تظهر دراسة جديدة نشرت، الإثنين، وجود علاقة بين نهاية الدورات الشمسية والتحول من ظروف (النينو) إلى (النينا) في المحيط الهادئ، ويقول الباحثون معدو الدراسة، التي نشرت في دورية "إيرث آند سبيس ساينس"، من المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي بأمريكا، إن اكتشاف هذه العلاقة من شأنه الاستفادة من متابعة حالة الشمس والتنبؤ بأحداث (النينو) و (النينا)، والتي لها عدد من التأثيرات المناخية الموسمية على الأرض.
على سبيل المثال، يميل جنوب الولايات المتحدة إلى أن يكون أكثر دفئًا وجفافًا خلال أحداث "النينا"، بينما يميل شمال الولايات المتحدة إلى أن يكون أكثر برودة ورطوبة.
و"النينا" و"النينو"، هو تغيير دوري غير منتظم في الرياح ودرجات الحرارة في المحيط الهادئ الاستوائي الشرقي، ويؤثر ذلك على المناخ في الكثير من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وتُعرف مرحلة الزيادة في درجة حرارة البحر بـ"النينو" بينما تُعرف مرحلة التبريد بـ"النينا".
ويقول سكوت ماكنتوش، العالم في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي (NCAR) والمؤلف المشارك للورقة البحثية: "الطاقة من الشمس هي المحرك الرئيسي لنظامنا الأرضي بأكمله وتجعل الحياة على الأرض ممكنة".
ويستطرد: "مع ذلك، لم يكن المجتمع العلمي واضحًا بشأن الدور الذي يلعبه التباين الشمسي في التأثير على أحداث الطقس والمناخ هنا على الأرض، تُظهر هذه الدراسة أن هناك سببًا للاعتقاد بأنها تفعل ذلك تمامًا".
ولاحظ البشر ظهور واختفاء البقع على الشمس (العلامات المرئية ظاهريًا للتنوع الشمسي) لمئات السنين، ويحدث تشميع وتضاؤل عدد البقع الشمسية على مدار 11 عامًا تقريبًا.
لكن هذه الدورات ليس لها بدايات ونهايات مميزة، هذا الغموض في طول أي دورة معينة جعل من الصعب على العلماء مطابقة دورة 11 عامًا مع التغييرات التي تحدث على الأرض.
وفي الدراسة الجديدة، اعتمد الباحثون على "ساعة" أكثر دقة لمدة 22 عامًا للنشاط الشمسي مشتقة من دورة القطبية المغناطيسية للشمس، والتي حددوها كبديل أكثر انتظامًا للدورة الشمسية التي تبلغ 11 عامًا في العديد من الدراسات المصاحبة التي نُشرت مؤخرًا في المجلات المحكمة.
تبدأ الدورة التي تبلغ مدتها 22 عامًا عندما تظهر موجات مغناطيسية مشحونة بشكل معاكس تلتف حول الشمس بالقرب من خطوط العرض القطبية للنجم، وفقًا لدراساتهم الأخيرة.
وخلال الدورة، تهاجر هذه الموجات نحو خط الاستواء، مما يتسبب في ظهور البقع الشمسية أثناء انتقالها عبر خطوط العرض الوسطى.
تنتهي الدورة عندما تلتقي الموجات في المنتصف، وتفني بعضها بعضًا فيما يسميه فريق البحث حدثًا فاصلًا، وتوفر أدوات الإنهاء هذه إشارات إرشادية دقيقة لنهاية دورة واحدة وبداية الدورة التالية.
وفرض الباحثون هذه الأحداث الفاصلة على درجات حرارة سطح البحر في المحيط الهادئ، ووجدوا أن 5 أحداث فاصلة خلال الدورة الشمسية تزامنت جميعها مع انعكاس من ظاهرة النينو (عندما تكون درجات حرارة سطح البحر أكثر دفئًا من المتوسط) إلى النينا (عندما تكون درجات حرارة سطح البحر أقل من المتوسط)، وتتزامن أيضًا نهاية أحدث دورة شمسية- والتي تتكشف الآن- مع بداية حدث (النينا).
قد يهمك ايضا
المشتري وزُحل يقتربان من بعضهما للمرة الأولى منذ 800 سنة
لقطة حديثة مذهلة لكوكب "زحل" في الصيف من تصوير "ناسا"
أرسل تعليقك