لندن ـ كاتيا حداد
تخدم فضلات الحشرات، مجموعة كبيرة ومتنوعة من الوظائف لهذه الكائنات ولحياة الإنسان. وبعكس معظم الحيوانات، فهناك العديد من الحشرات تستخدم إفرازاتها بشكل فعال، كمنزل لها، ولمساعدتها على التغذية أيضًا، وفي التفاعل مع المفترس أو الفريسة، ولتنظيف نفسها، وبناء موئلها، وبناء المأوى، ومن أجل التكاثر والدفاع المادي أو الكيميائي ضد الأعداء الطبيعية.
ويمكن لبراز الحشرات أن يستخدم في المجالات الطبية، فالبنسبة لبعض الحشرات فالبراز يوفر منزلًا لهم، مثل يرقات (تشيليمورفا ألترانز)، المعروفة باسم الخنفساء السلحفاة، فتكفن هذه الحشرات أنفسها بغرض الحماية بأغطية من البراز أو بعمل طلاء برازي، أو دروع برازية. وبالنسبة لحشرات أخرى فإنها تستخدم برازها للحماية من أعدائها الطبيعيين، مثل سوسة الصنوبر (هيلوبيوس أبيتيس) والتي تضع برازها على بيضها لحمايته من الافتراس.
وتلعب فضلات الحشرات أيضًا دورًا مهمًا في تكاثر الأنواع، حيث تؤثر على التزاوج والانجذاب بين الحشرات، على سبيل المثال، الخنافس العذراء، (هيلوتروبيس باجولوس)، تستخدام برازها المتطاير لتلبية حاجات شركائها، وزيادة فرصة التزاوج.
فالصراصيروالمعروفة بسوء السمعة وذلك لازدهارها في البيئات القذرة، واستخدام رائحتها من برازها لتحديد موقع الذهاب والعودة إلى مواقعها المريحة. ويعتبرهذا خبرًا جيدًا للأشخاص الذين يودون الحفاظ على منازلهم آمنة من الصراصير فقط يمكنك تعقب الفضلات والتي تشبه حبات الفلفل الأسود وستعرف مكان تجمعها.
ويمكن للفضلات أن تكون مغذية أيضًا فيستخدم المزارعون براز البقر لتسميد الأرض وتخصيبها، وينشر النمل برازه أيضًا لزراعة فطريات تمكنه التغذي عليها، فالفطريات تزدهر بشكل واضح على الأوراق والتي يقوم النمل بمضغها بعد التبرز عليها. وليست الحشرات الوحيدة التي تستخدم البراز الخاص بها - فنحن البشر نفعل ذلك.
فبراز دودة القز (بومبيكس موري) له خصائص دوائية مثل كونه مسكن، ومكافح الحمى، وتطبيقات أخرى مضادة للالتهابات في مجال الطب العشبي، أما بالنسبة النمل الأبيض( كوبتوترمز فورموسانوس) يوظف برازه لبناء منازل آمنة عن طريق خلط البراز في جدار العش.
وأظهرت دراسة أجريت في عام 2013 أن النمل الأبيض يوفر مضادات الميكروبات الطبيعية التي تحوّل بدون مسببات الأمراض، وقد أظهرت أيضًا دراسة سابقة، منذ عام 2000، أن البكتيريا المعزولة من النمل الأبيض، نيوترمز كاستانيوس وكالوترميس فلافيكوليس، تنتج مادة السينترين، وهو بروتين مرتبط بانقسام الخلايا. وهذا البروتين قد يساعد الباحثين في فهم انقسام الخلايا الذي يحدث في السرطانات، مما يدفع إلى الاعتقاد بأن هذا البروتين يمكن أن يكون هدفًا وأملًا لصنع المضادة للسرطان.
ولاحظ عدد من الدراسات أيضًا أن النمل الأسود، (لاسيوس نيجر)، يخلق منطقة فريدة من نوعها للتغوط داخل أعشاشه. فالنمل يحافظ على معظم نفاياته - مثل أمواته في المستعمرة، والحطام وقصاصات وبواقي الأغذية لكن في الخارج - ولكن التغوط في الداخل، وعادة مايكون في زاوية الغرفة الخاصة بها.
فهل يمكن لبراز الحشرات إنقاذ حياه البشر؟، فنقص وجود المضادات الحيوية الجديدة والأدويه المقاومة للالتهابات تجعل الأطباء والمرضى قلقين، فهناك تخوف من نهاية عالم المضادات الحيوية. فالخصائص المضادة للمرض والموجودة في براز الحشرات قد تفيد في اكتشاف مضادات جديدة للميكروبات. لكن لا تبدأ بوضع مسحوق براز الحشرات إلى شرابك الصباحي، فتوجد بعض المركبات في فضلات الحشرات مثل صراصير بيريبلانيتا الأميركية وحشره السمكه الفضية مثل ليبيسما ساكارينا - التى يمكن أن تنتج الحساسية لبعض الناس، وحتى الربو.
فبراز الحشرات يمكن أن ينقل كل شئ وأي شئ متواجد لدى الحشرة الحاضنة مثل الحساسية للإنسان ويعتبر مجال الملكة البكتيرية للحشرات مجالًا مهمًا للدراسة من قبل علماء الحشرات، وعلماء الأحياء التطورية والجزيئية, وقد تؤدي أبحات علماء الحشرات والأحياء إلى ابتكارات في خصائص مضادات الميكروبات والتي يمكن أن تنجح في عصر ما بعد المضادات الحيوية الوشيك، حيث تقول التقارير إن مقاومة مضادات الميكروبات ستقتل 300 مليون شخص وتكلف الاقتصاد العالمي 100 تريليون دولار أميركي بحلول عام2050.
أرسل تعليقك