كيب تاون ـ أحمد حليمة
ساد الهدوء متنزه كجالاجادي ترانسفرونتير الوطني في جنوب أفريقيا باستثناء صوت واحد ملأ أرجاء المكان في أعياد الميلاد، هو صوت ضحك هستيري تردد صداه طوال الوقت. ولم يكن هذا الصوت صوت إنسان، بل صوت
الضباع التي بدت وكأنها تضحك، وبدا صوتها كما لو كان صوت ضحك هستيري متقطع. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ بدت ملامح وعضلات وجه الضبع الذي يصدر صوت الضحك وكأنه يضحك بالفعل.
ولقد التقطت هذه المجموعة من الصور، المصورة الفوتوغرافية المحترفة، بردجينا بارنارد التي علقت قائلة إن "الضبع بدا كما ولو كان يضحك من مشاهدتنا، وكأننا مهرجون من ذوي الأشكال الغريبة يتحركون أمامه، وكان الضبع يتخذ وضعًا مختلفًا كلما أطلقت الكاميرا أضواءها، مما يعكس أنه كان يستمتع بالتصوير ويستعرض إمكاناته أمام العدسات، وكان فمه مفتوحًا على مصراعيه وكأنه نجم سينما يتخذ أوضاعًا مخططًا لها ويضحك ضحكات مميزة".
ومن المعروف أن الضباع تصدر مجموعة متنوعة من الأصوات، منها ما يشبه الصراخ، ومنها أصوات النباح والعواء والصوت المميز الذي تشتهر به هذه الحيوانات وهو الصوت الذي يشبه الضحك الهستيري، وتستخدم الضباع هذا الصوت الذي يسري لمسافة ثلاثة أميال، لتنبيه أقرانها إلى مصادر الطعام.
ومن واقع صوت الضبع، يمكن التعرف على سن الأنثى، وكذلك مكانة الحيوان في القطيع سواءً كان زعيمًا أو مجرد ضبع عادي من القطيع. فالأنثى العادية تصدر صوتًا يشبه الضحك إلى حدٍ كبيرٍ، بينما الأنثى القيادية فتصدر صوتًا أجش بعض الشيء. وفي بعض الأحيان تصدر الضباع أصواتًا منخفضة تشبه الثرثرة عندما تتجمع على الطعام، وهي الأصوات التي يعتبرها العلماء معبرة عن الإحباط عندما لا يتمكن الضبع من الحصول على وجبة مشبعة.
ويؤكد العلماء أن "الضباع تصدر مجموعة من الأصوات تحدد مكانتها في القطيع، وأن ذلك يساعدها على توزيع حصص الطعام، كلٍ حسب مكانته، إضافةً إلى أهمية الأصوات في تنظيم القطيع والدعوة إلى تناول الطعام. كما تسعد هذه الأصوات الضباع في التغلب على خصومها في الغابة، إذ تستخدمها في الحشد والتجمع عندما يتعرض أحدها لخطر ما. فعلى سبيل المثال، من الممكن أن يتعرض أحد الضباع لهجوم من أسد أو اثنين أثناء إحضاره الطعام لباقي المجموعة، وهو ما يدعوه إلى استخدام الأصوات لجمع الأقران، وغالبًا ما تنجح هذه الإستراتيجية ويتجمع عدد من الضباع لينجحوا في طرد الأسد أو الأسدين واسترداد طعام المجموعة".
وغالبًا ما تعيش الضباع في قطعان تصل إلى 80 ضبعًا في المجموعة الواحدة التي تقودها أنثى واحدة فقط. وتعيش الضباع حياة صاخبة حافلة بالضوضاء التي تتمثل في صراخ وعواء ونباح وثرثرة، وأحيانًا أصوات تشبه الضحك. ومن المعروف أن الضباع صيادون مهرة تتبع الحمر الوحشية والجاموس والغزلان.
ويحتاج الضبع إلى 30 رطلًا من اللحوم يوميًا، وهو ما يعني أن جماعة ضباع واحدة يمكنها التهام حمار وحشي في نصف ساعة فقط. ومن أكثر الميزات الفريدة في الضباع، هي ذلك الفك الخارق الذي يستطيع تحمل ضغط 1000 رطل في كل بوصة، وهي القوة الكافية لتكسير عظام زرافة.
أرسل تعليقك