توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوضحت أنَّ أدمغة الطيور تختلف من حيث الحجم والتفكير

جنيفر أكرمان تطرح كتاب جديد يكشف القدرات العقلية المذهلة للطيور

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - جنيفر أكرمان تطرح كتاب جديد يكشف القدرات العقلية المذهلة للطيور

الطيور الزرقاء التي تعلمت كيفية نقر غطاء زجاجات اللبن
لندن - كاتيا حداد

أصدرت جنيفر أكرمان كتابها الجديد بعنوان " عبقرية الطيور" بتكلفة 14.99 أسترليني، وذكرت أكرمان " في عام 1921 شكى الحلّاب في بلدة Swaythling بالقرب من ساوثامبتون من فتح زجاجات الحليب التي يتركها أمام الأعتاب كل صباح، وأوضح الحلاب للزبائن أنه شاهد طيور زرقاء تنخر بمنقارها على زجاجات الحليب، ومن المؤكد أن الطيور كانت ترتشف الجزء العلوي الكريمي من الزجاجات، وكان ذلك تصرف ذكي من الطيور ولكن المدهش بدء انتشار هذه الخدعة خارج بلدة Swaythling، والتدريح انتشرت هذه الخدعة في بريطانيا ووقعت أول حادثة لها في 1921، وبحلول عام 1949 بدى أن الطيور الزرقاء في كل مكان تعرف كيفية الحصول على أغطية الزجاجات، وعندما تم استبدال رقائق الفويل بالورق المقوى استطاعت الطيور اختراقه أيضا".

وتابعت أكرمان, "يعد هذا واحد من الأمثلة التي حصر لها لما وصفه العلماء بذكاء الطيور، إلَّا أن هذا المصطلح لا يعد منصفا بالنسبة للفكر التعقيدي البارع للأنواع في جميع أنحاء العالم، وأن الوصف الأفضل هو عبقرية الطيور، وفي القطب الجنوبي على سبيل المثال يشاهد علماء الطيور طائر السكيف البحري المفترس وهو يتحاضن وسط صغار الفقمة حديثي الولادة ويحتسون الحليب من أمهاتهم المرضعات، ولوحظت في الوقت نفسه في فصل الشتاء في ولاية أريزونا الشمالية النسور على بحيرة متجمدة حيث تجمدت الأسماك حتى الموت، وكانت الطيور تثقب الجليد بمنقارها  حتى يصل السمك إلى منقارها لتأكله".

وأردفت أكرمان, " في زيمبابوي حول حقل للألغام تواجدت في التربة متفجرات قاتلة منذ 40 عامًا، وشوهدت عشرات النسور جالسة على الأسلاك الشائكة تنتظر الغزلان للهجوم عليها للحصول على وجبتها، وهناك اعتقاد بأن أدمغة الطيور صغيرة وبالتالي فهي قادرة فقط على القيام بسلوكيات غريبة، إلا أن أدمغة الطيور تختلف من حيث الحجم فهناك الطائر الطنان الكوبي الذي يقل حجم دماغه عن خُمس الأوقية أما البطريق الامبراطور فيصل حجم دماغه إلى 1.6 أوقية، ولا يزال ذلك ضئيل مقارنة بحجم دماغ الإنسان الذي يزن 3 رطلا فضلا ع 17 رطلًا لدماغ الحوت، ولكن القدرات العقلية لا ترتبط بحجم الدماغ ربما تكون الغربان أكثر ذكاء من الفأر".

وأضافت أكرمان, "ما يهم أكثر هو الخلايا العصبية التي تتواجد بداخلها وكيفية اتصالها ببعضها، حيث أن أدمغة الطيور منظمة بشكل مختلف عن أدمغتنا البشرية، حيث تضم العديد من الخلايا العصبية في مناطق رئيسية ما يجعلهم أكثر تعقيدا مقارنة بالشامبنزي وإنسان الغاب، إلا أنه ليست كل الطيور ذكية بطبيعة الحال، ونحن نميل إلى الاعتقاد بأن النعام أكثرا لطيور غباء لأنه يدفن رأسه في الرمال حتى لا تراه الحيوانات المفترسة إلا أن ذلك شئ أسطوري غير حقيقي، مع العلم بأن النعام الأسترالي بالفعل من الطيور الغبية، حيث يستلقي الصيادون في راحة ممسكين بقدم واحدة في الهواء وهو ما يخدع النعام ويجعله يعتقد أن البشر هم طيور أخرى، وبالتالي تذهب النعامة لتحري قدم الشخص المستلقي ويتم الإمساك بها".

وبيّنت أكرمان " على النقيض تعد الغربان من أكثر الطيور ذكاء حيث تستطيع توظيف كافة الموارد من حولها، وفي المدينة اليابانية أكيتا تستغل الغربان ساعة الذروة المرورية للحصول على الجوز  وعندما تكون الأضواء حمراء فإنهم يضعون الجوز على الطريق وينتظرون حتى يتحول الضوء إلى الأخضر حتى تسير السيارات وتسحق العجلات الجوز، وبين هذين النقيضين هناك 10.400 نوعًا من الطيور وهو ما يزيد عن ضعف عدد أنواع الثدييات، ويقدر العلماء عدد الطيور البرية بين 200 إلى 400 بليون وهو ما يعادل تقريبا 30 إلى 60 طائرا لكل إنسان، وتعد الطيور أكثر ذكاء من البشر وتستطيع القيام بأفعال يدركها البشر باعتبارها أفعال ذكية".

