توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أخطار تُهدد السلاحف البحرية الصغيرة في البحر الأحمر

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أخطار تُهدد السلاحف البحرية الصغيرة في البحر الأحمر

السلاحف البحرية
القاهرة ـ مصر اليوم

قبل نحو 260 مليون سنة ظهرت أولى فصائل السلاحف في نهايات ما يعرف بالعصر الترياسي الذي تتميز بداياته ونهاياته بأحداث الانقراض الرئيسية، حيث شهدت الأرض حدثاً ضخماً أودى بحياة غالبية الكائنات الحية حينذاك، ورغم ذلك استطاعت السلحفاة النجاة. وتشير بعض الدراسات إلى أن أول سلحفاة بحرية عاشت قبل نحو 220 مليون سنة وتحمل اسم odontochelys.

ورغم تواجدها على سطح الأرض طيلة هذه الفترة الطويلة، ولكونها تلعب دوراً مهماً في أي نظام بيئي، حيث إنها تمتاز بكونها فريسة ومفترسة في آن واحد، فإن حياة ست فصائل من السلاحف البحرية أصبحت اليوم مهددة بالانقراض بسبب مخاطر عديدة مثل الصيد، والقتل بهدف الحصول على بيضها أو لحومها أو الصدف، وفقدان موطن التعشيش أو جعل مناطق التعشيش السابقة غير مناسبة بسبب التدخل البشري وظاهرة التغير المناخي.
في هذا الإطار، أجرى باحثون من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) تحليلاتٍ لدرجات حرارة الرمال في مواقع تعشيش السلحفاة البحرية في البحر الأحمر، وقد أظهرت تلك التحليلات، أن السلاحف الوليدة في المنطقة قد تكون غالباً من الإناث. وهذه النتائج تحمل دلالاتٍ مهمة تتعلق ببقاء نوع السلحفاة البحرية في ظل الارتفاع المطَّرد في درجات الحرارة بسبب التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري.
تقول لينزي تانابي، طالبة الدكتوراه التي تدرس إيكولوجيا تعشيش السلاحف البحرية واستراتيجيات الحفاظ عليها، تحت إشراف البروفسير مايكل بيرومين، أستاذ علوم البحار ومدير مركز أبحاث البحر الأحمر بـ«كاوست»، «السلاحف البحرية أكثر تأثراً بالتغيرات في درجات الحرارة؛ لأن نوعها الجنسي يتحدَّد بناءً على درجة الحرارة، وهو ما يعني أن جنس السلاحف الوليدة تحدِّده درجة حرارة العُشِّ خلال فترة حضانة البيض».
وتعدّ السلاحف البحرية من أقدم الزواحف التي تعيش في البحار والمحيطات، من ذوات الدم البارد ويطلق عليها العامة «الترسة البحرية»، ولها قدرة على التكيف مع درجة حرارة الوسط الخارجي؛ إذ إن لها جلداً مقوى بحراشيف قرنية، وجسمها محمي بدرقة صلبة، تقضي معظم أوقاتها في المياه، وتعود إلى الشاطئ لكي تضع البيض في موسم التعشيش في مكان جاف تقريباً.
هل بدأت سيادة الجنس الانثوي؟ يُعدّ البحر الأحمر موطناً لخمسة من أصل سبعة أنواع من السلاحف البحرية، حيث تُعشِّش السلاحف البحرية الخضراء المهدَّدة بالانقراض والسلاحف صقرية المنقار المهدَّدة بالانقراض بدرجة أكبر على طول الخط الساحلي. وتشير الأبحاث الحالية إلى أن عتبة درجة الحرارة اللازمة للحفاظ على نسبة 50:50 بين الذكور والإناث هي 29.2 درجة مئوية، وأنه عندما تتجاوز درجة الحرارة تلك العتبة، يكون الجنس الأنثوي هو السائد بين السلاحف البحرية الوليدة. أما عندما تتجاوز درجة الحرارة 33 درجة مئوية، فمن الممكن أن تُصاب السلاحف البحرية الوليدة بتشوهاتٍ، بل قد يحدث نفوق جماعي لها.

