لندن - كاتيا حداد
تصاعد عدد الثعالب التي تعيش في المناطق الحضرية في إنكلترا إلى ما يقرب من 5 أضعاف عما كان يعتقده الخبراء في السابق، وزاد إجمالي عدد الثعالب في المناطق الحضرية من 33 ألف في التسعينات إلى 150 ألف اليوم وفق تقرير جديد، وارتفعت أعداد الثعالب في مدن شمال إنكلترا لكنها ظلت مستقرة نسبيًا في مدن الجنوب، ويرجع هذا الارتفاع على الأرجح إلى انتقال الثعالب إلى مناطق جديدة على مدى السنوات العشرين الماضية، كما تضاعفت أعدادهم في المدن ذات الكثافة السكانية المنخفضة لاسيما في شمال البلاد، وكان من الغريب انخفاض مشاهدة الثعالب في إنكلترا بنسبة 43% عن فترة التسعينات.
وتقول الدكتورة دون سكوت الخبيرة في جامعة برايتون " إنهم يقيمون بكثرة أو قلة في جميع المدن في المملكة المتحدة"، وأشار تقرير سابق لسكوت وفريقها إلى أن 90% من البلدان الإنكليزية والبلدان في ويلز لم يشاهد فيها ثعالب عام 2001 لكنها الأن أصبحت موطن الحيوانات المفترسة، وتغوص الدراسة الجديدة في مزيد من التفاصيل وتحسب كثافة الثعالب في البلدان والمدن في جميع أنحاء البلاد، وتتصور بورنموث القائمة بنسبة 23 ثعلب لكل كيلو متر مربع بينما تتواجد الثعالب في لندن كل 18 كيلو متر مربع، وفي شمال إنكلترا تضم نيوكاسل 10 ثعالب لكل متر مربع، وشهدت بريستول التي تضم 37 ثعلب كل كيلو متر مربع انتشار مرض الجرب بين هذه الأنواع على مدى العقدين الماضيين، وتضم الأن 16 ثعلب فقط لكل كيلو متر مربع.
وتابعت سكوت: "زادت الكثافة في الشمال بينما لم تزد الكثافة في الجنوب ولا يبدو أن الأعداد زادت في لندن"، وباستخدام البيانات التي تم جمعها استقرأ فريق الباحثين الأرقام وقدر وجود حوالي 150 ألف ثعلب في المناطب الحضرية في إنكلترا ما يعادل واحد لكل 300 من السكان المقيمين، واستخدام الفريق موجات الراديو لمعرفة كيفية تشكل مجموعات الثعالب، وطلب من سكان 8 مدن إنكليزية الإبلاغ في شهري يوليو/تموز، وأغسطس/أب عن مشاهدة أي ثعالب من 2013 حتى 2015، ومن خلال هذه البيانات استطاع الباحثون حساب الكثافة العددية للثعالب في البلدان والمدن في جميع أنحاء البلاد.
وتشهد أعداد الثعالب الحمراء ازدهارًا واضحًا في المناطق الحضرية في جميع أنحاء العالم، ورصدت هذه الأنواع في جنوب إنكلترا في الثلاثينات، وتعد الثعالب من الثدييات القابلة للتكيف وتزدهر في المناطق التي تضم حدائقم توسطة الحجم لأنها تتيح المزيد من المواد الغذائية والبقع للاختباء، وربما يكون زيادة أعداد الثعالب في البلدان الشمالية نتيجة لانتقال الثعالب إلى المناطق الأكثر حضرية، وأفاد الدكتور فيليب ستيفن من جامعة دورهام أنه نظرًا لقدرة الثعالب على تغطية مسافات طويلة تترحك الثعالب عادة من بلد إلى بلد، ويمكن أن تنقل الثعالب الأمراض للإنسان لاسيما داء الكلب ودودة الثعلب الشريطية والتي لا توجد في بريطانيا، وتساعد الحيوانات المفترسة على تخفيض أعداد الجرذان والفئران وغيرهم من الآفات.
أرسل تعليقك