وكشفت أكرمان, "يمكن للطيور حل المشاكل الجديدة وابتكار حلول جديدة للمشاكل القديمة، ويمكن للطيور العد واستخدام الأدوات، ويمكنهم نسخ لغتنا والتحدث بلغة الأغاني الخاصة بهم، ولديهم ذاكرة ربما تفوق ذاكرة بعض البشر الذين يعانون لتذكر المكان الذي تركوا فيه مفاتيح سيارتهم، وكان استخدام الأدوات يعد من صفات البشر إلا أنه تم توثيق 1% من الأنواع الحيوانية التي يمكنها فعل ذلك، ومن المعروف أن الشمبانزي يستخدم العصى لصيد الحشرات لأكلها ويستخدم أوراق الشجر والأطباق والكؤوس، كما أن إنسان الغاب يصنع المسواك من الأغصان وقبعات الشمس من الأوراق".

وأوضحت أكرمان أن " براعة غراب كاليدونيا الجديد فاقت الحد، حيث درس الباحثون في جامعة أوكلاند في نيوزلندا أحد هذه الطيور، وعندما أعطى العلماء الطائر أنبوب بلاستيك وفي نهايته قطعة من اللحم كان لديه حل، وعندما كان منقاره لا يمكنه الحصول على قطعة اللحم في نهاية الأنبوب استخدم الطائر أحد الأغصان وغرسها في قطعة اللحمة ونجح في الحصول عليها، ومن الخرافات الأسطورية قصة الغراب الذي أراد الشراب من إبريق ماء فارغ تقريبا، ولجلب الماء في متناوله قام بإسقاط الحصى في الإبريق، ولاختبار ذلك قدم الباحثون في جامعة أوكلاند للا150 من الغربان أنابيب مملوءة جزئيا بالماء ومجموعة متنوعة من الحصى وبعضها أخف وزنا، ووجد الباحثون أن الغربان كانت تأخذ الحصى الذي يغوص بدلا من الحصى الأجوف أو الخفيف".

وتابعت أكرمان " أطلق على أحد الطيور 007 لأنه لم يكن هناك مشكلة تهزمه حيث استطاع حل 8 ألغاز معقدة تتطلب منه سحب السلاسل وإمالة الأراجيح ونقل العناصر باستخدام عصا لفتح الغرفة للحصول على قطعة من اللحم، ووضع أستاذ علوم الحياة البرية جون مارزلوف اختبار مختلف في جامعة واشنطن في سياتل، حيث سار فريق من الطلاب خلال الحرم الجامعي مرتدين أقنعة رجالا لكهوف وأمسكوا بعدد من الغربان، وبعد 9 سنوات ارتدي الباحثون نفس الأقنعة وساروا مرة أخرى خلال الحرم الجامعي  والتفت حولهم الغربان لمهاجمتهم ما يعني أن هذه الطيور لا زالت تتذكر أن الأشخاص المقنعين خطرين، وحاول أحد الباحثين ارتدا شعر مستعار ونظارة شمسية إلا أن الغربان استطاعت التعرف عليه".

وأضافت أكرمان, " واستطاعت العصافير الدورية في محطة الحافلات في نيوزلندا معرفة كيفية فتح الأبواب المنزلقة من الكافيتريا للتسلل وسرقة بعض الفتات، واستغرق الأمر من الطيور بضعة أسابيع لتعلم ذلك، ويقول الموظفون أن الطيور تفعل ذلك حوالي 20 مرة في الساعة، ونجح عصفور يدعى نايغل في متحف الفن في نيوزلندا في استغلال اثنين من أجهزة الاستشعار في فتح مجموعة مزدوجة من الأبواب، وعندما أكل الطائر ملئ بطنه فتح الأبواب ليخرج مرة أخرى، ولم يتم الإبلاغ عن هذا السلوك في أي مكان أخر في العالم ما يدل على أن العصافير في نيوزلندا أكثر ذكاء من أبناء عمومتها في الخارج".

وألمحت أكرمان إلى أن " عالمة الأحياء في جامعة فيينا الدكتورة  أليس أورسبرغ اكتشفت أن ببغاوات غوفين يمكنها مقاومة الإغراء، وهي صفة يتقاسمها الببغاء مع الأطفال، فعندما تم اختبار بعض الأطفال وطلب منهم الجلوس في غرفة وعلى الطاولة قطعة واحدة من المارشميللو وطلب منهم إما أن يأكلوها مباشرة أو ينتظروا 5 دقائق ويحصلوا على قطعة أخرى، وأوضح الباحثون أن الأطفال الذين انتظروا للحصول على قطعة مارشميللو أخرى يميلون إلى أن يكونوا ناجحين أكاديميا، إلا أن الطيور تفوقت على الأطفال في ذلك حيث استطاعت إبقاء الحوز في مناقيرهم لمدة دقيقة أو أكثر ولم يبتلعونها عندما اعتقدوا أنهم سيحصلون على جوز الكاجو بدلا منها، ولك أن تتخيل طفل صغير يُبقي الزبيب على لسانه لمدة 60 ثانية للحصول على قطعة شوكولاتة، ويبدو أن المهمة أصعب بالنسبة للببغاوات مع المكسرات".