توضّح تانابي قائلة «لقد استطاعت السلاحف البحرية أن تحافظ على بقائها منذ العصر الترياسي المتأخر، وأن تتكيف مع التغيرات المناخية التي حدثت في الماضي. لكنَّ معدل التغير الحالي في درجات الحرارة، والذي نجم عن النشاط البشري، غير مسبوق».وتتابع تانابي «لقد درسنا أنماط درجات حرارة الرمال في مواقع تعشيش السلحفاة في البحر الأحمر بهدف تعزيز فهمنا لمجموعات السلاحف البحرية الحالية».
واختار الفريق خمسة مواقع مُوزَّعة على المنطقة التي تكثُر فيها السلاحف الخضراء والسلاحف صقرية المنقار، حيث جمعت أجهزة تسجيل البيانات الآلية بيانات درجات حرارة الرمال داخل أعماق أعشاش كلا النوعين، وذلك كل 15 دقيقة على مدار خمسة أشهر (في الفترة من مايو (أيار) إلى سبتمبر (أيلول) 2018، والتي تتزامن مع موسم التعشيش المفترض).
تجاوزت درجة حرارة الرمال 29.2 درجة مئوية في جميع المواقع التي رصدتها الدراسة، باستثناء جزيرة جوبال الصغرى في الجزء الشمالي من البحر الأحمر. وتشير هذه النتائج إلى أن المرحلة التي يصبح فيها الجنس الأنثوي السائد بين السلاحف الوليدة ربما تكون قد بدأت بالفعل.
غير أن تانابي تحذّر قائلة «علينا أن نتوخَّى الحذر عندما نزعم أن سيادة الجنس الأنثوي لدى السلاحف الوليدة تحدث قطعاً الآن. فالبحر الأحمر أكثر دفئاً، بوجهٍ عام، من شواطئ التعشيش الأخرى حول العالم؛ ولذا من الوارد أن تكون هذه السلاحف قد تكيَّفت بالفعل مع عتبة درجة حرارة أعلى. لكن ما يثير القلق هو رصد ارتفاعات في درجات حرارة الرمال في بعض المواقع بلغت 36 درجة مئوية؛ وهو ما قد يُهدِّد بشدة بقاء السلاحف البحرية».
من المتوقَّع أن تُسهم النتائج التي توصَّلت إليها تانابي في المشاورات الوطنية المتواصلة بخصوص الحفاظ على البيئة البحرية لا سيّما في ظل المشروعات الإنشائية العملاقة المقترح إقامتها على طول سوحل البحر الأحمر. تضيف تانابي قائلة «أتمنى أن تعطي هذه المشروعات أولوية للحفاظ على مواقع تعشيش السلاحف البحرية، خاصة تلك المواقع التي يمكن أن تُتيح نسباً متوازنة بين الذكور والإناث».
تعكف تانابي أيضاً على دراسة ديناميات مجموعات السلاحف وخصائصها الوراثية، والمخاطر التي تُهدِدها مثل المواد البلاستيكية والتلوث الناجم عن المعادن الثقيلة، وتشير إلى أن فهم هذه العوامل يعد عاملاً أساسياً في نجاح استراتيجيات الحفاظ على السلاحف البحرية.

قد يهمك ايضا

سكان مدينة بالاسور الهندية يكتشفون سلحفاة صفراء نادرة

سلحفاة تركض هربًا من بين فكي تمساح حاول التهامها

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخطار تُهدد السلاحف البحرية الصغيرة في البحر الأحمر أخطار تُهدد السلاحف البحرية الصغيرة في البحر الأحمر



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 16:54 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بنزيما يرشح كاسيميرو وعوار وفقير للانضمام لـ اتحاد جدة

GMT 23:51 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

شركة آسوس تطلق هاتفها الذكي Zenfone 6 الجديد

GMT 12:48 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

نقل سولاف فواخرجي للمستشفى بعد حادث أليم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon