بأكملها مزودة بالطاقة الشمسية أو طاقة الرياح ’مستقبلا آخر للطاقة، ولكن في "نامبوما" الناس لا ينتظرون وصول الشبكة، كما يقول "كامزيتو" : "تعتبر الطاقة الشمسية الآن الطريق إلى الأمام، وهناك 50 أسرة فقط لديها مولدات كهربائية، ولكن أكثر من 200 أسرة قد قامت بتثبيت ألواح للطاقة الشمسية، ويرون أنها أكثر ثقه و سهله ورخيصة للشحن، وهؤلاء ليس لديهم انقطاع في التيار الكهربائي".

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انقطاع التيار الكهربائي يثير الاستياء والغضب في ملاوي انقطاع التيار الكهربائي يثير الاستياء والغضب في ملاوي



GMT 05:53 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

السيول تضرب غرب ليبيا وتُعيد للأذهان كارثة درنة

GMT 06:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 07:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ظهور سمكة مجدافية نادرة في كاليفورنيا يثير فضول العلماء

GMT 05:01 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رصد "أول حالة انقراض معروف للطيور من أوروبا"

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 01:19 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إشارة جديدة من روسيا بشأن التعاون مع إدارة ترامب
  مصر اليوم - إشارة جديدة من روسيا بشأن التعاون مع إدارة ترامب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon