لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة جديدة أن الهزات الزلزالية الهائلة التي وقعت عند خط الاستواء هي المسؤولة عن انخفاض درجات الحرارة العالمية التي ميزت كل عصر جليدي على كوكب الأرض، فعندما تحطمت ألواح قشرة كوكب الأرض مع بعضها البعض أصبحت مساحات شاسعة من صخور المحيطات مكشوفة.
ويعتقد العلماء بأن درجات الحرارة العالية للمنطقة الاستوائية سببت تفاعلا كميائيا أدى إلى امتصاص الصخور كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون من الجو، وهو ما أدى إلى انخفاض درجات الحرارة وتشكيل عصور جليدية، وكما أن زيادة ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الصناعة البشرية أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية فإن إزالته أحدثت تأثيرا عكسيا.
وشهدت الأرض ثلاثة عصور جليدية هائلة على مدار تاريخ الأرض، امتد كل منها إلى ملايين عدة من السنين، حيث امتدت فيها الأنهار الجليدية والمناطق المتجمدة إلى ما هو أبعد من المناطق القطبية، وبدأ العصر الجليدي الأحدث منذ 35 مليون عام ومن الناحية الفنية ما زال مستمرا، ويميزه انتشار الصفائح الجليدية عبر غرينلاند وأنتركتيكا، وعند اصطدام اثنين من الصفائح الجليدية تنشأ سلاسل جبلية تحتوي على خطوط صدع واضحة تضم صخورا مكشوفة حديثا، وأوضح الباحثون في معهد ماساتشوستش للتكنولوجيا أن ظهور التصدعات على مدى آلاف السنين تزامن مع بداية كل عصر جليدي كبير.
أقرأ أيضاً :
جدران تحت الماء قد تمنع حدوث «أخطر» عواقب تغير المناخ
ووجد الباحثون أنه رغم أن بعض التصدعات مثل تلك الموجوده في جبال الهيمالايا انتقلت بمرور الوقت بعيدا عن خط الاستواء فإن أصولها كانت في المناطق الاستوائية، وأضاف الدكتور أوليفر جاغوتز الجيولوجي في معهد ماساتشوستش للتكنولوجيا الذي قاد الدراسة "وجدا أنه عند حدوث ذروة في كل مرة في المناطق الاستوائية كان هناك حدث جليدي، ولذلك ففي كل مرة يحدث 10 آلاف تصدع على سبيل المثال يحدث عصر جليدي".
ورغم أن تفاعل مواد مثل المغنسيوم في الصخور مع ثاني أكسيد الكربون كان نقطة لانطلاق البرودة العالمية فإنه كان له دور في إنهاء كل عصر جليدي، وبمجرد تجفيف الضخور التي تفاعلت مع ثاني أكسيد الكربون فإنها لا تخزن أي غاز آخر يساعد في تدفئة المناخ ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة.
ورغم أن كوكب الأرض يشهد فترة جليدية نسبيا فإن درجات الحرارة العالمية ارتفعت نتيجة النشاط البشري الذي يضخ كميات هائلة من انبعاثات الكربون في الجو، وفي حين أن استخدام جيولوجيا الكوكب لعكس هذه العملية يبدو فكرة جذابة فإن جاغوتز أوضح أنه من غير المرجح أن يسهم ذلك في المساعدة بشكل كبير، مضيفا "الأرض تقوم بذلك بمعدل بطيء لا علاقة له بما يفعله البشر اليوم في الأرض وهو ما يؤذينا ولا يفيد"، ونشرت نتائج الدراسة في مجلة Science.
قد يهمك أيضاً :
الكشف عن أسرار جبال الألب على مدى 115 ألف عام
دراسة تؤكد أن التغير المناخي قد يُسرع من تذبذب الأرض
أرسل تعليقك