تشهد مصر حراكا شعبيا يستعد لاستضافة الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ عام 2022 "كوب 27"، بين 7 و18 من نوفمبر المقبل في مدينة شرم الشيخ.
وضمن هذا الحراك، برزت مبادرة "شجرَّها" لزراعة 27 ألف شجرة بين 1 أغسطس وحتى موعد عقد المؤتمر.
المبادرة أطلقها المهندس المصري عمر الديب، (36 سنة) منذ عام 2016 واستطاعت زراعة أكثر من 100 ألف شجرة خلال السنوات الماضية، لكنها تهدف لتكثيف الجهود قبل مؤتمر المناخ لإظهار اهتمام الشباب المصري بتقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة البيئة.
بدأ الديب، وهو مهندس في سلامة وحماية البيئة ويعمل في إحدى شركات البترول، الفكرة بزراعة شارع في مدينة العبور بعشر شجرات حتى يستطيع الناس الأكل منها بشكل مجاني، لكن الأمر توسع وأصبحت مبادرة كبيرة طرقت أبواب المؤسسات المعنية في المدينة وجمعت متطوعين من الأسرة والجيران، حيث أقيمت أكثر من 400 فعالية، وزراعة أكثر من 100 ألف شجرة مع استهداف زراعة أكثر من 150 ألف شجرة.
يؤكد عمر في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن المبادرة لها ثلاثة أهداف رئيسة، الأول نشر ثقافة زراعة الأشجار المثمرة في الشوارع والمدارس والأماكن العامة، والثاني نشر ثقافة زراعة شرفات المنازل والأسطح بالنباتات الطبية والعطرية، والثالث التنمية المستدامة ومواجهة ظاهرة التغيرات المناخية.
وبحسب الديب فإن الهدف أيضا أن يأكل الناس بشكل مجاني من الشوارع، والبيوت، وشرفات المنازل، والأسطح، ويكونوا إيجابيين لا ينتظرون أن يقوم أحد بالزراعة لهم، وهذا يقلل الاستيراد ويجعل الأشخاص المشاركين منتجين وفاعلين في المجتمع".
وفيما يتعلق بمؤتمر المناخ، قامت المبادرة بحملة ربطتها بمؤتمر المناخ COP27 باستهداف زراعة 27 ألف شجرة في 8 محافظات مصرية، بدءا من مطلع أغسطس حتى 17 نوفمبر.
يعلق عمر اليدب على الحملة: "وجدنا إقبالا كبيرا من جميع المحافظات، جعلنا نأمل أن نزرع أكثر من 27 ألف شجرة، والمشاركة مفتوحة لجميع الفئات، ونحن نساعد من يزرعون ونشرح لهم أسلوب رعاية الأشجار، وباب المشاركة مفتوح للمؤسسات مثل الجامعات والمدارس والشركات والحكومات، للتسجيل معنا، وأي شخص يستطيع زراعة حتى لو شجرة وحدة نرسل له شهادة إلكترونية بالمشاركة وعدد الأشجار التي زرعها، مع نشر صور كل من يقوم بالزراعة على مواقع التواصل الاجتماعي كنوع من التشجيع والدعم".
كما أضاف أن المبادرة لا تواجه أي مشكلة فيما يتعلق بالمياه حيث تعتمد على زراعة أماكن تتوافر بها مصادر مياه صالحة للري، وفي حال كانت المياه معالجة يتم اختيار نوع معين من الأشجار الخشبية التي لها عائد اقتصادي وبيئي، وتوفر على مصر استيراد الأخشاب من الخارج وهو أمر مهم للأجيال المقبلة.
وحول أهم الأشجار التي تتم زراعتها، يبين الديب "نزرع أنواع معينة تناسب البيئة المصرية مثل أشجار الزيتون، والموالح، والمورينجا، وبعض الأشجار الخشبية التي تناسب أماكن فيها مياه صرف معالجة أو مناطق بها تلوث وازدحام، مثل أشجار "الماهوجني" الإفريقي، وأشجار النيم" التي لها ظل كبير، وهي أشجار مهمة للتقليل من غازات ثاني أكسيد الكربون والغازات المسببة للاحتباس الحراري، فضلا عن زراعة الخضراوات بأنواعها مثل الملوخية، والجرجير، والبقدونس، وغيرها، ونباتات الطماطم، والكوسة، والخيار، والفلفل، وغيرها مما يؤكل في المنازل ويتم تعليم الأشخاص زراعتها بأسلوب بسيط وسهل".
حصل المهندس عمر الديب على جوائز وتكريمات عديدة فقد فاز بجائزة مبادرة التنمية في نوفمبر عام 2020، حيث تم تكريمه من وزراء التخطيط والبيئة والشباب والرياضة والإعلام، كما تم تكريميه من ضمن أفضل 100 مؤسسة في مصر، حيث تنافست فيها 190 مؤسسة وتم اختيار المبادرة كأفضل مؤسسة في عام 2020، فضلا عن تكريمه ضمن أفضل 100 شخص قائد في إفريقيا في مجال الاستدامة عام 2021.
يختتم المهندس عمر الديب حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، قائلا "حصلت على دبلومة في مجال البيئة من جامعة القاهرة وأخرى من جامعة عين شمس، وكونت معلومات وخلفية جيدة عن العمل في مجال البيئة، ولدي الحماس والنشاط لنشر الأفكار، والموضوع لم يعد مقتصرا على مصر التي اشتركت معظم محافظاتها في المبادرة، لكنه بات يجذب الكثير من المهتمين من خارج البلاد، ونحن نتمنى مشاركة الحملة في مؤتمر المناخ كتجربة ناجحة لشباب مصر لدعم المؤتمر، وإيصال شعورنا بهذه المشكلة للعالم كله، كما نحتاج للدعم من جميع الجهات التي تستطيع مساعدتنا".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
وزارة البيئة المصرية تعلن زراعة أكثر من 106 ألف شجرة خلال عام 2021
دراسة تُؤكد 9 آلاف نوع من الأشجار في غابات الأرض قد تنقرض قبل اكتشافها
أرسل تعليقك