وذكرت أكرمان " وفي البرية ضربت الببغاوات جذوع الشجر الجوفاء لجذب الإناث، أما الببغاوات الأفريقية الرمادية فكانت تستخدم العصى لحك ظهرها، ولكن المثير لدى الطيور هو قدرتهم العقلية الموسيقية، إنهم يتعلمون كل أغنية مثلما يتعلم البشر اللغة، ويلتزمون بالإيقاع، وتمر الطيور المغردة بنفس مراحل عملية التعلم التي يمر بها الناس، حيث يستمعون ثم يجربون ثم يمارسون مثل الأطفال الذين يتعلمون العزف على آلة موسيقية، واستعمت إلى غناء أحد الطيور المختبئة داخل الأشجار وهي تعيد الإيقاع 4 أو 5 مرات، ومن المهم أن يؤدي الطائر الإيقاع بشكل دقيق لأن الدراسات أظهرت أن الإناث تختار شريكها بناء على جودة الأغنية، وكلما تنوعت الإيقاعات التي يؤديها الذكر كلما كان أكثر تفوقا من الناحية العقلية".

ولفتت أكرمان إلى أن " التقليد يعد من الطرق التي يظهر بها الببغاء القطيعي قدراته على محاكاة الآخرين، وتتدفق هذه الطيور بالآلاف في قطيع، وتتميز كل أنثى بنداء معين محدد لها، ويتعلم شريكها محاكاة ذلك في خلال بضعة أيام فقط، وتعتقد نانسي بيرلي من جامعة كاليفورنيا في ايرفين أن هذا هو السبب التطوري الذي يجعل الببغاء في الأسر يتعلم التحدث، والسبب في كون ذكور الببغاء الذين ينعزلون في مكان بمفردهم الأفضل في التحدث، ولذلك فهم يجيدون محاكاة الشخص الذي يمتلكهم، ومن القصص الشهيرة عن الببغاوات وربما تكون ملفقة أن أحد الببغاوات بعد أسابيع من الصمت كان أول الكلمات التي نطقها: تحدث اللعنة عليك".

وأضافت أكرمان " صديقان لي هما كارين وبوب لديهما ببغاء رمادي أفريقي يدعى ثروكمورتون والذي يحب تقليد نغمة هاتف بوب ثم صوت بوب بعدها وهو يقول مرحبا "هاه هاه هاه"، وبعد فترة استطاع الببغاء محاكاة صوت تعليق المكالمة الهاتفية، ويجيد الببغاء تذكر الأصوات ويمكنه تقليد نباح كلبهم الذي مات منذ 9 سنوات، ومن الببغاوات الثرثارة كان ببغاء رمادي أفريقي أخر يدعى أليكس ويعمل في جامعة هارفارد مع استاذ علم النفس إيريني بيبيربيرغ في بداية الثمانينات، وكان الببغاء يجيد فهم اللغة الإنكليزية، وكان يستطيع الببغاوات التعرف على ألوان صينية ملونة، وعند سؤاله عن عدد المفاتيح الخضراء كان يإمكانه الإجابة، وتعلم الطائر العد حتى العدد 8، وتعلم قراءة حروف الكلمات المكتوبة مثلما يفعل الأطفال، وعندما أظهرت له بيبيربيرغ مربع خشبي رمادي اللون كان يمكنه تحديد لونه وشكله بعد لمسه، وتحديد نوعية المادة المصنوع منها، كما تعلم الببغاء الكلمات التي يسمعها في المختبر مثل انتبه واهدأ وسوف أذهب لتناول العشاء".

وتابعت أكرمان " في ايلول/سبتمبر 2007 عندما وضعته يبيربيرغ في القفص مرة أخرى قال لها الببغاء قبل النوم: ليلة سعيدة كما اعتاد أن يفعل، إلا أن الببغاء توفى صباح اليوم التالي، وأظهر الفحص أنه توفى لأسباب طبيعية على الرغم من أن عمره كان 31 عامًا وهو نصف العمر المتوقع لببغاء أسير، وتسببت وفاة الببغاء أليكس في حالة فزع وحزن حول العالم، ولا زالت الطيور تدهشنا باستمرار، ولكن الأمر يتطلب عبقرية خاصة منهم لتعلم لغتنا".
 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنيفر أكرمان تطرح كتاب جديد يكشف القدرات العقلية المذهلة للطيور جنيفر أكرمان تطرح كتاب جديد يكشف القدرات العقلية المذهلة للطيور



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon