صنعاء ـ العرب اليوم
أساطير وخرافات أثارت الجدل لقرون طويلة، تمحورت حول بئر تاريخية في محافظة المهرة، شرقي اليمن، وباتت على مدى أزمنة طويلة لغزاً لم يجرؤ أحد على استكشافه. بئر برهوت، موقع مثير نُسجِت عنه الكثير من المقولات الخيالية، كونها تارةً مسكناً للجن، أو سجناً للأرواح المعذبة، وتارات أخرى تُطلق شائعات بأن مَن يلج هذه البئر يخرج جسداً بلا رأس، وغيرها من الأساطير. إلا أن فريقاً من المستكشفين العمانيين قام خلال شهر سبتمبر/أيلول بسبر أغوار هذه البئر، والإعلان عن الحقائق العلمية التي خرجوا بها، دون أن يصبهم أي سوء أو لعنات الخرافات التي نسجتها الذاكرة الشعبية حول البئر. الصور التي نشرتها وسائل إعلام عمانية، الخميس، لزيارة الفريق العماني المتخصص باستكشاف الكهوف، أظهرت تفاصيل داخلية للبئر، واحتوائه على مياه عذبة وشلالات تتفجر من بين جدرانه. وبحسب موقع "شؤون عمان" فإن الفريق العماني لاستكشاف الكهوف وثّق واستكشف بئر برهوت في اليمن بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية. كما تظهر صور نزول الفريق إلى قاع البئر، السمات الجيولوجية والبيئية للبئر، وقيامهم بالتقاط مجموعة من الصور وجمع البيانات، وأخذ عينات صخرية من قاع حفرة البئر.
ومن المقرر أن يصدر الفريق تقريراً مفصلاً عن الكهف ومسوحاته الجيولوجية خلال قادم الأيام، وهو ما ينتظره محبو الاستكشافات والمغامرات، خاصة وأن عملية الاستكشاف هذه تضع حداً للغموض والشائعات التي أحاطت البئر منذ مئات السنين. وتقع حفرة البئر على الشارع المؤدي إلى منطقة فوجيت، والتي تربط بين مدينتي شحن والغيضة في محافظة المهرة. وتبدو برهوت كمعلم بارز يظهر بوضوح من صور الأقمار الصناعية، ويبلغ عرض فتحتها الخارجية الدائرية نحو 30 متراً، وهي تقع بين سهول وجبال صغيرة تتكون أغلبها من الصخور الجيرية، وتصب فيها مجموعة من الشراج المائية الصغيرة، حسب الموقع العماني. ووفق رواية السكان المحليين فإن الحفرة لم تستكشف أو توثق قبل زيارة الفريق العماني لاستكشاف الكهوف لها، ولم يستطع الفريق عموماً العثور على توثيق سابق للحفرة.
ويبلغ عمق بئر برهوت 112 متراً، وعرضها عند السطح 30 متراً، وهذا العرض يتسع في أسفل الحفرة ليبلغ 116 متراً، كما يتباين عرض الحفرة تبعاً لقوة الصخور المحيطة بأجزائها المختلفة، إذ تتسع الحفرة نسبياً في الطبقات الصخرية الأقل صلابة. ومحيط الحفرة عموماً دائري الشكل، وهي تحتوي على كثير من التجاويف الصغيرة والحيود الصخرية الحادة.
وعلى عمق 65 متراً من السطح تقريباً تنبثق المياه من جوانب الحفرة لتكوّن شلالات بديعة، وتختلف هذه الشلالات في غزارة مياهها المتدفقة واستمراريتها. ويعد الشلال الشرقي أنشط تلك الشلالات، في حين يتقطع تدفق المياه من الشلال الجنوبي، وتحتوي الحفرة على مجموعة متنوعة من الترسبات الكهفية، ما يمنح البئر سمات سياحية جاذبة في حالة تم استثمارها حكومياً. كما يحتوي البئر على نشاط حيوي، حيث تعيش فيه مجموعة مختلفة من الكائنات الحية، كالأفاعي والضفادع والخنافس. وقال الموقع العماني إن الفريق البحثي المتخصص يسعى لزيارة مجموعة من الكهوف الأخرى في المهرة، وقدم الفريق شكره للسلطة المحلية بمحافظة المهرة اليمنية على جميع التسهيلات المقدمة للفريق خلال زيارته.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
تغير المناخ يهدد بانقراض الضفادع والعلماء يخشون على بعض الأنواع
تغيُّر المُناخ يُهدِّد بانقراض الضفادع والإكوادور تضع حلولًا لإنقاذها
أرسل تعليقك