لندن ـ ماريا طبراني
اتخذ حلم رئيس شركة "سبيس إكس"، إيلون ماسك، لمستقبل النقل السريع عبر أنابيب هوائية عالية، خطوة كبيرة نحو الواقع، إذ صممت ثلاث فرق من الطلاب أغلفة في نصف الحجم الحقيقي لنظام النقل "هايبولوب" في مكان بني خصيصًا مسار اختبار بطول 1 كيلو متر، فيما تلقت جامعة دلفت الجائزة الأولى متفوقة على MIT و WARR، ويعد هايبلوب نظام للنقل البري اقترحه ماسك عام 2013 لأغلفة نقل، تقل نحو 20-30 شخص خلال أنبوب قطره 12 قدم، بسرعة نحو 700 ميل/ الساعة، وأوضح الفريق " نحن فخورون جدًا لنكون الفائزين الأوائل في منافسة أغلفة هايبلوب".
وكان قد نظم ماسك، مسابقة لتصميم أغلفة هايبلوب لجعل رؤيته حقيقة، وصممت فرق الطلاب من جميع أنحاء العالم أغلفة لنظام هايبرلوب، واجتمع 30 متسابقًا نهائيًا في كاليفورنيا للتنافس، وتم تصميم نماذج المسابقة بنصف الحجم الحقيقي، ما جعلها صغيرة لاستيعاب الركاب، ويخوض المشاركون مسابقة ثانية خلال فصل الصيف للتنافس للحصول على أعلى سرعة، ويقول المنظمون " تركز المسابقة الثانية في هايبرلوب على معيار واحد وهو السرعة القصوى".
واختبرت الفرق المشاركة الأسبوع الماضي، تصميماتها على أمل الحصول على فرصة لتجريبها في مسار سبيس إكس بطول 1 ميل، وجاء تصميم دلفت الفائز بوزن 149 كيلو غرام، رغم أن طوله 4.5 متر وارتفاعه مترًا واحدًا، واستخدم التصميم مغناطيس مرتفع فوق المسار، ما أدى لاستهلاك طاقة منخفضة للغاية، وفي غلاف أنبوبي أطول ربما تصل السرعة إلى 1200 كيلو متر/ الساعة، وهو ما أعلن الفريق عن رغبته في اختباره في الجولة المقبلة.
وتعد هذه المرحلة الثانية من المسابقة العالمية، التي عقدت من 27 يناير/ كانون الثاني حتى 29، خارج مقر سبيس إكس في هاوثون في كاليفورنيا.
وقدم أكثر من 100 فريق من الجامعات تصاميم للجنة التحكيم في المرحلة الأولى، التي أجريت في يناير/ كانون الثاني عام 2016، وانتقل 30 فريقًا فقط إلى المرحلة الثانية، وحصلت الجامعة التقنية في ميونيخ على جائزة أفضل سرعة للأنبوب، فيما حصل تصميم Badgerloop على جائزة أفضل تصميم، بما في ذلك نظام الإعداد القائم على الواقع الافتراضي، وفاز طلاب جامعة ويسكونسن-ماديسون بجائزة الابتكار لتقديم تصميم بطول 15 قدم بوزن 2100 رطل، باسم "Badgerloop" والذي تم تقديمه في مسابقة سبيس إكس لتصميم أغلفة هايبرلوب، ويأتي تصميم Badgerloop بنظام الدفع الذي يستخدم المغناطيس الهواء، ومنعها في فقدان السرعة أثناء تجريبها، ورغم منح فريق جامعة ويسكونسن ماديسون جائزة الابتكار، إلا أن الفريق لم يتمكن من تشغيل تصميمهم على المسار، بسبب خلل الأنظمة الكهربائية والميكانيكية.
وأفاد مدير العمليات، كلير هولسفيكسي، أن تصميم Badgerloop كفريق واحد، والمشاركة في المسابقة بعد أكبر جائزة، مضيفًا " كانت تجربة رائعة تعلمت منها الكثير، وتلقينا رد فعل كبير من المحكمين لدى سبيس إكس، ومن خلال التحدث مع الفرق الأخرى"،وأكمل "إنه من المثير حقًا العمل على تكنولوجيا لديها القدرة على إحداث ثورة في وسائل النقل عالية السرعة".
فيما أشارت لجنة المحكمين، إلى أنها مهمة صعبة لتصميم مركبة مرتفعة عن الأرض على مسار صحيح بحيث لا يحدث صدام، موضحين أنه ليس هناك فريق واحد نجح في إزالة العقبات التقنية كافة، للسماح بتشغيل أنبوب النقل بأمان، وتعتبر جامعة دلفت للتكنولوجيا في هولندا هي الفائزة حيث حصلت على أعلى الدرجات بين الفرق الثلاثين، فيما أعرب قادة فريق Badgerloop عن فخرهم بجائزة أفضل تصميم خاصة في ظل قيادة الفريق من قبل طلاب جامعيين.
وذكر طالب الهندسة وعلوم الحاسب، جاك مجينتي، " أعتقد أنه من المثير حقًا أن نرى شيء تكنولوجي متقدم من قبل مجموعة من الطلاب الجامعيين، وتعد رؤية مجموعة من الشباب يساهمون في تطوير هايبرلوب بطول 15 قدم شئ لا يصدق، ما جعلني أعتقد أنه يمكنني فعل ما أدفع نفسي لتحقيقه".
وأوضح هولسفيكسي، " شعرنا بسعادة غامرة لرؤية إيلون ماسك يجلس في أنبوب النقل الخاص بنا، وراجع تصميمنا تكنولوجيا"، ويملك فريقBadgerloop الخطط لمواصلة تحسين الغلاف الخاص بهم، ويخطط الفريق لمواصلة المنافسة في المسابقة المقبلة، في صيف 2017 في مسار اختبار هايبلوب لدى سبيس إكس.
وتابع هولسفيكسي، " Badgerloop سيواصل المنافسة ولا يمكنني الانتظار لرؤية ما يمكننا تحقيقه"، ولا يوجد حاليًا أي هايبرلوب يعمل في أي مكان في العالم، ويتسائل المشككون فيما إن كانت هذه التكنولوجيا يمكنها المضي قدمًا من الخيال العلمي إلى الواقع.
أرسل تعليقك