القاهرة- إسلام عبد الحميد
أكد الخبير الاقتصادي عبد الناصر محمد، أنه لا أحد ينكر أن الراحة النفسية وشعور المواطن بالأمان يدفع المواطن إلى العمل, وتحقيق النمو في الإنتاج, وأن عامل السعادة أصبح ضمن المقاييس الدولية في إقدام العامل على عمله بجد وإحداث طفرة إقتصادية.
وقال الخبير الاقتصادي في تصريح خاص إلى "مصر اليوم" إن تخصيص وزارة للسعادة في أي دولة يهدف إلى تسليط كل برامج الدولة ومخططاتها وسياساتها لتحقيق التنمية المجتمعية وسعادة المواطنين، مطالبًا الدول العربية, لعب دور أكبر في الإهتمام بالمواطن البسيط والعمال, في ظل حالة التردي التي وصل لها حال المواطن العربي, وكان من أهم اسباب ثورات الربيع العربي هو إهمال المواطن وعدم تحقيق أي تنمية له .
وأوضح أن هناك علاقة عكسية بين الفقر والغنى والسعادة والكآبة, وأنه كلما إبتعد الإنسان عن الفقر أدى ذلك إلى شعور بالسعادة والعكس، لافتًا إلى أن تحقيق السعادة للمواطنين يتطلب أن تقوم الدولة بدورها في تنمية الفرد والمجتمعات وتوفير أجر عادل, وتطبيق الحد الأدنى والأعلى للأجور وعيشة كريمة, وتوفير خدمات صحية جيدة إلى جانب توفير الوظائف للشباب والقضاء تمامًا على البطالة التي تجاوزت(3) ملايين شاب في مصر.
وأضاف أن القطاع الخاص عليه دور أساسي في هذه الفترة، وعدم إنتظار الحكومات العربية المتأثرة بالظروف الاقتصادية والسياسية, يقع على القطاع الخاص العربي عبء التنمية بالكامل, وعليه الارتفاع بالكفاءة النوعية للإنتاج ليكون منافس قوى في السوق العالمي، بالإضافة إلى تطوير نفسه ليصبح قادرًا على المنافسة في ظل أسواق تبحث عما هو مرتفع الجودة ولابد من دفع كفاءة الأيدي العاملة لتصبح قادرة على المنافسة عن طريق التدريب و تحسين المنتج وتجويده ودراسة احتياجات السوق العالمية والتكلفة المطلوبة.
وطالب "محمد" البنوك العربية تقديم التمويل للقطاع الخاص العربي ومساندته لأنه يعمل في ظروف غير مهيئة, وعلى حكومات الدول العربية رفع قدراتها المالية والعينية لتحقيق الإستقرار الإقتصادي ومن ثم السياسي.
وأكد على أن المستثمرين, ورجال الأعمال, عليهم دور كبير في تحقيق مفهوم السعادة من خلال المسئولية الاجتماعية وهذا يدفع إلى تخصيص جزء من إنفاقهم على مستوى تحسين الخدمات والمشروعات الترفيهية وهذا جزء مكمل للسعادة.
وأشار إلى أن مصر مليئة بالموارد الإقتصادية الغير مستغلة وتمتلك كم غير عادي من الأراضي الصالحة للزراعة والغير مستغلة كما أن هناك المعادن الموجودة في باطن الأرض في الصحراء الشرقية والغربية وإلى الآن لم يتم استخراجها فمصر تمتلك كل مقومات تحقيق السعادة للمواطنين لكن ابتعاد خطط الدولة عن الاهتمام بالمواطن كانت سبباً في وصول مصر للمرتبة 134 في السعادة مما يعني عدم الرشا الإجتماعي مما يتطلب دور أكبر على الدولة في تنمية المواطنين.
أرسل تعليقك